عاجل
الجمعة 04 أكتوبر 2024 الموافق 01 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

يحيى السنوار: كيف يقود زعيم حماس المقاومة ضد إسرائيل في ظل الحرب الطويلة؟

 قائد حركة حماس،
قائد حركة حماس، يحيى السنوار

في ظل محاولات إسرائيل المتكررة للوصول إلى قائد حركة حماس، يحيى السنوار، يُطرح سؤال هام حول كيفية تمكنه من الإفلات من أشرس العمليات الاستخباراتية. ففي الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل تقنيات تجسس متقدمة وأدوات مراقبة فائقة الدقة، لجأ السنوار إلى أسلوب غير تقليدي يبدو بدائيًا، لكنه فعّال: نظام اتصالات يعتمد على الرسائل المكتوبة والرسل.

نظام بدائي ومعقد: كيف يعمل؟

يعتمد النظام الذي يستخدمه يحيى السنوار على طريقة قديمة لكنها فعالة تعتمد على الرسائل المكتوبة التي تُرسل عبر "رسل" مختارين بعناية فائقة. هؤلاء الرسل ينقلون التعليمات والمعلومات الحساسة بين السنوار وقادة حماس الآخرين بطريقة تضمن عدم وجود أي إشارات إلكترونية قد تتبعها إسرائيل. هذا النظام الذي يبدو بدائيًا يمنح السنوار تفوقًا تكتيكيًا مهمًا، حيث تفتقر إسرائيل إلى الأدوات اللازمة لتعقب هذه الرسائل اليدوية، مما يجعل من الصعب على الاستخبارات الإسرائيلية استهدافه.
 

يحيي السنوار 

في الوقت الذي يعتمد فيه العالم على التكنولوجيا الرقمية، والاتصالات المشفرة، والتطبيقات المشبوهة، اختار السنوار الالتفاف حول كل هذه الأدوات التكنولوجية التي يمكن تتبعها. إن استخدامه لوسائل اتصال غير رقمية مكنه من الحفاظ على سرية تحركاته وتجنب الوقوع في فخاخ المراقبة المتقدمة التي تعتمد على تتبع الاتصالات السلكية واللاسلكية.

لماذا يعتبر هذا النظام فعالًا؟

تكمن فعالية هذا النظام في بساطته المعقدة؛ فبينما تستطيع إسرائيل استخدام أنظمة تعقب الاتصالات الرقمية، وكشف الأماكن عبر الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية، لا يمكنها الوصول إلى الرسائل الورقية التي لا تترك أي أثر رقمي يمكن تتبعه. وبالتالي، فإن هذا "البدائية" تصبح ميزة كبيرة في مواجهة تكنولوجيا متقدمة.
 

بالإضافة إلى ذلك، يعتمد السنوار على شبكة معقدة من الأفراد الموثوقين الذين يجمعهم ولاء قوي لحركة حماس، مما يجعل من الصعب على أي طرف خارجي اختراق هذه الدائرة. وقد ساهمت هذه الثقة في بقاء السنوار على قيد الحياة وتفادي الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مدار سنوات.

تحالفات إقليمية قوية: الدور الإيراني والحوثي

من أبرز التطورات الأخيرة هو تنامي التعاون بين حماس وحلفائها الإقليميين، وخاصة الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران. وجه السنوار رسالة شكر إلى عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين، بعد نجاحهم في إطلاق صاروخ باليستي على إسرائيل، معتبرًا أن هذه العملية ترسل رسالة قوية لإسرائيل بأن المقاومة تمتد خارج حدود غزة. هذه التحالفات مع الحوثيين، وحزب الله في لبنان، والميليشيات المدعومة من إيران في العراق، تمثل قوة إقليمية تسعى لتضييق الخناق على إسرائيل من عدة جهات.
 

يحيي السنوار 

الحرب الطويلة: معركة استنزاف متواصلة

في خطابه الأخير، أكد السنوار أن حماس مستعدة لخوض "حرب استنزاف طويلة" ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن الحركة تمتلك الدعم العسكري والمالي الكافي من حلفائها الإقليميين لمواصلة المعركة. هذا النهج يعتمد على إجبار إسرائيل على الإنهاك من خلال الاستمرار في القتال وضرب أهداف حيوية، بالتزامن مع توسيع جبهة الحرب بمشاركة الحوثيين وحزب الله. رغم الخسائر التي تكبدتها حماس منذ بداية الحرب، إلا أن السنوار أكد على تجنيد أجيال جديدة من المقاتلين لتعويض الخسائر ومواصلة المقاومة

استراتيجية التحدي: فشل إسرائيل في تحييد المقاومة

رغم الجهود الإسرائيلية المستمرة لتحييد حماس وقيادتها، بما في ذلك الهجمات الجوية المكثفة والعمليات الخاصة، يصر السنوار على أن محاولات إسرائيل فشلت. يؤكد زعيم حماس أن المقاومة ما زالت في حالة جيدة، وأن الحركة تستعد لمزيد من العمليات ضد إسرائيل، مع التركيز على استنزاف قدراتها العسكرية والسياسية. هذه الاستراتيجية تعتمد على تضافر الجهود بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، إلى جانب الدعم الذي توفره القوى الإقليمية.

تابع موقع تحيا مصر علي