عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مقترح لعودة الضرب بـ«العصا» في المدارس.. ونواب يرفضون ويؤكدون: التعليم مش بالعصا.. وخبير تعليمي: هذه طرق العقاب

مجلس النواب
مجلس النواب

رفض عدد من نواب البرلمان، اقتراحا بعودة الضرب بـ "العصا" داخل المدارس من أجل استعادة دور المدرسة وهيبة المعلم، مؤكدين أن العقاب بالضرب ليس حلا، فهناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها كنوعا من العقاب والتي من بيتهما حرمان الطالب من فعل الأشياء التي يحبها.

مقترح لعودة الضرب بـ«العصا» في المدارس

الاقتراح أطلقته النائبة آمال عبد الحميد عضو مجلس النواب، لإعادة النظر في آليات عودة هيبة المعلم داخل المدارس في مصر لأداء رسالته.

وأوضحت عضو مجلس النواب، أن المعلم له دور فعال في تنشئة الأجيال ولكن دور المعلم التربوي بدأ يضعف وتلاشت هيبته في نفوس الطلاب في مصر، بعدما جردناه من الكثير من الصلاحيات والوسائل التهذيبية.

وطالبت بإعادة النظر وتلمس كل الأسباب التي تعيد هيبة المعلم ودور المدرسة، بمنحهما صلاحيات أوسع في التأديب والعقاب، ومنها (الضرب بالعصا) فقد جرّبنا الأساليب التربوية الوافدة إلينا من الغرب، فكانت النتيجة أجيال لديها إنفلات أخلاقي.

وكشفت "عبدالحميد"، أن الكثير من النظم التربوية في مختلف الدول الغربية والعربية، بعدما ألغت أسلوب الضرب بالعصا داخل مدارسها نهائيًا رجعت في قرارها، مشيرة إلى استطلاع رأي أجرته بريطانيا مؤخرًا تبين أن 78 % من أولياء الأمور يؤيدون "الضرب بالعصا داخل المدارس" مع التلاميذ المشاغبين.

النائبة حنان حسني عن مقترح عودة الضرب بالعصا في المدارس لـ تحيا مصر: أؤيد العقاب لكن ليس بالعصا

وفي هذا الإطار، علقت النائبة حنان حسني عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، على وجود اقتراح بعودة الضرب بـ "العصا" داخل المدارس من أجل استعادة دور المدرسة وهيبة المعلم، قائلة:" الضرب بالعصا ليس حلا".

وأضافت حسني، في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر: أنا ضد الضرب لكن لابد من وجود عقاب لأن "من أمن العقوبة أساء الأدب"، فلابد أن يكون هناك عقاب ونحن كتربويين دارسين طرق كثيرة لعقاب الطلاب من أجل تهذيبه.

وتسائلت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب: لماذا تم منع الضرب؟.. لأنه كان يوجد بعض المعملين عندما يستخدمون أسلوب الضرب بالعصا  يستخدمونه بأسلوب قوي يؤذي الطلاب، لذلك تم منع الضرب بالمدارس، مضيفة:"الضرب ليس حل وأنا من الجيل القديم  وتربيت على عدم الضرب"، موضحا أنه هناك أساليب كثيرة للعقاب كحرمان الطالب من أشياء يحبها، فنقول نعم لعودة العقاب للتأدب لكن لا لعودة الضرب بالعصا.

التعليم مش مش بالعصا.. نائبة ترفض مقترح عودة الضرب بالمدارس

وعلقت النائبة جيهان البيومي عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، على وجود اقتراح بعودة الضرب بـ "العصا" داخل المدارس من أجل استعادة دور المدرسة وهيبة المعلم، قائلة:"التعليم لم ولن يكون  يوما بالعصا أو الضرب".

وأضافت النائبة جيهان البيومي، في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر: قديما كان البيت والتنشئة القويمة هي الأساس وليس الضرب بالعصا أو الاعتداء الجسدي أو النفسي على الطالب.

