عاجل
السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

في" ذكرى اكتوبر المجيد "من شاطئ القنال إلى قلب النصر.. فايقة حنيدق ممرضة الإسماعيلية التي داوت جراح الأبطال وكرمها السادات

تحيا مصر

من على شاطئ القنال، ومن قلب الجبهة في مدينة الإسماعيلية، خرجت واحدة من نساء مصر الأصيلات لتسطر اسمها بحروف من نور في سجل بطلات حرب أكتوبر المجيدة. إنها فايقة حنيدق، الممرضة التي لم تهاب القصف ولا أصوات المدافع، فكانت نموذجًا نادرًا في التضحية والعطاء من أجل الوطن.

نشأة على ضفاف البطولة

وُلدت فايقة حنيدق في مدينة الإسماعيلية بين أهل القناة الذين عاشوا سنوات الصمود والفداء. نشأت في بيت يعرف معنى الوطنية؛ فوالدها استُشهد عام 1960 دفاعًا عن تراب الوطن، ووالدتها كانت تعمل ممرضة في مستشفى نمرة 6 على ضفة القناة مباشرة، حيث كانت ترى الجنود والعدو وجهًا لوجه عبر المياه. هذا البيت المليء بالعطاء والتضحية كان الشرارة الأولى التي أشعلت في قلب فايقة حب الوطن والرغبة في خدمة جنوده. تقول فايقة: "كنت أشوف أمي بتعالج المصابين وسط الخطر، وكنت بحلم أكون زيها.. أساعد بلدي مهما حصل".

من مدرسة التمريض إلى صفوف المقاتلين

بعد تخرجها من مدرسة التمريض، لم تتردد فايقة في التطوع للعمل ضمن صفوف القوات المسلحة المصرية، واختارت أن تُنقل إلى الإسماعيلية لتكون قريبة من الجبهة. هناك، بدأت رحلتها في المستشفيات العسكرية، بين دماء الشهداء وأنين الجرحى، تؤدي رسالتها بضمير حي وقلب مؤمن بأن النصر قادم لا محالة.

75 ممرضة على خط النار

قادَت فايقة فريقًا مكونًا من 75 ممرضة عملن في المستشفيات الميدانية على جبهة القتال، يسهرن على علاج المصابين وينقذن الجرحى تحت القصف، متحديات الخطر بإيمان وصبر. وتحكي فايقة: "كنا بنشوف الموت كل يوم، لكن إيماننا كان أقوى. كل جندي بنسعفه كنا بنحس إننا بنسعف مصر كلها".

تكريم رئاسي من السادات

بعد رفع راية النصر في أكتوبر 1973، نالت فايقة التكريم الذي يليق بتضحياتها حين كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بنفسه، تقديرًا لدورها الإنساني البطولي، لتصبح واحدة من رموز التمريض العسكري في مصر، وشاهدة على أسمى صور الوفاء والعطاء الوطني.

ذكريات من على الجبهة

تتذكر فايقة إحدى الليالي العصيبة على الجبهة حين تعرض المستشفى الميداني لقصف مفاجئ، وتقول: "الكل جري يحتمي، لكن كان عندي مريض لازم أكمل له الحقنة... قلت لنفسي لو موت النهارده هموت وأنا بعمل واجبي". ذلك الموقف ظل محفورًا في ذاكرتها كرمز للشجاعة والإصرار الذي ميز جيل أكتوبر العظيم.

رسالة فايقة للأجيال الجديدة

واليوم، بعد مرور أكثر من نصف قرن على نصر أكتوبر، ما زالت فايقة تحمل روح الجندية في قلبها، تروي للأجيال قصص الشجاعة والصبر، وتقول بفخر: "الوطن محتاج ولاده كل يوم ومفيش أغلى من إن الواحد يخدم بلده بضمير، في أي مكان وأي وقت".

تابع موقع تحيا مصر علي