عاجل
الجمعة 04 أكتوبر 2024 الموافق 01 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

دار الإفتاء: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شكر لله على «النعمة»

المولد النبوي الشريف
المولد النبوي الشريف

قالت دار الإفتاء، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة، وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.

 

الاحتفال بذكرى المولد النبوي

وأوضحت دار الإفتاء: أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي: أن يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.

 

واستدلت بما روي عن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه الترمذي. فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا، فجواز الاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.

أين ولد النبي محمد؟ 

ولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام فجر الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل في دار عقيل بن أبي طالب، وكانت قابلته الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف، فسقط ساجدا بين يديها، ثم رفع رأسه وأصبعيه إلى السماء.سبقت ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤى لأمه آمنة بنت وهب «كانت تحدث أنها أتيت في منامها لما حملت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع بالأرض قولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، ثم سميه محمدا».

 

وكانت تصف حملها فتنفي عنه الشعور بما تشعر به النساء إذا حملن، فليس في حملها تعب النساء ولا ما يجدنه من ألم وضعف، ومن ذلك أنها رأت أثناء حملها به كأن نورا خرج منها فأنار لها حتى رأت قصور بصرى من أرض الشام، فلما وضعته أخبرت جده عبد المطلب بأمره، فأخذه فدخل به إلى الكعبة وعوذه ودعا له، ثم أسماه محمدا، ولم يسبقه أحد إلى اسمه؛ ليكون محمودا في العالمين.

 

نسب الرسول عليه الصلاة والسلام

هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويختم اسم قبيلته قريش، ومما ورد في أصل قريش قيل إنه فهر وهو الأكثر صحة، وقيل إن قريشا هو النضر بن كنانة وفي هذا النسب إجماع الأمة، ويزيد البعض في نسبه لآدم بعد كنانة آباء أولهم عدنان من نسل إسماعيل عليه السلام، ثم إلى نبي الله هود، ثم إلى نبي الله إدريس، ثم إلى شيث بن آدم ثم إلى نبي الله آدم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

والدة الرسول محمد هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن كلاب، وبه يلتقي نسب آمنة بنسب عبد الله، وجدها عبد مناف بن زهرة سيد بني زهرة وأطيبهم شرفا وأكرمهم نسبا، ومنه خطبها عبد المطلب لابنه عبد الله، ليجتمع كريما النسب في زواج كانت ثمرته مولد سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام.

 

ورضع الرسول الكريم بعد ذلك من حليمة السعدية أم كبشة حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث السعدية، فلبث في رعايتها حتى أتم رضاعته، وفي رضاعته منها أقوال مختلفة، فقيل في ذلك عامين وشهر، وقيل أربع سنين، وقيل خمس وشهر، فكانت تروي ما أصابها وقومها من قحط وضعف وجدب، حتى كانوا لا يجدون ما يكسر ضعفهم ولا ما يشبع عيالهم ولا مواشيهم، ثم تغيرت حالهم بقدوم الرضيع محمد عليه الصلاة والسلام، فحلت بهم وبأرضهم بركة ورزق وخير لم يعهدوه، فأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بلبن ابنها وعبد الله أخي أنيسة، وقيل: حذافة وهي الشيماء، أولاد الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، وعندها كانت حادثة شق صدره.

 

ويذكر في رعايته أنه عاش يتيما؛ وفي موت أبيه عبد الله أقوال منها: إن أباه مات والرسول الكريم جنين ببطن أمه، وقيل: وهو ابن شهرين، وقيل ابن أربعة أشهر، ومنهم من زاد إلى سنة ونصف أو سنتين من عمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ومات عبد الله شابا وهو ابن خمس وعشرين سنة، فرعته أمه أعواما قليلة، ثم ماتت عنه وعمره أربع أو ست سنين في رحلة عودتها من المدينة، فماتت في الأبواء قبل بلوغ مكة، فحضنته أمة والده عبد الله واسمها أم أيمن بركة الحبشية، حتى إذا كبر أعتقها، فكفله جده عبد المطلب وكان معمرا، ومات عن عمر يناهز مئة وعشر سنين عندما بلغ رسول الله ثماني سنين من عمره، فكفله عمه أبو طالب فضمه لأبنائه، وسار به في تجارته إلى الشام. الرسول قبل البعثة ثم اشتغل رسول الله في تجارة خديجة مع غلامها ميسرة

 

فلما رأت ما كان من بركته وأمانته عرضت عليه فتزوجها، وكانت تكبره بخمس عشرة سنة، إذ كانت تبلغ الأربعين من عمرها فيما كان عمره خمسا وعشرين، وشهد بنيان الكعبة وهو في عمر الخامسة والثلاثين، واستحكم في وضع الحجر الأسود وكان أهل مكة على خلاف فيه، حتى إذا كان حكمه رضوا. بعثة الرسول الكريم وبعث عليه الصلاة والسلام نبيا لما أتم الأربعين، فآمنت به خديجة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وزيد بن حارثة، ومعهم عثمان بن عفان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، فأسر دعوته ثلاث سنين، ثم أذن الله لنبيه أن يجاهر دعوته، فلقي من أذى الكفار وتصديهم لدينه أمرا عظيما، فكان أبو طالب يذود عنه، وتخفف خديجة من حزنه، وتشد من عزيمته، وما زالوا على ذلك حتى ماتا في عام الحزن.

 

تابع موقع تحيا مصر علي