خبير تعليمي عن مقترح بعودة الضرب بالعصا في المدارس: انتهاكا لأدمية الطفل 

وقال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن العقاب البدني من أخطر أنواع العقاب وأكثرها ضررا بالنسبة للطفل لأنه يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية ومنها على سبيل المثال:

- الامتناع المؤقت عن فعل السلوك ولكنه لا يقتلعه من جذوره لأنه ليس قائما على الإقتناع ولكن على الخوف فإذا زال الخوف عاد السلوك كما كان.

-مع تكرار العقاب البدني يتكيف الطفل مع هذا النوع من العقاب وبمرور الوقت يفقد هذا المثير أهميته ويعتمد الطفل على سلوك اللامبالاة وعدم الاكتراث بل وأحيانا إلى المباهاة بتحمل العقاب.

-يعود العقاب البدني الطفل على الخوف وهو من أكثر معيقات الإبداع والابتكار.

-يتعود الطفل على أن القسوة والتعامل بالعنف وإلحاق الضرر المادي بالآخرين هو أسلوب مقبول من أساليب الحصول على الحق أو توجيه النصح أو التعامل مع الآخرين, وبالتالي فإن اللجوء للعقاب البدني يؤسس للعنف كأسلوب حياة.

-العقاب البدني للأطفال خاصة في المراحل المبكرة من عمر الطفل قد يصيبه ببعض المشاكل الأخرى كالتبول اللاإرادي فضلا عن عدم إمكانية ضبط هذا السلوك وما يمكن أن ينتج عنه من عاهات مستديمة أو حالات وفاة وقد حدث ذلك بالفعل في حالات سابقة شهدتها أروقة المحاكم.

-العقاب البدني يمثل انتهاكا لأدمية الطفل  ويمثل إلى جانب ذلك ضعفا في قدرات المعلم وإمكانياته ودليلا دامغا على عدم صلاحية هذا المعلم للقيام بتعليم الطلاب لأنه لا يمتلك من المعرفة التربوية والخبرة والمهارات التربوية ما يمكنه من جذب اهتمام الطلاب وحل مشاكلهم التعليمية ومساعدتهم على التعلم ويلجأ إلى الضرب كوسيلة لحمل الطلاب على فعل ذلك بأنفسهم لأنه لا يستطيع أن يساعدهم فيه.

-كما أن العقاب البدني يجعل الطالب يتحول انتباهه من موضوع العقاب إلى شخص من يقوم بمعاقبته وبذلك نفقد الهدف الأساسي من عملية العقاب.

وأكد حجازي، أن الأثار النفسية للعقاب البدني أكثر خطورة والتي تمتد من فقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على استخدام المفاتيح الأساسية للتعلم والابتكار والمتمثلة في طرح الأسئلة بحرية ونقد الأفكار والجرأة في مناقشة ما يطرحه المعلم والسعي للاكتشاف وغيرها حيث إن الخوف يمنع الالب من ممارسة مثل هذه السلوكيات التربوية، وتصل الأثار النفسية إلى أبعد من ذلك حيث الميل للعدوان والسلبية وعدم القدرة على حل المشكلات وانخفاض الدافعية للتعلم وعدم الشعور بمتعة التعلم حيث إن التعلم يرتبط ارتباطا شرطيا مع العقاب البدني الذي يتعرض له الطالب فتنشأ حالة من النفور وعدم الرغبة في التعلم, وغير ذلك الكثير والكثير من الأثار الناتجة عن مثل هذا السلوك غير التربوي.

وتابع: لا يعني ما سبق أن نترك الأطفال بلا عقاب ولكن هناك من الأساليب التربوية ما يغني عن استخدام العقاب البدني  كالانطفاء وتجاهل السلوك السلبي  وتعزيز السلوك الحسن وإشراك الطفل في الأنشطة والتصحيح الزائد وجعل الطالب يقوم بأنشطة مضادة تماما للسلوك السلبي الذي يقوم به واستثارة ميول واهتمامات الطلاب وجعل التعلم عملية ممتعة ومرتبطة بحياة الطلاب وواقعهم واهتماماتهم، والعقاب بالحرمان من ممارسة الأنشطة المحببة والحرمان من بعض الامتيازات وغير ذلك كثير من الأساليب التربوية النافعة والتي يجب أن يتعلمها كل من يعمل بمهنة التدريس.

تابع موقع تحيا مصر علي