عاجل
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 الموافق 25 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

ماذا يريد ترامب قبل عيد الميلاد؟.. خريطة ما بعد الحرب في غزة وضغوط غير مسبوقة على نتنياهو

تحيا مصر

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمسكه باستكمال اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، الذي جرى التوصل إليه في مدينة شرم الشيخ المصرية، مع الدفع بقوة نحو تنفيذ مرحلته الثانية، رغم تعقيداتها الشديدة وتشابك ملفاتها الأمنية والسياسية والإنسانية، في ظل تباين واضح في مواقف جميع الأطراف المعنية.

إعلان وشيك وضغوط خلف الكواليس

وبحسب ما نقله موقع «أكسيوس» الأمريكي، يعتزم ترامب الإعلان رسميًا عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق قبل حلول عيد الميلاد. ويتزامن ذلك مع ترقب زيارة مرتقبة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في أواخر الشهر الجاري.

وكشف مصدر مطلع أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطًا كبيرة على نتنياهو لدفعه إلى القبول بإعلان ترامب، في مؤشر على تصاعد حدة الخلافات بين الجانبين.


رسالة غضب من البيت الأبيض إلى نتنياهو

وفي تطور لافت، أفاد مسؤولان أمريكيان لموقع «أكسيوس» بأن البيت الأبيض وجّه رسالة خاصة شديدة اللهجة إلى نتنياهو، أكد فيها أن اغتيال (رائد سعد)، القائد العسكري البارز في حركة حماس، خلال عطلة نهاية الأسبوع، يُعد (انتهاكًا )مباشرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب شخصيًا.


توتر متصاعد بين واشنطن وتل أبيب

وتأتي هذه الرسالة الغاضبة في ظل توترات متزايدة بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، ليس فقط بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بل أيضًا حول السياسة الإقليمية الإسرائيلية الأوسع، ما يعكس اتساع فجوة الخلاف بين الحليفين التقليديين.


ماذا تتضمن المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

وفقًا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشمل المرحلة الثانية حزمة من البنود المعقدة، أبرزها:

أولًا: مجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية
إنشاء “مجلس السلام” وذراعه التنفيذية المتمثلة في “قوة الاستقرار الدولية” (قوة حفظ السلام)، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 3803.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز في 8 ديسمبر الجاري أنه تم استبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية مجلس السلام، بسبب اعتراضات عربية وإسلامية.

كما شككت صحيفة دايلي ميل البريطانية في فرص توليه رئاسة المجلس، بعد اعتراف ترامب علنًا بعدم تيقنه من تعيينه، على خلفية مخاوف تتعلق بشعبيته في الشرق الأوسط.

ثانيًا: الانسحاب العسكري الإسرائيلي
انسحاب جيش الاحتلال إلى ما يُعرف بـ”الخط الأحمر”، بحيث لا تتجاوز المساحة الخاضعة لسيطرته نحو 20% من مساحة قطاع غزة.

ثالثًا: حظر الاحتلال أو الضم الدائم
ينص الاتفاق صراحة على منع إسرائيل من احتلال قطاع غزة أو ضمه بشكل دائم.

رابعًا: ملف سلاح المقاومة والأنفاق
وضع آلية للتعامل مع سلاح المقاومة، إلى جانب تدمير ما تبقى من أنفاق داخل القطاع.

خامسًا: نظام الحكم بعد الحرب
إقامة نظام حكم ما بعد الحرب عبر مجلس تنفيذي يضم شخصيات دولية.

سادسًا: حكومة تكنوقراط فلسطينية
تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تتولى الإدارة المحلية للقطاع.

سابعًا: إعادة الإعمار
إطلاق خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تشمل إزالة الركام والأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية.


الموقف الإسرائيلي: عرقلة وتشكك

ومن جانبهاتسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى عرقلة الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، ومحاولة حصره في مرحلته الأولى فقط.

وأبدى نتنياهو تشككه في قدرة قوة السلام الدولية الخاصة بغزة على تنفيذ المهام الموكلة إليها، كما ترفض إسرائيل المرحلة الثانية لما تتضمنه من انسحابات أوسع وتقليص للسيطرة العسكرية، إضافة إلى مطلب تشكيل حكومة فلسطينية.


موقف حماس: التزام مشروط وضمانات

وفي المقابل، شددت حركة حماس على تمسكها، إلى جانب فصائل المقاومة، بتنفيذ جميع بنود الاتفاق بمراحله المختلفة.
وأبدت الحركة استعدادها لمناقشة خيارات تجميد السلاح أو تخزينه أو إبعاده، بضمانات فلسطينية، مع التعهد بعدم استخدامه إطلاقًا خلال فترة وقف إطلاق النار.

تابع موقع تحيا مصر علي