عاجل
الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

صلاة التسابيح.. الإفتاء توضح ثوابها وكيفية أدائها وسر ارتباطها بـ ليلة القدر

صلاة التسابيح
صلاة التسابيح

صلاة التسابيح؛ يكثر السؤال والبحث عنها مع حلول ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان 2023 الموافق 1444 هجريا، والتي توافق مساء غدا الإثنين، حيث يسأل كثير من الصائمين عن صلاة التسابيح، ما حكمها وكيفية أدائها؟ وما هو فضلها وثوابها؟ ومدى صحة الحديث الوارد فيها؟ وما السر في أنها تُصلى ليلة القدر؟ حيث اعتاد أناس كُثر تأدية صلاة التسابيح جماعةً بعد صلاة عشاء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان وذلك كل عام.

صلاة التسابيح مشروعة مستحبة وثوابها عظيم

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن صلاة التسابيح مشروعة مستحبة وثوابها عظيم ومعلومٌ بما ورد في الحديث لمن فعلها وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة، والحديث الوارد فيها ثابت مروي من طرق كثيرة، وصححه أئمة من أهل الحديث، وأقل درجاته الحُسْن؛ فمن فعل هذه الصلاة وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة؛ كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسُنَّةٍ، ومن تركها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكارَ في المسائل المختلف فيها.

مدى صحة حديث صلاة التسابيح

وحول مدى صحة حديث صلاة التسابيح، أوضحت دار الإفتاء، أن حديث صلاة التسابيح مرويٌّ من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة، وقد أخرج حديثَها أئمةُ الإسلام وحفاظُه، وأمثل طرقها حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما: «يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرَ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ، قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، فَفِي عُمُرِكَ مَرَّة». رواه البخاري في جزء (القراءة خلف الإمام)، وأبو داود وابن ماجه في (سننهما)، وابن خزيمة في (صحيحه).

وصحَّحه جماعة من الحفاظ منهم: الدارقطني الذي أفردها بجميع طرقها في جزء، والحاكم في (المستدرك)، وأبو بكر الآجري، وابن منده وألف في تصحيحه كتابًا، والخطيب البغدادي وجمع طرقها في جزء، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني وجمع طرقها في جزء سماه (تصحيح صلاة التسابيح)، وأبو محمد عبد الرحيم المصري، وأبو الحسن المقدسي، والحافظ المنذري، والإمام الزركشي، وحسنه ابن الصلاح والنووي في (التهذيب)، وقال الإمام مسلم فيما نقله الحافظ العلائي في (النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح): «لا يُروَى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا».

من أراد بحبوحة الجنة فعليه بصلاة التسابيح

وقال أبو داود في (سننه): «ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا»، وقال الترمذي في (سننه): «وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسابيح وذكروا الفضل فيه»، وقال البيهقي في (السنن الكبرى) و(شعب الإيمان): «كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع».

وقال الديلمي في (مسند الفردوس): «صلاة التسابيح أشهر الصلوات وأصحها إسنادًا»، وقال عبد العزيز بن أبي رواد: «من أراد بحبوحة الجنة فعليه بهذه الصلاة».

حكم صلاة التسابيح

وتابعت دار الإفتاء: والقول بأن هذه الصلاة مشروعة مستحبة هو مذهب الشافعية والحنفية، وقول عند الحنابلة بجوازها؛ مؤكدةً أن من المقرَّر شرعًا أنه إنما يُنكَر المتفق عليه ولا يُنكَر المختلف فيه، فمن فعل هذه الصلاة وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة؛ كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسُنَّةٍ، ومن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكارَ في مسائل الخلاف.

كيفية أداء صلاة التسابيح

وحول كيفية تأدية صلاة التسابيح، أوضحت دار الإفتاء، أن صلاة التسابيح تُصلى أربع ركعات مثل (صلاة الظهر أو العصر أو العشاء) ولكن بدون التشهد الأوسط؛ فالأربع ركعات بتشهد واحد بعد الركعة الرابعة.

الركعة الأولى:

◄ تقرأ سورة الفاتحة وأي سورة أخرى تختارها، ثم تقول (قبل أن تركع): سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، (خمسة عشرة مرة).

◄ ثم تركع وبعد الانتهاء من تسبيح الركوع، تقول وأنت راكع: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، (عشرة مرات).

◄ وبعد أن ترفع رأسك من الركوع قائلًا سمع الله لمن حمده، تقول -قبل أن تسجد-: سبحان الله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، والحمد لله، (عشرة مرات).

◄ ثم تسجد، وبعد تسبيح السجود تقول وأنت ساجد: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله (عشرة مرات).

◄ ثم ترفع رأسك من السجدة الأولى، وتقول وأنت جالس بين السجدتين: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله (عشرة مرات).

◄ ثم تسجد السجدة الثانية، وبعد تسبيح السجود تقول وأنت ساجد: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله (عشرة مرات).

◄ ثم ترفع رأسك من السجدة الثانية، وتجلس في وضع القرفصاء وتقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله (عشرة مرات).

◄ ثم تقوم لتأتي بالركعة الثانية وتفعل فيها مثلما فعلت في الركعة الأولى، وهكذا في الركعات الأربع.

فذلك 75 مرة في كل ركعة من ركعات الصلاة وتقوم بتكرار ذلك في الأربع ركعات كلهم ليكون المجموع 300 تسبيحة.

تابع موقع تحيا مصر علي