نزوح 300 ألف شخص من الكونغو: الأمم المتحدة تحذر من كارثة كبرى

شهد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أزمة إنسانية مروعة، حيث فرَّ مئات الآلاف من الأشخاص من منازلهم بعد تصاعد القتال بين القوات الحكومية وحركة "إم 23" المسلحة. وأفادت منظمات إنسانية أن السكان أصبحوا غير آمنين وسط إطلاق نار مكثف وقصف مدفعي، ما دفعهم للفرار من مخيمات النازحين والعاصمة الإقليمية جوما.

جوما تسقط بيد حركة إم 23

دخلت حركة "إم 23" المسلحة العاصمة الإقليمية جوما، التي تُعد مركزًا استراتيجيًا لثروات البلاد وتقع على الحدود مع رواندا. وتمثل هذه الخطوة تصعيدًا كبيرًا في الصراع، ما أدى إلى حالة من الفوضى في المدينة وضواحيها.
 

الرئيس السيسي ورئيس الكونغو الديمقراطية يناقشان أوضاع السلم والأمن في القارة الأفريقية

الكونغو تطلق أول حملة تطعيم ضد الجدري المائي .. تفاصيل

استبعاد بيرسي تاو من قائمة جنوب إفريقيا لمواجهتي الكونغو في تصفيات إفريقيا

مشاهد مروعة في الشوارع والمستشفيات

وفقًا لتقارير ميدانية، تم العثور على جثث متناثرة في شوارع جوما، بينما اكتظت المستشفيات تمامًا بالجرحى. وأكدت منظمة الصحة العالمية تمكنها من نقل إمدادات طبية جوًا قبل إغلاق مطار جوما، لكن الخدمات الصحية ما زالت عاجزة عن تلبية احتياجات السكان.

اغتصاب ونهب وسط غياب الأمن

وثقت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية وقوع العديد من حالات الاغتصاب، فيما أصبحت إمدادات الطاقة والمياه محدودة للغاية، مع انقطاع خدمة الإنترنت عن معظم المناطق. ولم تسلم المساعدات الإنسانية من النهب، حيث تم السطو على مستودعات برنامج الأغذية العالمي، مما فاقم معاناة السكان.

وقالت شيلي ثاكرال، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي: "هذا النهب يعكس مدى يأس السكان وحجم الأزمة التي تعصف بالمنطقة."

ردود فعل دولية وإقليمية

ندد الاتحاد الإفريقي بالعنف المتصاعد في شرق الكونغو الديمقراطية، داعيًا حركة "إم 23" المسلحة إلى إلقاء السلاح واحترام سيادة ووحدة الأراضي الكونغولية. وفي منشور على منصة "إكس"، أكد بانكولي أديويي، مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، ضرورة إنهاء العنف فورًا.

تفاقم الأزمة الإنسانية

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن أكثر من 300 ألف شخص نزحوا من مخيماتهم في جوما والمناطق المحيطة بها. ومع استمرار القتال، تبدو الجهود الإنسانية عاجزة عن احتواء الكارثة، وسط شح في الموارد وانعدام الأمن.

تدعو المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لدعم السكان المحاصرين في ظل الظروف الكارثية. كما تُطالب بضغط دولي لوقف العنف وتأمين ممرات إنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين.