حلب
وقف إطلاق النار في حلب بعد اشتباكات دامية بين الجيش السوري و"قسد"
دعت وزارة الدفاع السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" مساء الاثنين، إلى وقف إطلاق النار في مدينة حلب، بعد اندلاع اشتباكات دموية أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 15 آخرين، في تصعيد أثار مخاوف السكان المحليين من تزايد العنف في مناطق سكنية مكتظة بالسكان.
الجيش السوري: الرد على مصادر النيران فقط
نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن وزارة الدفاع أن قيادة الأركان أصدرت أمراً بإيقاف استهداف مصادر نيران "قسد" بعد تحييد عدد منها، مع تضييق بؤرة الاشتباك بعيداً عن المناطق السكنية في حلب، مؤكدة أن الجيش لم يهدف إلى تغيير خطوط السيطرة، بل اكتفى بالرد على مصادر النيران لحماية المدنيين والدفاع عنهم.
وقالت إدارة الإعلام والاتصال في الوزارة إن "الجيش العربي السوري وقف اليوم أمام مسؤولياته في حماية الشعب والدفاع عنه في حلب، ولم يبدِ أي تحرك لتغيير خطوط السيطرة، بل اكتفى بالرد على مصادر النيران".
"قسد": التهدئة والتوقف عن الرد
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن إصدار توجيهات لعناصرها بإيقاف الرد على هجمات فصائل الحكومة السورية، تلبية لاتصالات التهدئة الجارية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدف لتجنب تصعيد جديد قد يضر بالمدنيين، خاصة في ظل الخلافات المستمرة حول خطوط السيطرة في شمال وشرق سوريا.
تصعيد متبادل واتهمات متبادلة
جاءت الاشتباكات بعد ساعات من تصريحات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال زيارته إلى دمشق، بأن "قسد" لا تبدو ملتزمة بالاندماج في القوات المسلحة السورية وفق الموعد النهائي المتفق عليه بنهاية العام، وهو ما اعتبرته تركيا تهديداً محتملاً لاستقرار المنطقة، محذرة من إمكانية اللجوء إلى العمل العسكري إذا لم تحترم "قسد" الاتفاقات السابقة.
من جانبها، نفت "قسد" الاتهامات الموجهة لها بشن الهجوم على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، مؤكدة أن الهجوم نفذته فصائل تابعة للحكومة السورية وأسفر عن إصابة خمسة مدنيين، في حين استمرت وزارة الدفاع السورية في تأكيد أن الجيش كان يرد على مصادر نيران القوات الكردية فقط، ما يعكس استمرار التوتر وعدم الثقة المتبادلة بين الطرفين.
وجاء وقف إطلاق النار بعد يوم من التوتر الشديد في أحياء حلب، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات في حال استمر الخلاف بين الجيش السوري و"قسد"، فيما دعا السكان المحليون إلى التهدئة والحفاظ على سلامة المدنيين، مؤكّدين أن أي تصعيد جديد سيزيد من معاناتهم في ظل الوضع الإنساني الحرج بالمدينة.
تطبيق نبض