إسرائيل تصر على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا رغم اتفاق وقف إطلاق النار: ما هو مستقبل هذا القرار؟
في الوقت الذي تتواصل فيه مشاورات حكومة إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقييم الوضع الأمني بعد تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أصر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من محور فيلادلفيا الحدودي.
هذا التصريح يثير الكثير من التساؤلات حول مصير هذا الممر الحيوي، الذي كان من المفترض أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب منه في أوائل مارس المقبل، مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025.
تصعيد متواصل بعد اتفاق وقف إطلاق النار
ورغم مرور أكثر من شهر على دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، فإن تطورات جديدة على الأرض تشير إلى أن الأوضاع الأمنية لا تزال تشهد حالة من الاستقطاب الشديد.
الوزير كاتس أشار إلى أن إسرائيل ستظل متمسكة بوجودها في محور فيلادلفيا، في خطوة تُعتبر جزءًا من سياسة أمنية موسعة تسعى لتأمين الحدود ومنع أي عمليات تهريب أسلحة أو تعزيز لوجود حركة حماس.
"لن نخرج من ممر فيلادلفيا"، كانت هذه الرسالة التي تم توجيهها من قبل الجيش الإسرائيلي إلى وسائل الإعلام، وهي تمثل إعلانًا رسميًا عن استمرار إسرائيل في الاحتفاظ بالسيطرة على هذا المحور الحدودي الحيوي.
أبعاد أمنية واستراتيجية
محور فيلادلفيا، الذي يمتد على طول 14 كيلومترًا بين قطاع غزة ومصر، يمثل نقطة حساسة على الحدود الفلسطينية المصرية.
وبموجب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في عام 1979، كان من المفترض أن يُعد هذا المحور منطقة عازلة تخضع لرقابة أمنية مشتركة.
لكن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى أن تل أبيب لا تنوي الانسحاب من هذه المنطقة، بل على العكس، ترغب في إبقاء هذه المنطقة تحت السيطرة العسكرية بشكل مستمر، وهو ما يثير غضب الحكومة المصرية التي تمسكت منذ عام 2024 بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من هذا الممر.
التوترات مع مصر
لقد شكل موقف إسرائيل المتشدد بخصوص محور فيلادلفيا نقطة توتر رئيسية في علاقاتها مع مصر.
فعلى الرغم من الجهود المصرية المستمرة لإحلال الاستقرار في غزة وتحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، إلا أن مصر طالما أكدت على أهمية انسحاب القوات الإسرائيلية من هذا الممر الحدودي كجزء من الاتفاقات الساعية إلى تهدئة الأوضاع.
وتعتبر القاهرة أن أي وجود عسكري إسرائيلي في هذه المنطقة يتعارض مع التفاهمات السابقة ويهدد الاستقرار الإقليمي.
موقف حماس والتهديدات المستمرة
من جهة أخرى، أضاف الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن تسمح لحركة حماس بإعادة تموضع قواتها أو تعزيز قوتها عبر عمليات تهريب على الحدود مع مصر.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أشار إلى أن حماس كانت تخطط لمهاجمة الجنود الإسرائيليين في غزة، وهو ما دفع تل أبيب إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة لمنع أي تحركات من هذا النوع.
هل يشهد الوضع تغييرات في المستقبل القريب؟
مع تصاعد التوترات بين إسرائيل ومصر، يبقى السؤال الأهم: إلى أين تتجه الأمور مع بقاء السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا؟ هل ستظل هذه المنطقة نقطة خلاف في الاتفاقات المستقبلية حول غزة، أم أن الحكومة الإسرائيلية ستظل متمسكة بموقفها لتأمين الحدود، وهو ما قد يعرقل أي تقدم في عملية التهدئة؟
تطبيق نبض