عاجل
الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«تناقض بالغ وتطاول في هيئة تصريحات لاذعة».. جميلة إسماعيل تهاجم أبو عيطة و موقع «تحيا مصر» دفاعا عن هشام قاسم

تحيا مصر

رئيس حزب الدستور تناقض نفسها وتوزع الاتهامات المجانية على شركاء الوطن

عداء غير مفهوم وبلا مبرر لموقع تحيا مصر صاحب الرسالة الاعلامية المحايدة

تعامي تام عن الصالح العام لأجل الدفاع عن مصالح حزبية ضيقة

جميلة إسماعيل تفننت في المصادرة على الآراء والتفتيش بالنوايا


«تناقض فج مع الذات، تباين في الحجج وعدم منطقية ولا معقولية في الطرح»، ميز تصريحات نشرتها رئيس حزب الدستور جميلة إسماعيل، في معرض تعليقها على تصريحات أخرى للوزير الأسبق كمال أبو عيطة لموقع "تحيا مصر"، حيث وقعت في فخ توزيع الاتهامات المجانية على الشركاء الحزبيين، كما مضت بثقة نحو المصادرة على الآراء ومهاجمة قامة وطنية كبرى والتفتيش في نواياه.

يسلط تحيا مصر الضوء على عدد من الدلالات السلبية التي اشتمل عليها منشور مطول لـ"جميلة إسماعيل" رئيس حزب الدستور من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث تفرغت لمهاجمة كل من يسجل اعتراضه على أداء حزبها أو أيا من الكيانات التي ينتمي إليها، لتمارس دأب معتاد يتعلق بالأدوار الكلامية الإنشائية دون الإنجاز الفعلي في أرض الواقع.

التطاول والهجوم غير المبرر على موقع تحيا مصر صاحب الرسالة الإعلامية المحايدة

ألقت جميلة إسماعيل بشكل جزافي التهم لموقع تحيا مصر بتبعيته للسلطة والتشكيك في مصداقيته ونزاهته، الأمر الذي يجافي الواقع تماما ولا يمت بصلة للدور الذي لعبه الموقع على مدار سنوات من التناول الحيادي وتقديم الخدمات والمعالجات الإعلامية والإخبارية لقراءه بشكل يتسم بالنزاهة والاستقلالية التامة، وعدم التبعية بأي شكل لتيار أو تكتل حزبي من جهة أو لمؤسسة رسمية أو حكومية من جهة أخرى. 

حال كلفت جميلة إسماعيل نفسها بالتصفح في أقسام وملفات الموقع سوف تجد أن أبرز رموز المعارضة يتم نقل تصريحاتهم بحيادية تامة ودون انحياز او تحيز لأحد كما أن الموقع قد دأب على عقد مجموعة من  الندوات وتخصيص عدة تغطيات لم يفرق فيها أبدا ما بين هو على يمين أو يسار السلطة فكانت ندواته تحتشد بالوجوه البرلمانية والحزبية والسياسية المعروفة بمعارضتها الشديدة للحكومة وسياساتها كما أن الموقع قبلها وبساعات قد نقل تصريحات خاصة من أحد قادة التيار الليبرالي الحر الدكتور عماد جاد المتحدث باسم التيار، دون اي تضييق او تلون أو مصادرة للاراء وهو على العكس تماما مما دفعت به زورا وبهتانا رئيس حزب الدستور.

تناقض ملحوظ وبوصلة ضائعة

سجلت جميلة إسماعيل اعتراضها بطريقة حادة ولاذعة، حيث عبرت عن تعجبها من تصريحات لكمال أبو عيطة في وقت سابق مع تحيا مصر، وقامت بتوزيع التهم المجانية، بحق الموقع وحق أبو عيطة، ففي الوقت الذي تدافع فيه ظاهريا عن حرية الرأي والتعبير كأحد أهم أواصر الديمقراطية، تخرج على الفور لتستنكر ذلك، وتدون منشورا مطولا، وترفق معه صورا ولقطات لتصريحات أبو عيطة مع "تحيا مصر"، الأمر الذي أثار الاستغراب من مقدار الاستياء مما ورد بتصريحات القيادي العمالي البارز.

