عاجل
الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

علي جمعة: العقل نور في القلب يدرك به الإنسان حقائق الأشياء

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار علماء الأزهر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن العقل هو أساس السعادات كلها، والعقل كأنه نور في القلب يدرك به الإنسان حقائق الأشياء، وسمي عقلًا لأنه يمنع الإنسان من فعل الأخطاء.

درجاتكم في الجنة على قدر عقولكم

وتابع مفتي الجمهورية السابق: «وفي مرة كنت أسير مع شيخي فوجدنا لوحة مكتوب عليها : "درجاتكم في الجنة على قدر عقولكم"، فقال شيخي: يا سلام، لو كنت عرفت هذه العبارة وأنا صغير، كنت ألفت فيها كتاب "درجاتكم في الجنة على قدر عقولكم"، فقلت له: لماذا يا سيدنا الشيخ؟ قال: لأن العقل هو الذي يتحكم في السلوك».

وأوضح عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن العقل هو الذي يتحكم في السلوك، والقلب هو الذي يتحكم في العقل، فهذا القلب يجب أن يعلو العقل، والعقل يعلو السلوك؛ سلوكى يجب أن يتحكم فيه العقل، وعقلى يجب أن يوجهه قلبى الذى هو ضارعٌ لربى.

لماذا غلبت على الناس الشهوات؟

وأكد الدكتور علي جمعة، أن الحال انعكس فى العصر الحاضر فالسلوك تحكم فى العقل وأسكته؛ فغلبت على الناس الشهوات والرغبات، وأيضًا العقل تحكم فى القلب فأسكته؛ وأراد أن يفصله عن ربه؛ فكيف نصل بالقلب إلى السلامة، بما إن القلب هو الذي يعلو العقل ولو القلب سليم سيكون العقل سليم؟

وأجاب مفتي الديار المصرية السابق، على هذا السؤال، قائلًا: «يلخص أهل الله الإجابة على هذا بثلاثة كلمات: التخلي، والتحلي، والتجلي، لابد أن نخلي القلب من كل الصفات القبيحة ولابد حينئذ والعالم لا يعرف الفراغ أن يحلى بكل الصفات الصحيحة، فنخليه من القبيح فيحلي بالصحيح، فإذا حدث التخلي والتحلي يحدث التجلي؛ والتجلي هو أن يستنير القلب ويطمئن بذكر الله، ويمتلئ بالأنس بالله.

الصحابة فهموا الشرع الشريف وطبقوه

وأشار رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى أن الصحابة فهموا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الشرع الشريف وطبقوه وقاموا به فكان عندنا تشريعًا وتطبيقًا، ولما ولَّى علىّ بن أبى طالب أمير المؤمنين - عليه السلام ورضى الله تعالى عنه وكرم الله وجهه - مالك ابن الأشطر ولاية مصر نصحه في نصيحة طويلة يقول له فيها: وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعًا ضاريًا يغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل. ويُؤْتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعط لهم من عفوك وصفحك مثلَ الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، نصيحة تكتب بالذهب.. بالإبر على أماقِ البصر.. نصيحة ظلت خالدةً يرددها المسلمون من هذا الإمام الخليفة العادل أبى الحسن رضى الله تعالى عنه وأرضاه يطبق فيها كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

تابع موقع تحيا مصر علي