عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

الرسوم الأوروبية على السيارات الصينية تُغيّر قواعد اللعبة

السيارات الصينية..
السيارات الصينية.. تصوير أخرون

منذ أكتوبر 2024، بدأت العلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي تشهد تحولًا كبيرًا، بعد أن فرض الاتحاد رسومًا جمركية مشددة على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، ردًا على ما اعتبره دعمًا حكوميًا غير عادل للصناعة الصينية. ومع تصاعد الضغوط، بادرت شركات السيارات الصينية إلى تعديل استراتيجياتها سريعًا، مستغلة ثغرات التعريفات الجمركية لصالحها، عبر التوجه نحو السيارات الهجينة القابلة للشحن.

التحول من السيارات الكهربائية إلى الهجينة

فرض الرسوم الجمركية المرتفعة على السيارات الكهربائية الصينية لم يوقف زحف تلك الشركات إلى الأسواق الأوروبية، بل أجبرها على تغيير مسارها. وبدلاً من التركيز على السيارات الكهربائية بالكامل، بدأت الشركات الصينية في زيادة صادراتها من السيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEV)، التي تخضع لرسوم أقل، مما يمنحها فرصة أكبر للمنافسة في السوق الأوروبية دون خسائر فادحة.

تسارع واردات السيارات الهجينة إلى الاتحاد الأوروبي

كشف تقرير صادر عن شركة Dataforce أن شركة BYD، وهي واحدة من كبرى شركات السيارات الصينية، قامت بشحن أكثر من 20 ألف سيارة هجينة قابلة للشحن إلى أوروبا في النصف الأول من عام 2025، وهو ما يزيد ثلاثة أضعاف عن إجمالي صادراتها لعام 2024 بأكمله.

الأمر نفسه ينطبق على شركتي MG المملوكة لمجموعة SAIC، وLynk & Co التابعة لمجموعة جيلي، حيث سجلت الشركتان نموًا قياسيًا في صادرات الطرازات الهجينة، مما يؤكد فعالية هذه الاستراتيجية في التحايل على الرسوم الأوروبية المرتفعة.

فارق كبير في الرسوم الجمركية بين السيارات الكهربائية والهجينة

الفرق في الرسوم الجمركية بين السيارات الكهربائية والهجينة لا يمكن تجاهله، إذ:

تُفرض رسوم بنسبة 27% على طراز BYD Atto 3 الكهربائي، ما يزيد سعره في السوق الأوروبية بحوالي 10 آلاف يورو.

بينما تخضع السيارة الهجينة BYD Seal U لرسوم جمركية أقل كثيرًا، تبلغ 10% فقط، أي ما يعادل 4 آلاف يورو إضافية.

أما مجموعة SAIC الصينية، فقد تعرضت لأعلى رسوم جمركية على مستوى الاتحاد الأوروبي بنسبة 45.3% على سياراتها الكهربائية، ما أدى إلى تراجع مبيعاتها بنسبة 60% خلال النصف الأول من 2025. في المقابل، شهدت مبيعات طرازاتها الهجينة مثل MG HS وMG ZS وMG 3 ارتفاعًا واضحًا، في ظل التكاليف الأقل والطلب المرتفع على السيارات منخفضة التكلفة.

رد فعل أوروبي متزن رغم وضوح التحايل

وفي تعليقها على هذا التحول، قالت بياتريكس كيم، مديرة مركز أبحاث السيارات في ألمانيا، إن التغيير في الاستراتيجية الصينية لم يكن مفاجئًا، بل كان مجرد مسألة وقت لتحقيق أرباح أكبر في ظل الظروف الحالية.

ورغم أن المفوضية الأوروبية على دراية بهذا التوجه واستخدام الشركات الصينية للثغرات التنظيمية، فإنها لم تُبدِ قلقًا كبيرًا، وتؤكد أنها تُفضل الحوار مع الشركات الصينية بدلًا من التصعيد، في محاولة لضبط العلاقة التجارية دون تعريض السوق الأوروبية لمزيد من التوترات أو النقص في المعروض من السيارات الاقتصادية.

هل تعيد السيارات الهجينة رسم خريطة المنافسة في أوروبا؟

في ظل البيئة التنظيمية المتغيرة والرسوم المرتفعة على السيارات الكهربائية، يبدو أن السيارات الهجينة باتت تشكل نقطة التوازن الجديدة في المعادلة التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي. ومع استمرار الطلب الأوروبي على السيارات منخفضة الانبعاثات، قد تصبح السيارات الهجينة القابلة للشحن هي الفرس الرابح في السباق، خاصة من الشركات التي تتمتع بخبرة كبيرة في الإنتاج واسع النطاق مثل BYD وMG.

ومع اقتراب نهاية عام 2025، ستتجه الأنظار إلى ما إذا كانت أوروبا ستُعيد تقييم الرسوم الجمركية على السيارات الهجينة أيضًا، أم أنها ستبقى كما هي، ما يفتح الباب أمام توسع صيني أعمق في سوق السيارات الأوروبية.

تابع موقع تحيا مصر علي