عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الجيش التركي نادم بعد غزو عفرين السورية.. جرائم الخطف منتشرة مقابل الفدية.. عمليات انتقام بين الأكراد والعرب.. وبوادر بداية عمليات تمرد بين السكان

تحيا مصر

لفت بورزو داراغاهي، صحفي مقيم في إسطنبول يغطي قضايا الشرق الأوسط منذ أكثر من 16 عاماً، إلى أن الجيش التركي في شمال سوريا، أدرك أن غزو تلك المنطقة أسهل من السيطرة عليها وحكم سكانها.

وكتب، في موقع "فورين بوليسي" الأمريكي، عن الأحوال في مدينة عفرين القريبة من الحدود السورية - التركية، والتي استولى عليها الجيش التركي، قبل أشهر، بعدما طرد منها قوات سوريا الديمقراطية( قسد) ميليشيا كردية، تتهمها تركيا بالتبعية لحزب العمال الكردستاني المحظور( PKK).

خطف وتفجيرات
ولفت كاتب المقال لجرائم خطف في مدينة عفرين من أجل الحصول على فدية. كما لا يزال يسمع إطلاق للرصاص وأصوات تفجيرات عند أطراف المدينة. وعندما حاول الكاتب التحدث إلى امرأتين كانتا تسيران بجوار مبنى حكومي، قالت إحداهما: "أخشى الكلام"، وأشارت إلى مجموعة من الأبنية تدير من خلالها تركيا وحلفاؤها منطقة عفرين، وقالت: "ليس هناك أمان ولا سلامة".

عداوات وانتقام
وفي ذلك المجمع الحكومي، استمع الكاتب إلى تقارير سجلها مسؤولون أتراك وحلفاؤهم من السوريين حول مشاهدات مجموعة من الصحفيين الدوليين قاموا بجولة في أرجاء عفرين برعاية من الحكومة التركية. وقال هؤلاء المسؤولين إن مجموعة من الجمعيات الخيرية التركية تقوم بالعمل داخل عفرين، وتساهم في توزيع المساعدات وتأسيس نظام حكم ديمقراطي، ويدربون قوى أمن سورية محلية.
ولكن الكاتب سمع كلاماً مغايراً من بعض سكان عفرين، وحتى من بعض العاملين مع السلطة الجديدة. وتحدث هؤلاء عن مشاحنات وعمليات انتقام بين أكراد وعرب، وبين سكان المدينة الأصليين ومن جاؤوا من مناطق سورية أخرى، من أجل الاستقرار هناك.

حاكم فعلي
وحسب كاتب المقال، جعلت تركيا من نفسها حاكماً فعلياً لذلك الجزء من الأراضي السورية. لكن تلك المسؤولية تبدو اليوم أشبه بمستنقع، لا سلطة حكم كما توقعتها بداية الحكومة التركية. في هذا السياق، قال آرون شتاين، متخصص في تركيا وسوريا لدى "أتلانتيك كاونسيل"، مركز فكري أمريكي: "عندما غزا الأتراك شمال سوريا، عمدوا للسيطرة على المنطقة، وحسب. ولكن يبدو أنهم باتوا اليوم مسؤولين عن كل شيء، بدءاً من توزيع المياه وجمع القمامة، وصولاً لإدارة مرافق صحية وتعليمية. والوضع الأمني ليس جيداً، وهناك بوادر بداية عمليات تمرد بين السكان".
عين رقيبة
ويقول الكاتب إن السلطات التركية راقبت الصحفيين الذين نقلتهم بواسطة حافلات إلى سوريا، ولكنها سمحت لهم بالتجول بالقرب من البازار في عفرين. وتحدث بعض المسؤولين الأتراك بصراحة عن تحديات يقابلونها في سبيل حفظ النظام، وحيث قال أحدهم: "الأولوية في عفرين هي الحفاظ على الأمن، والأمن فقط".
تحديات مستقبلية
وحسب الكاتب، وفرت له تلك الزيارة السريعة في الداخل السوري صورة عن تحديات قادمة حيال كيفية إعادة الحياة إلى طبيعتها في بلد مزقته حرب أهلية طوال سبع سنوات. وكما هو الحال في مدينتي جرابلس وأعزاز، المحتلتين أيضاً، تأمل تركيا بجعل عفرين منطقة ملائمة للعيش من أجل تمكين عودة لاجئين سوريين، بمن فيهم أكثر من 3 مليون شخص استقروا في تركيا، ولمنح نفسها مزيداً من النفوذ في مستقبل سوريا.
مزاعم
وزعم مسؤولون أتراك بأنه يتم حالياً تدريب عدد من عناصر الجيش السوري الحر لكي يديروا منطقة عفرين، وألمحوا إلى احتمال انسحاب قوات تركية من وسط المدينة من ثم التمركز في نقاط مراقبة في ريفها.
ويشار إلى أنه بعد انتهاء فترة تدريب هؤلاء السوريين المسلحين بأسلحة خفيفة، سيكون بمقدورهم ضبط شوارع عفرين وصد متمردين أكراد. ولكن قد تنهار تلك القوة بفعل هجوم متواصل تشنه قوات سورية، مدعومة بقوة جوية روسية.
ويشير كاتب المقال إلى أنه، حتى حينه، يسود نوع من التفاهم الهش بين موسكو وأنقره وطهران بشأن من يسيطر على أجزاء محددة من سوريا. ولكن تمسك تركيا بمنطقة عفرين قد يتراخى في حال طالبت روسيا، وهي اليوم القوة الرئيسية في سوريا، باستعادة الحكومة السورية سيطرتها على عفرين.
وفي الوقت ذاته تتزايد عمليات العنف داخل عفرين وريفها، ويبدو أن قوات قسد مصممة على استهداف جنود أتراك كما فعلت في يومي 7 و 8 يوليو عندما قتل وجرح ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم طفلان، في سيارات مفخخة ضربت شمال سوريا.
تابع موقع تحيا مصر علي