أمطرت جميلة إسماعيل كمال أبو عيطة، بوابل من الاستنكارات والأسئلة الغرائبية، بهدف الدفاع عن التيار الليبرالي الحر، وهشام قاسم قيادي التيار، حيث قامت رئيس حزب الدستور بإفراغ تصريحات أبو عيطة من محتواها تماما، سعيا للدفاع الأعمى عن قاسم وباقي الأحزاب في التحالف، دون أي ردود منطقية أو إجابات صادقة ووافية لمشاركيها ومتابعيها.

المناداة بالديمقراطية والعصف بها بالوقت ذاته

تطلب جميلة إسماعيل بترسيخ الديمقراطية، ولكنها لا تمارسها ولا تطبقها ولا تريد ترسيخها، وهو ما يشير إلى تناقض في الموقف، فالديمقراطية تعني تشجيع الحوار والمناقشة المفتوحة واحترام آراء الآخرين، ولكن إذا كان قادة الأحزاب يطالبون بالديمقراطية وفتح النقاش، فيجب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع آراء وافتراضات الآخرين بشكل بناء وإيجابي، ولكن إذا كانوا يهاجمون زملاءهم ويتدخلون في نواياهم، فإن ذلك يظهر عدم احترام للديمقراطية وقيمها بالأساس.

وجاءت ردود رئيس حزب الدستور بحث كمال أبو عيطة، لتبرهن على أهمية وضرورة أن تبتعد بذاتها عن توزيع الاتهامات المجانية على الشركاء الحزبيين، الأمر الذي يعد له أهمية كبيرة في بناء وتعزيز العلاقات السياسية والحزبية، وألا تستخدم هي من تلقاء نفسها توزيع التهم المجانية، ومحاولة لي عنق الحقائق والتصريحات لكي تظهرها في حالة كمال أبو عيطة، بأنه يقوم بتوجيه اتهامات غير مبررة أو غير دقيقة للشركاء الحزبيين، في حين أنها تقوم هي بذلك بأريحية شديدة، وتسئ لقامات برلمانية وسياسية مخضرمة أخرى كالنائب مصطفى بكري.

تأتي سطور جميلة إسماعيل لتنبئ بأنه سيكون هناك مزيد من السعي من جانبها إلى إحداث تدهور في الثقة والتواصل بين الكوادر الحزبية وباقي القامات الوطنية، مما يضعف قدرة باقي الرموز الحزبية على تحقيق أهداف إعلاء شأن الوطن والمواطن.

إضافةً إلى ذلك، فإن توجيه الاتهامات المجانية يؤثر على التركيز والانتباه المطلوب لأداء الأعمال، فحينما تنشغل إسماعيل بإهدار أوقاتها وجهودها في محاربة باقي زملاءها بدلاً من التركيز على تحقيق أهداف الحزب وخدمة المصلحة العامة، فإن ذلك يؤثر سلبًا على قدرتهم على تحقيق التغيير والتقدم.

محاولات استخدام الهجوم الشخصي والانتقادات السلبية

يرفض المراقبون والخبراء في الشأن الحزبي والسياسي بالإجماع، ما تمارسه إسماعيل من المصادرة على الآراء ومهاجمة زملاء الحزب والتفتيش في نواياهم خطيرًا لأنه يعرض الحزب للانقسامات الداخلية والصراعات السياسية بين ممثلي التيارات الحزبية المختلفة، وذلك عندما يتم استخدام الهجوم الشخصي والانتقادات السلبية بدلاً من مناقشة الأفكار والسياسات، فإن ذلك يؤدي إلى تدهور المناخ السياسي وتعطيل التعاون بين أعضاء الحركة الحزبية في عموم البلاد وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الثقة في قادة الأحزاب وانخفاض دعم المواطنين لها.

ولو تمعنت جميلة إسماعيل قليلا في الهجوم على من تستميت في الدفاع عنه، هشام قاسم، لوجدت أن حديث كمال أبو عيطة، هو "جزء من كل" مرتبط باعتراضات منطقية على قاسم وتخوف بالغ من أسماء وقامات وطنية من وجوده وسط الساحة السياسية بكل ما يحمله من أفكار شديدة الخطورة، وسجل سياسي سابق ملئ بالمواقف المخزية، الأمر الذي يتعين معه أن تتجنب جميلة إسماعيل لمصادرة على الآراء والهجوم على زملائها، وإنما أن تسعى لبناء جسور التواصل والثقة مع أسماء بحجم كمال أبو عيطة ومصطفى بكري، وأن تتبع مبادئ الديمقراطية في تعاملها مع الآخرين.

تابع موقع تحيا مصر علي