عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

عبد الله رشدي يثير الجدل: «كفر والدي النبي» قال به أئمة كبار.. ابن تيمية أثنى عليه أكابر عصره.. بغض السيد البدوي لا يخرج المرء من أهل السنة.. وما يُنسب له «سماجات» وليست كرامات

الداعية واليوتيبر
الداعية واليوتيبر عبد الله رشدي

رد الداعية واليوتيبر عبد الله رشدي، على من يقولون أنه تنصل من انتمائه إلى الأزهر؛ وكعادته لم يكتفي «رشدي» بالرد على من يخالفونه، ولكنه أصر على إثارة قضايا جدلية، ونشر آراء وفتاوى متعلقة بوالدي النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة للرأي الرسمي الذي تقول به المؤسسة الدينية الرسمية في مصر.

هل تنصل عبد الله رشدي من أزهريته؟

وقال عبد الله رشدي: «ينشر بعضُهم عني أنني فارقتُ أزهريتي وغيرتُ انتمائي، وهم كَذَبَةٌ فيما يقولون؛ فليأتوني بحرفٍ واحدٍ لي فيه مخالفةٌ لمعتمَدِ المذاهب الأربعةِ أو فيه خروجٌ عن اعتقاد أهل السنة».

وأضاف رشدي، في منشور كتبه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «إنما الذي حدث أنني طرقتُ بعض المسائل التي يتعصبُ لها أقوامٌ تعصبًا يُخالف المذهبية التي تعلمناها والتي يزعمون دفاعَهم عنها».

القول بكفر والدي النبي

وضرب رشدي، عدة أمثلة على ما يذهب إليه، في مقدمتها ذكره لبعض الآراء الشاذة وغير المعتبرة التي يقول أصحابها بكفر والدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ موجهًا نقده إلى من يرفضون هذا الرأي غير المعتبر، ويحكمون على قائله بالبدعة والفسق واللعن؛ قائلًا:«أكابرُ أئمتنا قائلون بكفر والدي النبي؛ فلا يسوغ لكم تبديع المخالف وإلا صار أئمتنا مبتدعةً».

بغض السيد البدوي لا يخرج المرء من أهل السنة

ووجه رشدي، مرة أخرى نقدًا لما يُنسب للسيد أحمد البدوي - رضى الله عنه - من كرامات واصفًا إياها بالمخالفات الشرعية، والسماجات التي لا سند لها؛ قائلًا: «نسبةُ الفظائع للبدويِّ على أنها كرامات؛ قلتُ لهم: هذه سماجاتٌ لا سندَ لها ومخالفاتٌ للشرعِ، فقولوا إنه وليٌّ وانفوا عنه هذه الخزعبلات، فتقافزوا كالقردةِ زاعمين أنني أهنتُ البدوي ولعمر الله ما فعلتُ، وليس ذلك من شأني ولا من عادتي ولو كنتُ أراه ضالاً لقلتُ ذلك، فليس هناك ما يدعوني لكتمان ما أعتقده وإن غضب من غضب، ولو فعلتُ - مع أنني لم أفعل - فلا يخرجُ المرء من كونه أهلَ سنةٍ ببغض البدويِّ، إذ ليس الاعتقاد في ولاية البدويِّ من أركان عقيدة أهل السنة، بل الاعتقاد في الأولياء جملةً هو منهج أهل السنة ثم الاختلاف في أفرادهم لا يضرُّ، لكنه التعصب الأعمى والأحقادُ الدفينة».

وتابع: «التعصبُ للحلف بالنبي؛ فقلتُ لهم: الحلف بالنبي لا يجوز على معتمَدِ الأربعةِ، ثم عدمُ الجوازِ هذا دائرٌ بين الكراهةِ والحُرمَةِ على تفصيلٍ، والقولُ بانعقاده روايةٌ عند الحنابلة لكنها ليست معتمَدَ المذهبِ، فلا يسوغ إنكاركُم على من أنكرَه، فهاجوا وماجوا: إنت مبتحبش سيدنا النبي؟! فبالله عليكم دا علم أو عدل أو فهم؟!»

