عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب حسانين توفيق: هل نعاقب الطلاب المبدعين؟

تحيا مصر

أشفق كثيرا على أبنائنا الطلاب الذين لديهم طاقة إبداعية ومواهب فنية أو رياضية أو فى أى مجال آخر بجانب الدراسة، لأن النظام التعليمى لا يساندهم بل يضعهم دائما بين خيارين أحلاهما مر: إما أن تهتم بالدراسة وتتركها تبتلع كل يومك وتنسى موهبتك على باب المدرسة، أو تهتم بتنمية موهبتك وترتضى فى المقابل بالفشل الدراسى مصيرا لمستقبلك التعليمى.. باختصار لا يمكن الجمع بين الاثنين إلا إذا تمكننا من مضاعفة ساعات اليوم الواحد من 24 ساعة إلى 48 ساعة وربما أكثر حتى يستطيع الطالب أن يستذكر دروسه وينمى موهبته فى نفس الوقت.

تحيا مصر 

هذا الطالب الموهوب مطلوب منه أن يستيقظ فى السادسة صباحا ويذهب إلى المدرسة قبل السابعة والنصف ويقضى فيها 7 ساعات على الأقل حتى الثانية والنصف ثم يذهب الى السنتر لحضور الدرس الخصوصى الذى يمتد بين الساعة أو الساعتين وربما أكثر من درس فى اليوم، وبعدها مطلوب منه أن يحضر التمرين الرياضى أو البروفة الفنية لمدة لن تقل عن ساعتين 3 مرات فى الأسبوع، هذا بخلاف أيام البطولات أو قبل التجهيز لحفلات فنية، حيث سيصبح وقتها هذا الالتزام يومى، ثم يصبح مطلوبا منه أن يستذكر دروسه ويؤدى واجباته المدرسية وواجبات الدروس، ولن أجيب على سؤال متى سيأكل؟ أو كم ساعة سينام؟ قبل أن يبدأ هذه الدوامة فى اليوم التالى.

هل نعاقب الطلاب المبدعين؟

للأسف اختارت كثير من الأسر وأولياء الأمور أن يحرموا أبناءهم من ممارسة مواهبهم وقت الدراسة حرصا على مستقبلهم التعليمى ولم تعد البطولات المدرسية أو المسرح المدرسى أو أى نشاط مدرسى له أى أهمية بعد أن كانت هذه الأنشطة ساحة لالتقاط المواهب ودعمها فى مختلف المجالات، فالمهم هو الدرس والسنتر فقط.

 الفصل المدرسى هو المكان الوحيد لتلقى العلم

ويحسب للدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم أنه وضع على رأس قائمة أولوياته إعادة الطلاب إلى المدارس وأن يصبح الفصل المدرسى هو المكان الوحيد لتلقى العلم، وفى هذا الإطار يتم تفعيل الأنشطة المدرسية مرة أخرى فى خطوة ننتظر أن تمد مصر بالعديد من المواهب، هذا ما أكد عليه الوزير فى اجتماعه الأخير بلجنة التعليم والاتصالات بمجلس الشيوخ، ونأمل أن يتمكن من تحقيقه.

جزء من نجاح أى نظام تعليمى هو أن نوجد موهبة لمن لا موهبة له

لكن هذا لا ينفى أننا نحتاج إلى نظام تعليمى مرن لا يلتهم حياة الطالب ويضعه وأهله بين طرفى معادلة نتيجتها خاسرة بامتياز ، فى كثير من دول العالم لا يحتاج الطالب أن يبذل كل هذا المجهود ليكون متفوقا وهناك مساحة دائما للجمع بين التفوق الدراسى وتنمية الموهبة، بل إن جزء من نجاح أى نظام تعليمى هو أن نوجد موهبة لمن لا موهبة له، وأن تكون المدرسة هى المكان الأوحد لتلقى العلم.

تابع موقع تحيا مصر علي