الأكاديمية الوطنية للذكاء الاصطناعي.. مستقبل مصر
انضمت "أوبن إيه آي" (Open AI) إلى "الاتحاد الأمريكي للمعلمين"، (American Federation of Teachers) لإطلاق "الأكاديمية الوطنية لتعليم الذكاء الاصطناعي" وهي مبادرة مدتها خمس سنوات تهدف إلى تأهيل 400 ألـف معلم من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، أي ما يعادل واحدا من كل عشرة معلمين تقريبا في الولايات المتحدة الأمريكية، لاستخدام الذكاء الاصطناعي وقيادة الطريق في تشكيل كيفية استخدامه وتدريسه في الفصول.
كما أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن شراكة واتفاقية مع "أوبن إيه آي" (Open AI) لاستخدام الـذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاجية الخدمات العامة، في مقدمتها التعليم والدفاع والعدالة.
وعلى مستوى دول العالم والشرق الأوسط بدأت عدد من الدول الاتجاه نحو هذا النمط بتدشين هيئات وأكاديميات وطنية تساعد على التقدم بملف الذكاء الاصطناعي.
5 أكاديميات وطنية وبحثية في مصر
الأكاديميات الوطنية في مصر هي مؤسسات حكومية تهدف لتأهيل القيادات وتنمية الكوادر في مجالات مختلفة منها "الأكاديمية الوطنية للتدريب- الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد- الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة- الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية- أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا".
وتهدف هذه الأكاديميات الوطنية تأهيل قادة المستقبل والكوادر الحكومية وتدريب الجهاز الإداري وتطبيق النزاهة وتأهيل الشباب وتمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تطوير التقنيات المساعدة والبحث والريادة، والإشراف على اللجان الوطنية العلمية المتخصصة في مجالات البحث العلمي.
أكاديمية الذكاء الاصطناعي الوطنية
تمتلك مصر القدرة، وحتى تكتمل الاستدامة الحقيقية وتكاملا مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في مصر 2025 – 2030 ومحاورها الستة ومبادراتها الـ 21 لا بد من وجود أكاديمية وطنية في مصر للذكاء الاصطناعي لها ريادة حقيقية، وتكون مسؤولة عن تدريب الكوادر في مصر، وفي مقدمتها الشباب والمعلمون بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتكون الجناح العلمي للمجلس الوطني للذكاء الاصطناعي الذي إنشاء بقرار رئيس مجلس الوزراء عام 2019 برئاسة وزير الاتصالات.
ومن هنا نطالب ونطرح الآتي:
• أهمية قيام مجلس الوزراء بالتعاون مع المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي بوضع تصور لإنشاء أكاديمية وطنية للذكاء الاصطناعي تكون مسؤولة بشكل تام عن المبادرات القومية والتدريب ونشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في مصر وتأهيل الشباب والمعلمين وموظفي الحكومة.
• ضرورة إنشاء هيكل تنظيمي للأكاديمية وإنشاء فروع لها بجميع أنحاء الجمهورية لتكون مسؤولة عن الجانب العلمي للذكاء الاصطناعي بالمحليات.
• أهمية وجود مخصصات مالية وموازنة منفصلة قوية لتشرف الأكاديمية الوطنية على كافة الأنشطة الموكلة لها بكفاءة وبأحدث التقنيات والتجهيزات اللوجستية.
• ضرورة وضع منهج علمي كامل متطور ومبتكر ليكون مسؤول الجانب كافة الفعاليات العلمية لجميع المؤسسات الحكومية والخاصة.
• ضرورة وضع شرط اجتياز الدورات التأهيلية بالأكاديمية الوطنية للذكاء الاصطناعي للترشح للوظائف الإدارية في الإدارات العليا.
• أهمية اختيار مجلس تنفيذي قوي للأكاديمية وفروعها بالمحافظات حتى تحقق، وتطبق الاستراتيجية الوطني للذكاء الاصطناعي على أكمل وجه.
وبعد مصر تمتلك الفكر والإرادة في التقدم واتخاذ خطوات مبتكرة بملف الذكاء الاصطناعي كل ما تحتاجه فقط ترتيباً للأولويات وتكامل ملف الذكاء الاصطناعي مع كل مؤسسات الدولة بشكل علمي وإداري ومالي تحت إشراف مستمر من قبل مجلس الوزراء، حتى نحقق للأجيال القادمة استدامة حقيقية تجعلهم تبني على ما نقوم به الآن.
د. محمد كمال
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي
تطبيق نبض