هجمات الحوثيين تهدد مشاريع كابلات جوجل وميتا في البحر الأحمر
تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "جوجل" و"ميتا" تحديات كبيرة في تنفيذ مشاريعها لمد الكابلات البحرية في منطقة البحر الأحمر، التي تعتبر من الشرايين الأساسية لنقل البيانات بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وأفادت وكالة "بلومبيرج" أن المشاريع تأخرت بشكل كبير منذ الإعلان عنها قبل خمس سنوات، نتيجة مخاطر جيوسياسية وتهديدات أمنية مستمرة.
مشروع "أفريكا" وتأجيل الأجزاء الجنوبية
كان من المقرر أن ينفذ مشروع كابلات "أفريكا" الذي أطلقته شركة "ميتا" عام 2020، ويبلغ طول نظام الكابلات البحرية حوالي 45 ألف كيلومتر، مرورًا بالبحر الأحمر. إلا أن الجزء الجنوبي من البحر الأحمر لم يتم إنجازه حتى الآن.
وأوضح المتحدث باسم "ميتا" أن التأخير ناجم عن مجموعة من "العوامل التشغيلية والاهتمامات التنظيمية والمخاطر الجيوسياسية"، ما دفع الشركة لإعادة جدولة العمل في المنطقة.
تعثر مشروع "بلو رومان" لجوجل
في المقابل، ذكر المتحدث باسم "جوجل" أن مشروع كابل "بلو رومان" في البحر الأحمر واجه هو الآخر عراقيل ولم يقدم تفاصيل إضافية حول سبب التأخير.
ويشير هذا التعثر إلى صعوبة تنفيذ مشاريع البنية التحتية الرقمية في مناطق تتسم بالتوترات السياسية والصراعات المسلحة.
الكابلات البحرية وتأثير الصراعات على النقل الرقمي
تشمل المشاريع المتأثرة أيضًا كابلات "إنديا يوروب إكسبر" و"أفريكا 1"، وهي كابلات مصنوعة من الألياف البصرية تعد من أسرع وسائل نقل البيانات حول العالم.
إلا أن المخاطر الأمنية، بما في ذلك الهجمات الصاروخية للحوثيين خلال العامين الماضيين، أجبرت سفن الشحن على تغيير مساراتها، وأعاقت عمل السفن المتخصصة في مد أو إصلاح الكابلات.
تعقيد التصاريح وإعادة التفكير في النقل الرقمي
تتطلب عمليات مد الكابلات البحرية في البحر الأحمر تخطيطًا دقيقًا يمتد لسنوات.
إذ يستحيل مد متر واحد دون الحصول على تصريح رسمي، ما يستدعي مفاوضات مطولة مع الأطراف التي تسيطر على المضيق.
هذه الصعوبات دفعت شركات التكنولوجيا والاتصالات إلى إعادة التفكير في كيفية نقل الكميات الضخمة من البيانات حول العالم، والبحث عن بدائل لتجاوز العقبات التشغيلية والجيوسياسية.
التوترات الأمنية والسياسية المستمرة
يبقى البحر الأحمر محورًا حيويًا للبنية التحتية الرقمية العالمية، لكن التوترات الأمنية والسياسية المستمرة تعرقل تطويره، مما يضع شركات عملاقة مثل جوجل وميتا أمام تحديات غير مسبوقة في سبيل إيصال الإنترنت عالي السرعة للمستخدمين عبر القارات.
تطبيق نبض
