حماس توافق على تسليم السلاح لهيئة مصرية فلسطينية في إطار مفاوضات شرم الشيخ

كشف مصدر فلسطيني مطلع، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حركة حماس وافقت على تسليم سلاحها إلى هيئة مصرية فلسطينية مشتركة، وذلك في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل بمدينة شرم الشيخ، بوساطة مصرية فعّالة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام.

سلاح حماس.. النقطة الأكثر حساسية في مسار التفاوض

وأوضح المصدر أن ملف سلاح حماس كان من أبرز النقاط الخلافية في المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة، إلا أن الحركة أبدت هذه المرة مرونة غير مسبوقة بقبولها تسليم السلاح للهيئة المشتركة التي تشرف عليها مصر بالتعاون مع الجانب الفلسطيني.

ويُعد هذا التطور من أكثر البنود حساسية في مسار المفاوضات الحالية، كونه يمس جوهر القوة العسكرية للحركة التي حكمت القطاع منذ عام 2007.

خروج قيادات من غزة وضمانات أميركية

وأضاف المصدر أن حماس وافقت على مغادرة عدد من قياداتها من قطاع غزة إلى الخارج، شريطة الحصول على ضمانات أميركية بعدم ملاحقتهم قضائيًا أو أمنيًا، مشيرًا إلى أن هذا الشرط كان محور نقاش مطوّل خلال جلسات التفاوض التي تجري عبر الوسطاء المصريين.

كما طالبت الحركة بضرورة وقف إطلاق النار الكامل وتعليق حركة الطيران الإسرائيلي فوق أجواء القطاع، لإتاحة الفرصة لتجميع الرهائن استعدادًا لتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل.

مفاوضات تبادل الرهائن تدخل مرحلة حاسمة.. "حماس" تشترط وقف القصف الإسرائيلي

ترامب: سنقضي على حماس تماما إذا قررت البقاء في السلطة

إطلاق 48 رهينة ضمن خطة ترامب لوقف الحرب

ووفقًا للمصدر، تتضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف حرب غزة إفراج حماس عن 48 رهينة إسرائيلية، بين أحياء وأموات، على أن تتم العملية في فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعًا.

ويُنظر إلى هذه الخطوة كبداية لتطبيق اتفاق متعدد المراحل، يشمل التهدئة وإعادة الإعمار وترتيبات أمنية جديدة بإشراف مصري ودعم أميركي.

رفض وجود بلير حاكمًا لغزة وموافقة على دور رقابي فقط

وأشار المصدر إلى أن حماس رفضت بشكل قاطع مقترح تولي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير منصب الحاكم المدني في غزة، وفقًا لما تضمنته بعض التصورات الغربية، لكنها قبلت بأن يكون له دور رقابي محدود عن بُعد في الإشراف على تنفيذ الاتفاق.

وفي المقابل، رفضت الحركة تسليم القطاع إلى لجنة دولية انتقالية، مؤكدة تمسكها بأن تكون الإدارة الجديدة فلسطينية خالصة.

قوات الأمن الفلسطينية تعود بإشراف مصري وأردني

كما أوضح المصدر أن حماس وافقت على دخول قوات الأمن الفلسطينية المدربة في مصر والأردن إلى قطاع غزة لتولي المهام الأمنية والإشراف على المعابر.

وذكر أن وفد الحركة الذي يتولى المفاوضات عبر الوسطاء مع إسرائيل يترأسه خليل الحية، بينما يتولى فريق آخر من حماس التنسيق المباشر مع السلطة الفلسطينية لتسليم إدارة القطاع إلى لجنة إدارية تابعة للحكومة الفلسطينية.

خطوة جديدة نحو تسوية معقدة

ويرى مراقبون أن موافقة حماس على تسليم السلاح وإعادة هيكلة الوضع في غزة تمثل تحولًا جوهريًا في مواقف الحركة، وتفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة بجهود مصرية متواصلة، وسط حذر إسرائيلي وترقب دولي لمآلات المفاوضات في شرم الشيخ.