«الكرة في ملعب بوتين».. زيلينسكي يقدم تنازلات على طاولة المفاوضات وواشنطن تقدم ضمانات لأوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى تفاهم يفضي إلى وضع حد للحرب مع روسيا المشتعلة منذ فبراير 2022. 

زيلينسكي يقدم تنازلات على طاولة المفاوضات 

وقدم زيلينسكي تفاصيل جديدة حول خطةٍ من عشرين بنداً وصفها بأنها "وثيقة تأسيسية لإنهاء الحرب، ووثيقة سياسية بيننا وبين أمريكا وأوروبا والروس". كما ناقش الرئيس الأوكراني تفاصيل الضمانات الأمنية بين أوكرانيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية، والتي ستشكل جزءاً أساسياً من أي اتفاق سلام مع روسيا .

وفي تقرير تحليلي نشرته شبكة CNN الأمريكية واطلعنا عليه، المقترح مكون من 20 بندًا ناقشتها الولايات المتحدة سابقًا مع الجانب الروسي. وفي تصريحاته، أوضح زيلينسكي ما يعتبره الجانب الأوكراني حلاً وسطًا مقبولًا لسحب قواته من أجزاء من منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا التي لا تسيطر عليها القوات الروسية حاليًا.

تشمل هذه المنطقة الذي يضم مدنًا أوكرانية محصنة مثل كراماتورسك وسلوفيانسك في منطقة دونيتسك، والتي تقف حاليًا عائقًا أمام أي تقدم روسي محتمل في عمق أوكرانيا. وقد صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أوكرانيا يجب أن تتنازل فعليًا عن دونيتسك بأكملها لكي تنجح خطة السلام.

وطالب زيلينسكي من روسيا إلى سحب قواتها بما يعادل مساحة الأرض التي تنازلت عنها القوات الأوكرانية، مما سيؤدي فعلياً إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول بعض خطوط المواجهة الحالية.

قال زيلينسكي: "إذا أنشأنا منطقة اقتصادية حرة هنا، وتتضمن منطقة منزوعة السلاح فعلياً، أي سحب القوات الثقيلة من هذه المنطقة، وكانت المسافة، على سبيل المثال، 40 كيلومتراً (يمكن أن تكون خمسة أو 10 أو 40 كيلومتراً)، فإذا كانت هاتان المدينتان، كراماتورسك وسلوفيانسك، منطقتنا الاقتصادية الحرة، فسيتعين على الروس سحب قواتهم وفقاً لذلك بمقدار خمسة أو 10 أو 40 كيلومتراً".

ضمانات أمنية لكييف  

من بين النقاط الرئيسية الأخرى في مسودة الخطة التي حددها زيلينسكي، بما في ذلك التعديلات المقترحة من كييف:

تأكيد سيادة أوكرانيا واتفاقية عدم اعتداء بين روسيا وأوكرانيا. 

الضمانات الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية لأوكرانيا، والتي قال زيلينسكي إنها "تعكس المادة 5" - وهي المبدأ الأساسي لحلف شمال الأطلسي للدفاع المتبادل عن النفس. وتنص الخطة على رد عسكري وإعادة فرض العقوبات على موسكو إذا غزت روسيا أوكرانيا، ولكن سيتم إلغاء الضمانات إذا شنت أوكرانيا هجومًا على روسيا أو فتحت النار على الأراضي الروسية دون استفزاز. 

800 مليار دولار حجم الخسائر في أوكرانيا 

حزمة تنمية لدعم الانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا بعد الحرب، بما في ذلك إنشاء صندوق تنمية أوكرانيا للاستثمار في التكنولوجيا ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن استثمار الشركات الأمريكية في قطاع الغاز الطبيعي في أوكرانيا. وقدّر زيلينسكي الخسائر الاقتصادية الإجمالية الناجمة عن الحرب بنحو 800 مليار دولار. 

اقتراح تسوية لتشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تسيطر عليها روسيا حاليًا. قال زيلينسكي إن أوكرانيا تقترح أن يتم تشغيل المحطة من قبل مشروع مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، حيث تذهب 50٪ من إنتاج الكهرباء إلى أوكرانيا ويتم تخصيص الباقي من قبل الولايات المتحدة؛

انسحاب القوات الروسية من مناطق دنيبروبيتروفسك، وميكولايف، وسومي، وخاركيف في أوكرانيا. 

اتفاقية ملزمة قانوناً، مع مراقبة تنفيذها وضمان تنفيذه من قبل مجلس سلام برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

وقف إطلاق نار كامل يدخل حيز التنفيذ فور موافقة جميع الأطراف على الاتفاق.

«اغتيالات هزت العاصمة».. موسكو المدينة الشاهدة على إغتيال كبار الجنرالات الروسية والأنظار تتجه نحو أوكرانيا

زيلينسكي يتخلى عن حلم أوكرانيا بالانضمام للناتو مقابل ضمانات أمنية غربية

يُعدّ التحكم بالأراضي النقطة الأكثر تعقيداً في أي اتفاق، إلى جانب التسلسل المحتمل للأحداث. كما تحدث زيلينسكي بإسهاب عن إمكانية إجراء استفتاء وطني في أوكرانيا من شأنه أن يُضفي الطابع الرسمي على إنهاء الحرب.

تتعرض أوكرانيا لضغوط لإجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن بعد توقيع الاتفاق. لطالما أكد بوتين أن الحكومة في كييف غير شرعية، وأن إجراء الانتخابات ضروري لنجاح اتفاق السلام. انتهت ولاية زيلينسكي الرئاسية عام 2024، لكن لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل الأحكام العرفية المفروضة بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والتي أقرها البرلمان الأوكراني.

سلام متعثر.. وسيد الكرملين يهنئ ترامب بعيد الميلاد 

شهدت جهود السلام التي تبذلها إدارة ترامب، بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاريد كوشنر، تقدماً بطيئاً في الأسابيع الأخيرة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، التقى وفد أوكراني برئاسة وزير الأمن القومي الأوكراني رستم أوميروف ومبعوث الكرملين كيريل ديميترييف بشكل منفصل مع نظرائهم الأمريكيين في محادثات وصفها ويتكوف بأنها "بناءة ومثمرة".

عندما سُئل المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الخميس عن الخطة المكونة من 20 نقطة، التزم الصمت، واكتفى بالقول: "نحن نقوم حاليًا بتحليل المواد".

وأضاف المتحدث أن بوتين أرسل تهنئة بمناسبة عيد الميلاد إلى ترامب.