عاجل
الجمعة 13 ديسمبر 2024 الموافق 12 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عام على إعصار دانيال في ليبيا: 11 ألف قتيل وآمال تتحدى الدمار لإعادة الإعمار

إعصار دانيال في ليبيا
إعصار دانيال في ليبيا

بعد مرور عام على إعصار دانيال الذي ضرب شمال شرق ليبيا، لا تزال تبعات هذه الكارثة الطبيعية تؤثر بعمق على الحياة اليومية للمواطنين. ففي 10 سبتمبر 2023، ضربت العاصفة دانيال البلاد بقوة غير مسبوقة، حيث صاحبتها رياح عاتية وأمطار غزيرة تسببت في فيضانات مدمرة، مما أدى إلى أضرار جسيمة للبنية التحتية وفقدان آلاف الأرواح. كانت الكارثة بمثابة كابوس غير متوقع للشعب الليبي، حيث اجتاحت مياه الفيضانات مدنًا بأكملها، وأدت إلى انهيار سدود حيوية لم يتم تحديثها منذ سنوات.

الدمار الذي خلفه الإعصار: أحياء مدمرة وآلاف المشردين

في يوم الأحد، 10 سبتمبر 2023، اجتاحت العاصفة دانيال شمال شرق ليبيا، حيث ضربت رياح قوية وأمطار غزيرة عدة مدن، خاصة درنة وبنغازي، مما أدى إلى فيضانات كارثية جرفت أحياء كاملة. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول العاصفة إلى كارثة بهذا الحجم، لكن مع انهيار سدين قديمين بالقرب من مدينة درنة، تضاعفت الأضرار وازدادت الخسائر البشرية والمادية. انهيار السدين كشف عن عقود من الإهمال وسوء الإدارة، حيث لم تخضع هذه السدود للصيانة منذ بنائها في سبعينيات القرن الماضي، رغم تحذيرات خبراء محليين ودوليين بشأن حالتهما المتدهورة

حصيلة ثقيلة: آلاف الضحايا والمفقودين

مع مرور الوقت، اتضحت حجم الكارثة، حيث أعلنت الأمينة العامة للهلال الأحمر الليبي، ماري الدريس، أن عدد القتلى قد ارتفع إلى 11,300 شخص، مع فقدان حوالي 10,100 آخرين، معظمهم في مدينة درنة. الأرقام الصادمة تسلط الضوء على مدى الفوضى التي ضربت البلاد خلال العاصفة، وسط غياب آليات فعالة للإنذار المبكر، مما حال دون اتخاذ التدابير اللازمة لإخلاء المناطق المعرضة للخطر.
 

إعصار دانيال

الأضرار المادية: دمار شامل للبنية التحتية

إلى جانب الخسائر البشرية، كانت الأضرار المادية فادحة. وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، فإن تكلفة إعادة إعمار المناطق المتضررة قد تصل إلى 3.22 مليار يورو. هذه التكاليف تشمل إعادة بناء البنية التحتية التي دمرت بالكامل، بما في ذلك الطرق، الجسور، والمستشفيات، فضلاً عن الممتلكات الخاصة والمنازل. التقرير كشف أيضًا أن الكارثة أثرت بشكل مباشر على حياة نحو 1.5 مليون شخص، أي ما يقرب من 22% من سكان ليبيا، ما يجعل هذه الكارثة من أسوأ الكوارث في تاريخ البلاد الحديث

انهيار السدين: رمز الإهمال والفساد

كان انهيار سدي درنة من أبرز الأحداث التي زادت من حدة الكارثة. أشار التقرير الدولي إلى أن السدين قد بُنيا استنادًا إلى بيانات هيدرولوجية قديمة، ولم يخضعا للصيانة الدورية. ورغم التحذيرات المتكررة، لم تبادر الحكومات الليبية المتعاقبة إلى تحسين وضع السدين، مما أدى إلى انفجارهما عند أول اختبار حقيقي. الفساد وسوء الإدارة كانا من بين الأسباب الرئيسية وراء ضعف الاستجابة للكوارث الطبيعية، وهو ما دعا إلى مراجعة شاملة للبنية التحتية في البلاد.

مستقبل إعادة الإعمار: تحديات ضخمة وآمال معقودة

رغم التحديات الهائلة، هناك جهود دولية ومحلية حثيثة تسعى إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة. ويحتاج الأمر إلى جهود مكثفة للتغلب على التحديات المتعلقة بالفساد وضعف القدرات الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، سيتطلب تحسين أنظمة الإنذار المبكر وتحديث البنية التحتية استثمارات كبيرة وجهودًا مشتركة بين الحكومة الليبية والمجتمع الدولي. يبقى السؤال الرئيسي: هل ستنجح ليبيا في التعافي من هذه الكارثة وتحسين استعدادها للكوارث المستقبلية؟

تابع موقع تحيا مصر علي