عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

فقدتهم في حريق منذ 33 عاما.. نادية تجلس بجوار قبور أولادها ببني سويف|فيديو

تحيا مصر

الأم هي نبع الحنان ومصدر الطمأنينة في الحياة، تعمل الأم جاهدة على إسعاد صغارها وإدخال الفرحة والسرور لقلبهم، ولكن عندما تفقد الأم أطفالها تنقلب حياتها وتتحول إلى حياة يائسة بدون روح.

تحيا مصر 

داخل مقابر قرية بياض العرب تجلس نادية السيدة السبعينية التي بلغت من العمر ما يكفي ليظهر على ملامح وجهها الشاحب الذي أخفى الحزن ملامحه، بجوار قبور أولادها الأربعة، حيث أنها فقدتهم في حريق دا خل منزلها منذ 33 عاما.

«فقدت أولادي الأربعة في حريق»

الأم الحزينة تحكي والدموع على خديها، قائلة فقدت أولادي الأربعة مرة واحدة في حريق حدث في المنزل وأنا في الخارج، وعندما رجعت وجدت الجيران أمام المنزل والنيران تلتهم أطفالي بالدخل، وعندما أردت الدخول لهم منعوني، وكنت أريد الموت وسطهم. 

" src="">

وتضيف الأم المكلومة، أشعر بالراحة والطمأنينة عندما أكون بجوار قبورهم واستطعت أن أعتمر 3 مرات من أجل الدعاء لهم والصلاة على روحهم في الحرم المكي والمسجد النبوي، وحياتي توقفت تماما بعد وفاتهم أشعر وكأن قلبي قد خلع من مكانه.

«الحياة بدونهم شاقة للغاية»

الحياة بدونهم شاقة للغاية.. هكذا استكلمت الست زينب حديثها، حيث تقول، عندما أترك المقابر وأذهب لقضاء بعض الأشياء أشعر وكأن شيئا ينقصني وكأن قلبي يرتجف من الحزن ويعتصر من الألم، فأنهي طلباتي مسرعة وأعود مهرولة أجلس بجوار قبورهم مرة أخرى وأترجاهم أن يسامحوني على تركهم وحدهم مرة أخرى.

وتوضح الأم التي انشق قلبها من الحزن، أولادي كانوا مجتهدين ومحافظين على مذاكرتهم ودروسهم وكنت أتمنى أن يكونوا متواجدين معي الآن ولكت قضاء الله وقدره وأنا مؤمنة، ابنتي الكبرى كانت تريد أن تصبح طبيبة كي تعالج أهالي قريتها مجانا وعند وفاتها تلاشى حلمها معاها.

وتستكمل الأم، الحياة هنا في المقابر شاقة جدا ومتعبة ولكن لا يمكنني تركهم مرة أخرى واليوم الذي سأتركهم فيه هكون معاهم في القبر، موضحة أتمنى أن أفارق الحياة الآن وتصعد روحي للسماء بجوارهم، لقد سئمت الحياة ويأست من المعيشة ولكن مع شمس كل يوم جديد أتمنى أن يكون أخر يوما لي في الحياة.

" src="">

«الأهالي يقدمون لي الدعم العنوي» 

وتردف الأم، أدعي لهم في كل وقت وكل صلاة، وأهالي القرية يشاركوني في أحزاني ومآساتي منذ جلوسي في المقابر بجوار أبنائي فلذات كبدي، يأتون ويقرأون القرآن الكريم على روحهم أمام قبورهم ويقدمون لي الدعم المعنوي، ويعرضون المساعدات المادية ولكن أكتفي بما أحتاجة ولا أمد يدي لأحد لطلب المساعدة.

وتختتم الأم حديثها، كل ما حدث يوم وفاتهم يمر في مخيلتي وكأنه يحدث أمامي الآن، صراخهم وأصوات نحيبهم وبكائهم أسمعه في كل مكان، كان من الفترض أن أكون معهم في الداخل وأحتضنهم أثناء اشتعال النيران في المنزل وأحميهم من لهيبها، أتمنى لو كنت بالداخل وفارقت أنا الحياة مكانهم.  

تابع موقع تحيا مصر علي