عاجل
الجمعة 10 مايو 2024 الموافق 02 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

صدمة عسكرية واقتصادية.. كيف هزت عملية طوفان الأقصى عرش الشيكل الإسرائيلي؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

لم تكن عملية طوفان الأقصى التى شنتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس فى 7 أكتوبر ضد إسرائيل مفاجأة عسكرية فحسب، وإنما كانت صدمة ومفاجئة للاقتصاد الإسرائيلي، وأثرت هذه الحرب على مختلف القطاعات الإسرائيلية من صناعة وتكنولوجيا وطاقة والطيران. فبعد عملية طوفان الأقصى، رد الجيش الإسرائيلي على هذا الهجوم المباغت بعملية انتقامية ، لكن لم تعلم أن هذا الانتقام كان بمثابة "خيار شمشون" مثل ما ذكر فى العهد القديم "التوراة" فى سفر القضاة حينما وقع شمشون أسير فقرر أن يهد المكان الذي كان بداخله بمن فيه، وكانت عملية السيوف الحديدية انتقام لنفسها وضربة قوية لاقتصادها قبل أن يكون انتقاماً لحركة حماس.

تحيا مصر

أكبر استدعاء للجيش الإسرائيلي منذ 1973

ففى إطار تنفيذ هجماتها الشرسة على قطاع غزة استدعي الجيش 360 ألف جندي من قوات الاحتياط لينضموا لـ 150 ألف وهو عدد الجيش الإسرائيلي. هذا الحشد العسكري يعد أكبر استدعاء للجيش الإسرائيلي منذ حرب أكتوبر 1973، ومن شأن هذا الاستدعاء الضخم أن يؤثر بشكل كبير على عجلة الاقتصاد الإسرائيلي وتجعله يترنح من كثرة الصدمات التى يتعرض لها حالياً وسيستمر فى حالة استمرت هذه الحرب، فهذه الأعداد الضخمة من الجنود تحتاج إلى تجهيزات من غذاء ومأوى إلى جانب أنه سيتم سحبها من سوق العمل وتعطيل الأعمال التى كانت تقوم بها. 

ففى قطاع التكنولوجيا الذي يشغل 14% من القوى العاملة فإن سحب هذا الكم من القوي العاملة إلى جبهة الحرب سيؤثر على القطاع كما أنه سيقلل من جاذبية المستثمرين، وكان قطاع التكنولوجيا فى إسرائيل قد جذب خلال هذا العام استثمارات من صناديق سيادية بنحو 5.5 مليارات دولار.

ووفق تقارير عبرية، فقد تأثر سوق العمل الإسرائيلي بسبب عدم قدرة العمال الوصول إلى مكان العمل ومواصلة الانتاج إلى خسائر نحو 4.6 مليارات شيكل أي ما يعادل 1.2 مليار دولار. 

توقف 130 ألف عامل من الضفة الغربية عن العمل

وبسبب هذه الحرب فتوقف نحو 130 ألف عامل من الضفة الغربية عن العمل، ومعظمهم يعملون فى مجالي الزراعة والبناء، وهو ما دفع وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات إلى السعى لتمرير قرار فى الحكومة من أجل جلب 160 ألف عامل أجنبي وخاصة من الهند ليحلوا محل العمال الفلسطينيين.  وقدر عدد من الخبراء أن الكلفة الإجمالية للحرب ستكلف خزينة إسرائيل حوالي 50 مليار شيكل (12.5 مليار دولار).

شركات عالمية توقف إنتاجها فى إسرائيل بسبب الحرب

ومع استمرار هذه الحرب فقد شهدت الأسواق الإسرائيلية ارتفا ع غير مسبوق فى أسعار السلع الاستهلاكية، مما أدى إلى مضاعفة أسعارها، وإلى جانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، أعلنت شركات عالمية بوقف أعمالها فى إسرائيل أو طلبت من موظفيها العمل من المنزل، مثل شركة"نستله" العالمية والتى أعلنت إغلاق مؤقت أحد مصانعها فى إسرائيل بسبب هذه الحرب. 

كما أغلقت مجموعة شركات "إنديتكس" الإسبانية العالمية مؤقتا 84 متجرا تابعا لها في إسرائيل، وأعلنت سلسلة متاجر "إتش آند إم" السويدية التي تمتلك 20 متجرا في إسرائيل عملاءها أنه "بسبب الوضع الراهن، قد يكون هناك تأخير في مواعيد التسليم"، بالنسبة لعمليات الشراء عبر الإنترنت.

42 شركة طيران تعلق رحلاتها إلى إسرائيل

ولم يكن قطاع الطيران الإسرائيلي بمنأي عن هذه الخسائر، إذ علقت نحو 42 شركة طيران أميركية وكندية وأوروبية رحلاتها إلى إسرائيل، وفى محاولة من السلطات الإسرائيلية إنقاذ هذا القطاع عملت على وضع خطة لتقديم ضمان حكومي بـ 6 مليارات دولار لتغطية التأمين ضد مخاطر الحرب لشركات الطيران الإسرائيلية وسيمنح إطار الضمان هذا شركات الطيران الإسرائيلية وثائق تأمين ضد مخاطر الحرب، ومن ثم ضمان استمرارية العمليان الجوية فى إسرائيل.

إغلاق حقل غاز وتعليق صادرات الغاز فى إسرائيل

وفى قطاع الطاقة، فقد أعلنت شركة "شيفرون" الأميركية بإغلاق حقل غاز "تمار" قبالة الساحل الشمالي لإسرائيل، وعلقت شيفرون الصادرات عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط والذي يمتد من عسقلان فى جنوب إسرائيل إلى مصر. وهذا الإغلاق سيكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر تقدر بملايين الدولارت أسبوعياً. 

كما كشفت وسائل إعلام عبرية، أن من شأن هذه الحرب فى غزة أن تكون بمثابة ضربة قوية لإسرائيل فى أن تصبح مركزاً لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا وأماكن أخرى. ويشار إلى حقول الغاز الطبيعي تغطي قبالة السواحل الإسرائيلية نحو 70% من إنتاج الكهرباء واحتياجات الطاقة في البلاد.

تابع موقع تحيا مصر علي