عاجل
الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

نجم مونديالي.. "كرويف" عندما تقودك الصُدفة لـ إبهار العالم

يوهان كرويف
يوهان كرويف

هو لاعب جمع بين جميع الخِصال التي يحب أن يستمتع بها المتفرج على لاعبي كرة القدم، سرعة، مهارة، تسديدات، مرواغات تفوق خيال البعض،شخضية قيادية، عقل مُدبر، جميعها صفات جعلت منه النجم اللامع والفتي المُدلل لمشجعي الطواحين الهولندية، وهنا الحديث يكمن عن الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، أحد الأسماء التي ظهرت في خمسينيات الكرة، وانتشر سحرها في جميع الملاعب.

وفاة والدته صُدفة سعيدة في حياته

قد يرى البعض أن فقدان أحد أطراف عائلتك كالأب أو الأم، هو أمر تعيس لطفل صغير وحتى إن كان بعقل كبير، ولكن ما حدث مع نجم قصتنا هو العكس، فوفاة والدته عندما كان سنه صغيراً، كان من أهم الصُدف التي ساعدت في نجاحه.

والدة كرويف، كانت تعمل عاملة نظافة في استاد أياكس أرينا، الأمر الذي أدى لتردد يوهان، كثيرًا على هذا الملعب، وكان معروفاً هناك، وبعدها قرر مسئولو النادي ضم اللاعب البالغ من العمر 10 سنوات.

ونظراً لما يتمتع به يوهان، من صفات ذكرتها في السابق،فاللاعب خطف الأضواء، وتدرج بين صفوف فريق أياكس حتى تم نصعيده إلى الفريق الأول نظراً لموهبته الفائقة.

منتخب هولندا في فترة السبيعينات، كان مثالاً للكرة الشاملة، وكرويف أيضًا لم يكن مجرد لاعباً، بل كان لديه فِكر تدريبي تم استخدامه بعد ذلك مع الطواحين الهولندية.

ففي كأس العالم نسخة 1974، أقنع كرويف، مدربه بأن يضم الحارس يان يونجبلوي، الذي تم استخدامه بعد ذلك للاعب ليبيرو يساعد في تدرج الكرة، وبناء الهجمة مع الفريق، ليتخطى بذلك دور الحارس في التصدي للكرات فقط.

ويعد كرويف واحداً من الأساطير الذي لم يُناصره الحظ في التتويج ببطولة كأس العالم، فاللاعب كان يملك ما يكفي للتتويج بتلك الكأس، والدليل على ذلك مراوغته الشهيرة التي لازال العالم يتحاكي عن كم الموهبة التي نبعت منه أثناء تلك المراوغة، التي شهدت عليها مباراة جمعت بين كلاً من السويد وهولندا، في يونيو من نسخة كأس العالم لعام 1974، هي صحيح لقطة لم تتعدى الـ 10 ثوان، لكن بذكائه الحاد في المرواغة، استطاع اللاعب أن يتفوق على ذاته ويقنع العالم بأجمعه بأنه ليس لاعباً لكنه ساحراً يتواجد في ملاعب كرة القدم.

تلك اللقطة، شهدت على تغيير النجم الهولندي جسده بـ180 درجة،  لكي يمرر ويرسل كرة عرضية خطرة إلى منطقة جزاء السويد.

الهولندي الموهوب عدل اتجاه جسده ليواجه الملعب، كان يراه، أما أولسون؟ في مهب الريح.

ويقول ساحر هولندا عن التفاتته أمام منتخب السويد، "استخدم عينيك واخدع خصمك".

على الرغم من أن هولندا لم تتوج ببطولة كأس العالم نسخة 1974، إلا أن أصبحت رمزاً للكرة الشاملة الجميلة، وكان بطل تلك النسخة هو يوهان كرويف ذلك الشاحر الذي أبدع وأمتع في تلك النسخة بالتحديد.

