عاجل
الأحد 15 ديسمبر 2024 الموافق 14 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

صادرات النفط الليبية تسجل ارتفاعًا قياسيًا.. قفزة مفاجئة رغم الأزمة السياسية المتفاقمة

زيادة في صادرات النفط
زيادة في صادرات النفط الليبي بعد أزمة المصرف المركزي

شهدت صادرات النفط الليبية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغت نحو 550 ألف برميل يوميًا، مسجلةً زيادة تقدر بثلاثة أضعاف المعدل في الأسبوع السابق، وفقًا لبيانات صادرة عن شركة "كبلر" ووكلاء شحن، كما نقلت وكالة رويترز. تأتي هذه القفزة في وقت حساس تمر فيه ليبيا بأزمة سياسية متفاقمة تؤثر على كافة القطاعات، وعلى رأسها قطاع النفط الذي يمثل شريان الحياة للاقتصاد الليبي.

صعود مفاجئ في الصادرات النفطية

البيانات تشير إلى أن عددًا من ناقلات النفط الكبرى، مثل "فلافين"، "باسيفيك بيرل"، "جيبلي"، و"دلتا أتلانتيكا"، أبحرت باتجاه وجهات أوروبية من موانئ ليبية متعددة خلال الأسبوع الذي بدأ في التاسع من سبتمبر. هذه الزيادة غير المتوقعة في الصادرات تمثل مؤشرًا على حدوث طفرة مؤقتة في الإنتاج، في ظل اضطراب السوق النفطية الليبية الناجم عن النزاعات السياسية المستمرة.

التحديات السياسية وتأثيرها على إنتاج النفط

تستمر الأزمة السياسية في ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، ما أدى إلى حالة من الانقسام الحاد بين الفصائل المختلفة التي تتنازع السيطرة على الحكومة والموارد. هذا الانقسام أثر سلبًا على صناعة النفط، حيث شهدت البلاد فترات متكررة من تعطيل الإنتاج بسبب النزاعات المسلحة، الاحتجاجات، وحتى الإغلاقات التي فرضتها بعض الجماعات المسلحة.
 

ورغم التحسن النسبي في إنتاج النفط الليبي مؤخرًا، فإن الوضع لا يزال هشًا للغاية. إذ تتنازع فصائل مسلحة عديدة السيطرة على مناطق حيوية تضم حقول النفط والموانئ، مما يخلق بيئة غير مستقرة للغاية قد تؤدي إلى انقطاعات مفاجئة في الصادرات في أي لحظة. وبالرغم من ارتفاع الصادرات الأخير، فإن هذه التحديات تجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل الصناعة النفطية في ليبيا على المدى الطويل.

آمال وتطلعات رغم العوائق

بالرغم من الأزمة المستمرة، يشير خبراء الاقتصاد إلى أن ليبيا لديها القدرة على زيادة إنتاجها النفطي واستعادة موقعها كواحد من أكبر منتجي النفط في العالم إذا تم التوصل إلى حلول سياسية دائمة. كما أن التزام ليبيا بقرارات "أوبك" المتعلقة بمستويات الإنتاج قد يسهم في تحسين استقرار السوق العالمية للنفط ودعم الاقتصاد الليبي.

ومع تضاعف الصادرات خلال الأسبوع الماضي، يتساءل المراقبون ما إذا كانت هذه الطفرة ستستمر أم أنها مجرد استثناء في ظل وضع سياسي غير مستقر. تحقيق استقرار دائم في القطاع النفطي الليبي سيعتمد بشكل كبير على القدرة على إحراز تقدم في المشهد السياسي وخلق بيئة أكثر أمانًا للعمليات الإنتاجية.

تابع موقع تحيا مصر علي