عاجل
الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

علي جمعة: الإنسان صاحب الهمة يأتي العمل في أوقاته ولا يتعجل النتائج

د. علي جمعة - عضو
د. علي جمعة - عضو هيئة كبار علماء الأزهر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن من القواعد المشهورة التي استقر عليها الفقهاء، قاعدة تقول: «من استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه»، وهي قاعدة استنبطها الفقهاء من كثير من الفروع والجزئيات في أحكام الفقه الإسلامي.

مثال ذلك الذي استعجل أمر (التخليل) من الخمر؛ فمن المعروف أن الخل لابد أن يمر بمرحلة فيها الكحول، الذي هو حقيقة الخمر لأنه يسبب الإسكار المنهي عنه شرعًا؛ فمن كان عنده كحول أو خمر فوضعه في الشمس ونقله إلي الظل ووضع فيه شيئًا يحاول أن يتعجل تحويله إلي الخل؛ فإن الخل ينفك فيه الكحول ولا يصبح مسكرًا، فقد تحول واستحال من كونه خمرًا إلي كونه خلًا، وسيدنا النبي ﷺ  في حالة الخل يقول: (نعم الأدٌم الخل). وكان يجعله إداماً، إذًا  فالخل حلال وطاهر، ولكن هذا الشخص لما أن تعجل الخمر فصيرها بالاستعجال إلى الخل لا يحل له ذلك ويحرم عليه ذلك الإستعجال، ولذلك ينبغي أن تتحول الخمر إلي خل بنفسها وليس بفعل فاعل.

استعجال النتائج نوع من أنواع عدم الهمة

وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أن الفقهاء قد أوجدوا أيضًا علة أخرى حتي لا يتبادر إلى ذهن الناس لماذا مع هذا الاستعجال فى أن يتحول الخمر إلي خل يكون حراما، إذا أردنا أن نستعجل شأنه ووضعنا فيه مثل التفاحه مثلا أو البصل من أجل أن نحوله إلى خل؛ فإن هذه التفاحة تتنجس لأن الخمر نجس، ثم عندما يتحول إلى الخل يتنجس ذلك الخل فيصير الخل متنجسًا بمثل هذه التفاحة.

هذه القاعدة يمكن أن نستعملها في الجانب التربوي وفي الجانب الإجتماعي؛ لأنني عندما أربي الإنسان علي أن يكون صاحب همة وأن يكون متوكلا علي الله سبحانه وتعالي وأن يأتي العمل في أوقاته ولا يتعجل النتائج، هذه نفسية قوية، نفسية المؤمن القوي المعمر للأرض الذي يستطيع مع عدم استعجال النتائج أن يصل إليها، دائمًا استعجال النتائج يكون فيه نوع من أنواع عدم الهمة والكسل، يكون فيه نوع من أنواع الأنانية أنه يريد أن يري النتيجة في حياته، وسيدنا النبي ﷺ عودنا علي غير ذلك.

تأمل القواعد الفقهية

وتابع عضو هيئة كبار علماء الأزهر: سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عودنا أن نفعل الخير ولا نلتفت إلي النتائج، ولذلك لما بنى؛ بنى شيئًا لمن بعده، هذا الشعور أن نبنى أشياء لأبناءنا وأحفادنا ومستقبل بلدنا أمر حضاري وأمر إجتماعي وأمر تربوي ونفسي يأتي من تفعيل هذه القاعدة في تلك المجالات في التربية والإجتماع.

نريد أن نتأمل القواعد الفقهية ثم نحولها إلى برامج تربوية وإلى برامج نفسية وإلى برامج إجتماعية، حتي يؤدي الفقه الإسلامي بكنوزه الموروثة في بناء المجتمعات التي نعيش فيها، وفي تبليغ هذه الدعوي للعالمين بصحيح الإسلام.

تابع موقع تحيا مصر علي