عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الناتو قنبلة موقوتة فى آسيا.. ماذا يعني فتح الحلف العسكري مكتب فى اليابان (خاص)

الناتو
الناتو

أعلن السفير الياباني لدى الولايات المتحدة، إن الحلف العسكري الذي تقوده واشنطن يخطط لفتح مكتب فى اليابان وهو الأول من نوعه فى آسيا. وعارضت بكين خطة حلف شمالي الأطلسي "الناتو" لفتح مكتب اتصال فى اليابان. 

تحيا مصر

سيناريو أوكرانيا قد يتكرر فى آسيا

فيما أنكرت الحكومة اليابانية هذا الإعلان و قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا،  إن بلاده ليس لديها خطط للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، لكنه أقر فى ذات الوقت بأن الحلف يخطط لفتح مكتب اتصال في اليابان.وأضاف كيشيدا  خلال جلسة برلمانية:" لا أعلم لدي بشأن اتخاذ قرار لإنشاء مكتب للحلف"، مشدداً على أن بلاده لا تخطط للانضمام إلى الحلف كدولة عضوة أو شبه عضوة.

هذا الإعلان يأتي فى ظل توتر الأوضاع فى منطقة آسيا، وارتفاع منسوب التوتر بين الصين وتايوان منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي للجزيرة التايوانية رغم معارضة بكين على هذه الزيارة، وردت الصين بقيام مناورات عسكرية مكثفة استعرضت فيها قواها العسكرية فى رسالة موجهة إلى واشنطن  تحذرها من زيادة دعمها لتايوان. 
وبعد أزمة تايوان التى لم تخمد وعلى  حافة الانفجار، اندلع صدام بين واشنطن وبكين وحرب من الاتهامات المتبادلة بعد أزمة المنطاد الصيني الذي اخترق المجال الجوي الأمريكي واتهام أمريكا بأن بكين أرسلت هذا المنطاد للتجسس على قواعد عسكرية أمريكية. هذه الأزمات المتتالية والمتزايدة بين الصين وأمريكا تأتي فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية وعدم الاستقرار الأمني الذي تشهده القارة الأوروبية، وتحذيرات بوتين من أن مواصلة الدعم الغربي بقيادة أمريكا لأوكرانيا قد ينذر بحرب نووية عالمية. 

فالسبب الرئيسي لاشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كان نتيجة اصرار النظام الأوكراني على الانضمام إلى حلف الناتو وهو ما عرضته موسكو بشدة، وترجمت هذا الرفض بحملة عسكرية ضد الدولة التى كانت سابقة جزء من الاتحاد السوفيتي (أوكرانيا).. وما يجعلنا نتسأل هل محاولة الناتو لوضع قدم فى آسيا ورفض الصين لهذا التواجد أن يشعل حرب جديدة فى آسيا ؟   

صدام مرتقب وحروب مدمرة

يقول دكتور آصف ملحم خبير الشؤون الروسية و مدير مركز جي اس ام للأبحاث والدراسات فى تصريحات خاصة لـ" تحيا مصر" :"في الواقع لم تخفي الولايات المتحدة الأمريكية أهدافها و نواياها تجاه روسيا و الصين؛ ففي المنظور الأمريكي و الغربي تعتبر الصين و روسيا أكبر مصادر الخطر على الغرب و الاستراتيجية الأمريكية للأمن لعام 2018 وصفتهما بوضوح بأنهما (تدمران الحضارة و الإزدهار الأمريكيين) ، لذلك تسعى الدول الغربية بإعاقة تقدم روسيا و الصين كقوتين عظميين تنافسان الغرب بكل الطرق و الوسائل".

وأضاف د. ملحم:" سيقود الصدام المباشر المفتوح بين الناتو و روسيا أو الناتو و الصين إلى حروب مدمرة وستكون عواقبه وخيمة على الجميع؛ لذلك تلجأ الدول الغربية إلى سياسة الاحتواء عن طريق خلق القلاقل في محيطهما بإنشاء بؤر دائمة للتوتر، لذلك نلاحظ أن دول الناتو تدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، كما أنها سعت بكل جهد لضم فنلندا للحلف، وهي تسعى الآن لضم السويد".

وأوضح :" كذلك الأمر بالنسبة للصين، فالدول الغربية لا تخفي دعمها لتايوان في مواجهة الصين، كما أن الولايات المتحدة أسست تحالف أوكوس الذي يضم أستراليا و بريطانيا، و الهدف الحقيقي هو مواجهة الصين".

الناتو يجر الصين إلى الحرب

وأشار الخبير الروسي:"  يبدو الآن أن هذه السياسة لم تتغير، إذ يحاول الحلف استجرار اليابان إلى صراعاته مع روسيا و الصين. فبين اليابان و روسيا خلافات تاريخية حول السيادة على جزر الكوريل، كما أن اليابان في حالة عداء تقريباً مع كوريا الشمالية المدعومة من الصين علاوة على ذلك تحاول الولايات المتحدة خلق القلاقل الأمنية في آسيا الوسطى؛ فهي بالرغم من انسحابها من أفغانستان، لكنها على ما يبدو خلفت هناك من هو قادر على تنفيذ مشاريعها، إذا تؤكد العديد من المصادر على أنه يوجد سعي حثيث لخلق حالة من التوتر بين أفغانستان و طاجكستان، الأمر الذي سيؤدي إلى عرقلة تنفيذ الصين لمشروعها العملاق (الحزام و الطريق)، فآسيا الوسطى هي عقدة الربط الحقيقية لمسارات هذا المشروع".

وأكد الخبير الروسي أن:" روسيا و الصين لن تسكتا على مثل هذه التوجهات الغربية، و قد يدفعهما إلى تطوير تحالفهما من تحالف اقتصادي إلى تحالف عسكري، لأن الأخطار المحدقة بهما هي أخطار مشتركة".

تابع موقع تحيا مصر علي