 

الطواحين الهولندية تخطوا في تلك البطولة كلاً من بلغاريا في الدور الأول، ووقعوا مع البرازيل وألمانيا الشرقية، فازت هولندا بنتيجة 4-0 ضد الأرجنتين ثم 2-0 ضد الألمان ثم 2-0 ضد البرازيل ولم تستقبل أي هدف.

وفي النهاية، تمكنت ألمانيا الغربية، من الفوز بالبطولة بعدما حققت الفوز بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، وأُسدل الستار على واحدة من أمتع البطولات التي قدمها المنتخب الهولندي بًحبة لاعبه يوهان كرويف.

أسباب غامضة تمنع كرويف من المشاركة في المونديال

على الرغم من الجمال الذي أسر الناظرين في نسخة كأس العالم عام 1974، إلا أن الجميع تفاجأ بغياب كرويف عن النشخة التالية لعام 1978، لأسباب لم يعلم عنها أحد شئ، ولكن البعض خمن بأن انتقاده للحُكم الأرجنتيني اليميني، وراء غيابه، لكن تلك كانت تكهنات، وظل هذا السر غائباً ومحصوراً عن الكثيرين، حتى خرج يوهان نفسه، ولكن بعد فترة قاربت على 3 عقود، وكشف حقيقة عدم مشاركته رفقة الطواحين في تلك النسخة، والتي كانت مرشحة فيها بقوة للتتويج باللقب.

وفي حواره مع الإذاعة الكتالونية، قال كرويف، أن بعض المجرمين هجموا عليه وهو وزوجته وقاموا بتقييده ولكنه نجح في الهروب منهم.

ويقول كرويف عن تلك اللحظة: " "قررت وقتها ألا أسافر إلى الأرجنتين لخوض كأس العالم 1978. كنت أذهب إلى المران مع الحراس الشخصيين. أولادي كانوا يذهبون إلى المدرسة مع عناصر الشرطة. رجال الأمن ظلوا في منزلنا قرابة الـ4 أشهر".

"قررت التوقف عن اللعب مع المنتخب ولم أذهب إلى كأس العالم بسبب ما حدث".

وفي نسخة 1982، كانت هولندا قريبة من اللقب، ولكن تفوق الأرجنتين في النهائي، حرم الطواحين من فك عقدتهم في المباراة النهائية، ولكن البعض أكد أنه إذا تواجد كرويف، في تلك المباراة لكان تغير الأمر لصالح الطواحين الهولندية.

مسيرة مميزة في عالم التدريب

قرر كرويف الاعتزال، والاتجاه لعالم التدريب، وقاد ثورة التصحيح مع فريق برشلونة، الذي بفضل هذا الساحر، تحول بشكل كبير، وبات من أهم وأقوى الأندية في العالم، فالبرغم من أنه كان يعاني فيفترة الثمانيانات، إلا أنه مجئ كرويف كان بمثابة النور الذي أضاء عتمتهم، فقد قادهم للتتويج بـ 4 ألقاب متتالية من بطولة الدوري الإسباني، وحصد معهم أولى ألقابهم من بطولة دوري أبطال أوروبا عام 1992.

وصلت عدد ألقاب كرويف مع الفريق الكتالوني لنحة 11 لقب، ليكون هو المدرب الأول في تاريخ النادي الإسباني تحقيقاً للألقاب، ولكن حُطم رقمه على يد تلميذه الإسباني بيب جوارديولا، الذي نجح في التتويج رفقة البلوجرانا بـ 15 لقب.

وفاة الأسطورة

في عام 2016، خسر كرويف معركته مع السرطان، وودع العالم، لكنه ترك في وصيته أن يتم دفنه في مدينة كتالونيا، تلك المدينة الشاهدة على أكثر اللحظات السعيدة له بجوار فريق برشلونة.

وخيم الحزن على الجميع لأن العالم لم يفقد لاعباً أو مدرباً، لكنه فقد أسطورة مع أشاطير اللعب والتدريب، وعلامة كانت بارزة في محطات المنختخب الهولندي، وكذلك مع فريق برشلونة.

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي