عاجل
الأربعاء 01 مايو 2024 الموافق 22 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أميرة العادلي تكتب: ماذا يحتاج ولي الأمر من وزارة التربية والتعليم؟

النائبة أميرة العادلي
النائبة أميرة العادلي

بعد صولات وجولات في بعض الجروبات المسماه بجروب الماميز، ومتابعة الملاحظات، والمشاحنات وأحيانا اللعنات، اكتشفت بعض النقاط التي يمكن أن تكون إيجابية وتساعدنا في فك طلاسم الخلاف بين تلك الجروبات والوزارة.

بدأت رحلتي أنا شخصيا كولية أمر من مايزيد عن عامين ليبدأ المشوار باختبارات المدرسة والتي شعرت معها أني محل تقييم ولا يجب أن أخفق، وبدأت متابعة صفحات المدرستين التي وقع عليهما اختياري ليسود التوتر والأسئلة الوجودية، وحتي لا أطيل عليكم وفقنا الله أنا وابنتي واجتزنا الحمدلله التقييم، فيا لنا من سعداء الحظ. لتبدأ رحلة جروب الماميز في المدرسة الأولي والتي كانت هادئة بعض الشئ نظراً لأنها مرحلة رياض الأطفال، وفي العام التالي بدأنا خطوة جديدة حين قررت نقل ابنتي لمدرسة أخري ويالها من مهمة شاقة وبائسة تجعلك تكره التعليم علي من يريد التعلم، فهي عبارة عن دائرة من الورق والمشاوير بين الإدارات التعليمة والمديرية التعليمة والتي تبعد بينهم المسافات بالمدن وعشرات الكيلو مترات من أجل توقيع أو ختم من مدام عفاف رمز البيروقراطية، وهو مايجعلك حين إتمام عملية النقل أن تسجد شكرا لله لأن المهمة نجحت وانتهي التعذيب.

ومن بعد هذه النقطة المفصلية عودنا إلى جروب ماميز جديد معه شكاوي يومية عن عدد الكتب، وعدد الحصص، وعدد الكويز لنتسائل جميعا عن قرار وزارة التربية والتعليم بأن التعليم قائم علي التعلم والأنشطة ولا إثقال للطلاب بالواجبات بالعكس الدراسة ستكون جاذبة، وتتعمد علي التفاعل، وهو عكس ما نراه ورغم ذلك لا ننكر التطوير الملحوظ في المناهج وصورة أبو مكة وهي منورة في كتاب الديسكفري.

وبعد معاناة ولعنات حول ألوان التقييمات التي تشعر معها أن أحباب الله في الثانوية العامة، انتقلنا إلي الصف الأول الابتدائي لتبدأ رحلتي هذا العام مع تلك المرحلة والتي بانت ملامحها من العنواين سبحان الله “جرامر” وجمع وطرح وكتابة جمل كبيرة لتجد أحباب الله كبروا فجأة بدون أي تدريج، وبين منهج الجميع يهرول لإنهائه، وكويز بين الكويز وشيتات وواجبات، وشنطة مكدسة بالكتب تقضي ابنتي ذات السبع سنوات يومها الدراسي، وتضيع طفولتها ونحن نبذل كل الجهد لنوفر من الوقت ساعة لهواية من هوايات كثيرة تمنت أن تمارسها، أو أقلها لنجد بعض الوقت لنجلس كأسرة نتحدث.

وبينما أصارع الوقت يأتي جروب الماميز ليذكرني بالتقييمات، وسلوك البنات في الفصل والألعاب الإلكترونية التي باتت أخطر من المخدرات، بجانب إعلانات الترويج للمثلية الجنسية، وبينما أراقب في صمت تشتعل الجروبات وتمتلئ بالمقتراحات والاجتهادات في ظل غياب للمنظومة فالمدرسة اكتفت بتحذير أحباب الله من الحديث في مثل هذه الأمور لأنها نوتي دون منطق أو محاولة لمخاطبة العقول.

هذه سطور قليلة من قصة بدأت من أكثر من عامين لتجعلني أبحث في الأمر باستفاضه فماذا يريد ولي الأمر من الوزارة؟ علي سبيل المثال لا الحصر الاستقرار علي طريقة في الامتحانات؟.

توفير مدرسة أمنة وكثافة معقولة، أن يكون المنهج مناسب للعام الدراسي القصير المكتظ بالإجازات، توفير معلم جيد وسوي نفسيا، عودة المدرسة لدورها في التربية، والرياضة والهويات، عتقه من البيرواقراطية في نقل ابنائه من مدرسة لمدرسة، اشراكه في هذا التطوير كأحد أطراف المنظومة التعليمية.

هذا جزء مما يريده ولي الأمر، فالجميع يريد النجاح لمنظومة التعليم ولكن هناك حلقة مفقودة تجعل التعليم ليست فقط متأخرا في مؤشرات الجودة لكنه أيضاً متأخرا في قراءة الواقع والتعاطي معه.

تابع موقع تحيا مصر علي