عبد الله رشدي يدافع عن ابن تيمية

ودافع عبد الله رشدي، عن ابن تيمية؛ موجهًا رسالة لمن ينتقدونه، قائلًا: «الرجل أثنى عليه أكابر عصرِه من المنصفين المُخالفين له كالسبكي وابن كثير والذهبي وابن حجر العسقلاني وانتهاء بالسيوطي وابن عابدين؛ فغايته أنه رجلٌ مختلَفٌ في أمرِه، فلا تُحبُّوه لكن لا تُهَارشوا من أحبوه وإلا وقعتمْ في هؤلاء الأئمة المُنافحين عنه، فانبَروا يزعمون أنني أُداهِنُ المجسمة؛ فقلتُ لهم: التجسيم بدعة والصفات تُمَرُّ وتُقَرُّ مثبَتَةً على ما يليق بذات اللهِ، فزعموا أنَّ ذلك قولُ المشبهةِ فأتيتهم بنص هذه العبارة من كلامِ السادةِ الأشاعرةِ، فأخذوا يُغمغمون: أصلك بتجامل الوهابية؛ فبالله عليكم أهذا يمتُّ بشيءٍ إلى العلم؟!»

وأضاف الداعية واليوتيبر: «لا أجامل في اعتقادي أحداً؛ غاية الأمر أنني أقول: لا داعي لافتعال اقتتالٍ لا طائلَ وراءَه بينما الشباب هنالك يُلحد.. ضُمُّوا جهدَكم معًا، وكلٌّ يدافع عن منهجِه بأدب، مع بقاء لهجة المودةِ في الخطاب وبلاش عنجهية فارغة وعنطزة كذابة، وكُونوا عَدلًا؛ ما لمخالفيكم فيه سَلَفٌ معتبَرٌ فاقبلوه ووقتَها سينحصر الخلافُ فعلاً في مسائل معدودة.. لن تُشكِّلَ عظيم ضجةٍ ولا شديدَ إعناتٍ».

عبد الله رشدي يثير عدة قضايا جدلية

كثرة «الشبحنة» على المُخالف معيار السفهاء

وأوضح رشدي: «ولازلتُ أقول: هاتوا لي من كلامي ما خرجتُ فيه عن اختياراتِ أهل السنة اعتقادًا وفقهًا؛ فإن لم تجدوا، فاتقوا الله وأصلحوا فسادَ قلوبكم وتعلَّموا قبل أن تُنكروا، فمن زاد عِلمُه قَلَّ نَكِيرُه، ومعيار التَّسَنُّنِ ليس كثرةَ الشبحنةِ على المُخالفِ الذي هو منك وخلافُه معك ليس بالكبير، بل هذا معيارُ السُّفَهاء وحاجة مقززة الصراحة وملهاش دعوة بالعلم إلا أنها تُرضي بعض النفوس المتطرفة التي تريد بابًا شرعيًا موهومًا للتطاول على الناس من أجلِ إفراغِ شُحَنٍ من الغضب.. معيارُ التَّسَنُّنِ هو الأخذُ بمقرَّراتِ أهل السنةِ مع احترام المخالف الذي له سَلَفٌ من أهلِ السُّنَّةِ».

واختتم رشدي: «وأكرِّرُ؛ اعتقدْ وانصرْ اعتقادَك بأدلتك وخالف من شِئتَ بأدبٍ؛ المخالفةُ مع الأدبِ لن تُضعِفَك بل تزيدُك قوةً وخُلُقاً..أما افتعالُ الاقتتالِ والغمزُ واللمزُ فسلوكُ من لا يُساوي في سوقِ العُقلاءِ خَرْدَلَةً».

تابع موقع تحيا مصر علي