تقرير أممي: 97 ألف لاجئ سوداني في ليبيا يواجهون ظروفاً قاسية

أعلنت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ونائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية، أن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا بلغ 97,000 لاجئ، وهو أول رقم رسمي يكشف عن حجم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في ليبيا. تأتي هذه الإحصائية في وقت يتزايد فيه التدهور السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد، مما يزيد من تعقيد وضع هؤلاء اللاجئين ويضعهم أمام تحديات كبيرة.

اللاجئون في الكفرة: مواجهة واقع صعب

أوضحت خوري خلال إحاطتها لمجلس الأمن الدولي أن معظم اللاجئين السودانيين قد توجهوا إلى بلدة الكفرة في جنوب شرق ليبيا. هذه المنطقة النائية تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية، ما يجعل الظروف المعيشية للاجئين صعبة للغاية. يواجه اللاجئون هناك نقصًا حادًا في الماء والغذاء والرعاية الصحية، مما يزيد من معاناتهم ويعرض حياتهم للخطر.

ضرورة الوصول الإنساني وتكثيف الدعم الدولي

أكدت خوري على أهمية تأمين وصول كامل وغير مقيد إلى اللاجئين السودانيين في ليبيا لضمان تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية. ومع ذلك، أشارت إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة تعاني من نقص في التمويل، حيث حصلت فقط على 21% من التمويل المطلوب. هذا النقص في الموارد يعيق جهود المجتمع الدولي لتقديم الدعم المطلوب ويزيد من تفاقم الأزمة.
 

"رئيس بعثة الأمم المتحدة": استمرار تدفق الأسلحة إلى ليبيا يهدد الاستقرار ويزيد التوترات

الانقسامات السياسية في ليبيا: صراع على السلطة داخل المجلس الأعلى للدولة

جهود محلية لتقديم المساعدة رغم التحديات

بالرغم من التحديات الكبيرة، تواصل الحكومة الليبية والجيش الوطني الليبي تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السودانيين. تم إنشاء جسر جوي لنقل المساعدات إلى المناطق المتضررة، وهو ما يعتبر خطوة حيوية للتخفيف من معاناة اللاجئين. ومع ذلك، فإن هذه الجهود ليست كافية لوحدها، وتحتاج إلى دعم دولي أكبر لمواجهة حجم الأزمة المتزايدة.

التحرك الدولي العاجل: ضرورة ملحة

مع استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا وزيادة عدد اللاجئين السودانيين، تصبح الحاجة إلى تدخل دولي عاجل أكثر إلحاحًا. إن الوضع الحالي يعكس مدى تعقيد الأزمة الإنسانية وضرورة تعزيز التمويل والتنسيق بين الجهات الدولية لتقديم المساعدة اللازمة. الأرقام التي كشفت عنها الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر، وتدعو إلى تحرك سريع ومركز لضمان حماية اللاجئين وتقديم الدعم الضروري لهم في هذه الأوقات الصعبة.