إسرائيل تعلن بناء ألف وحدة استيطانية في الضفة رغم التحذيرات الدولية
كشفت حركة السلام الآن الإسرائيلية، الإثنين، أن الحكومة الإسرائيلية طرحت مناقصة جديدة لبناء 974 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تزيد من تعقيد فرص التوصل إلى تسوية سلمية.
ووفقًا للحركة، فإن هذه الوحدات السكنية الجديدة ستسمح بتوسيع مستوطنة "إفرات" بنسبة 40%، وهو ما من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على مدينة بيت لحم الفلسطينية، عبر تقييد مساحتها الجغرافية وتقليص فرص نموها وتطورها.
ويُعد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي أحد أبرز العقبات أمام حل الدولتين، حيث تواصل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدفع بمشاريع استيطانية رغم الإدانات الدولية والمواقف المعارضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
حكومة نتنياهو تستغل انشغال العالم بالحرب
اتهمت حركة "السلام الآن" حكومة بنيامين نتنياهو بأنها تستغل انشغال العالم بأزمة الرهائن والحرب في غزة لفرض وقائع جديدة على الأرض، مشيرة إلى أن المضي قدمًا في هذه المشاريع يهدف إلى إجهاض أي إمكانية لإحياء مفاوضات السلام مستقبلًا.
وقالت هاجيت عوفران، المسؤولة عن ملف مراقبة الاستيطان في الحركة، إن تنفيذ البناء قد يبدأ بعد الانتهاء من عمليات التعاقد وإصدار التصاريح، وهو ما قد يستغرق عامًا على الأقل، لكنها حذرت من أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا خطيرًا في سياسة الاستيطان الإسرائيلي.
وأضافت الحركة في بيان لها: "بينما ينصب اهتمام شعب إسرائيل على إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، تعمل حكومة نتنياهو بسرعة مضاعفة لفرض حقائق على الأرض ستدمر فرص السلام والتسوية."
الاستيطان.. مشروع توسعي يعمّق الانقسام
تُعد المستوطنات الإسرائيلية واحدة من أكثر القضايا الخلافية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث أقامت إسرائيل أكثر من 100 مستوطنة في الضفة الغربية، تتنوع بين نقاط استيطانية صغيرة ومدن متكاملة ذات بنية تحتية متطورة، تشمل مباني سكنية، مراكز تجارية، وحدائق.
ويعيش حاليًا أكثر من 500 ألف مستوطن في الضفة الغربية، إلى جانب 3 ملايين فلسطيني، حيث يتمتع المستوطنون بالجنسية الإسرائيلية الكاملة والخدمات المتطورة، بينما يخضع الفلسطينيون لحكم عسكري صارم تديره إسرائيل، وسط تضييقات على حرية التنقل والبناء والتنمية.
وتصف منظمات حقوق الإنسان هذا الوضع بأنه "نظام فصل عنصري"، وهي اتهامات رفضتها الحكومة الإسرائيلية، التي تعتبر الضفة الغربية جزءًا من "أرض إسرائيل التاريخية والتوراتية"، وترفض فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ما تأثير هذه الخطوة على مستقبل السلام؟
مع استمرار التوسع الاستيطاني بوتيرة متزايدة، يصبح تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة، حيث تعمل إسرائيل على تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للضفة الغربية، مما يضع عقبات إضافية أمام أي مفاوضات سياسية مستقبلية.
تطبيق نبض