عاجل
الخميس 25 ديسمبر 2025 الموافق 05 رجب 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

فاتورة الديون والجنيه: مكاسب الموازنة العامة من التيسير النقدي بعد خفض الفائدة

البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري

في خطوة متوقعة لكنها حاسمة، أعلن البنك المركزي المصري عن خفض سعر الفائدة بمقدار 1٪، في سابقة تمثل الخامسة خلال العام الجاري، وهذه الخطوة لم تكن مجرد إجراء تقني ضمن أدوات السياسة النقدية، بل جاءت لتعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى دعم الاقتصاد وتحفيز الاستثمار، مع تأثير مباشر على الموازنة العامة للدولة والجنيه المصري.

كل نقطة مئوية يتم تخفيضها تمثل توفيرًا ملموسًا بالمليارات على الموازنة

ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن خفض الفائدة يقلل من تكلفة خدمة الديون على الحكومة، لا سيما مع ارتفاع فاتورة الدين العام في السنوات الأخيرة، فكل نقطة مئوية يتم تخفيضها تمثل توفيرًا ملموسًا بالمليارات على الموازنة، ما يتيح للحكومة إعادة توجيه الموارد نحو مشروعات التنمية والبنية التحتية، ودعم القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.

تعزيز سيولة السوق وتشجيع البنوك على زيادة الإقراض للشركات والأفراد

من ناحية أخرى، يسهم هذا التيسير النقدي في تعزيز سيولة السوق وتشجيع البنوك على زيادة الإقراض للشركات والأفراد، ما ينعش النشاط الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة. كما أن انخفاض تكلفة الاقتراض يدعم الاستثمارات الخاصة ويحفز الشركات على التوسع، وهو ما ينعكس إيجابًا على الإيرادات الضريبية على المدى المتوسط، وبالتالي تعزيز موارد الموازنة العامة.

منح الحكومة أدوات أفضل للتخطيط المالي وتحقيق استقرار مستدام

لكن الأثر لا يقتصر على الموازنة فقط، بل يمتد إلى الجنيه المصري، حيث يسهم خفض الفائدة في تحقيق استقرار نسبي للعملة المحلية من خلال تحفيز النمو الاقتصادي وتقليل الضغوط التضخمية، رغم المخاطر المحتملة على تدفقات النقد الأجنبي.
في نهاية المطاف، يمثل قرار المركزي دفعة مزدوجة: فهو يقلص فاتورة الديون ويزيد من مرونة الموازنة، وفي الوقت ذاته يحفز النشاط الاقتصادي، ما يمنح الحكومة أدوات أفضل للتخطيط المالي وتحقيق استقرار مستدام. 

وتظل المرحلة المقبلة حاسمة في تقييم قدرة السوق على استيعاب هذه التيسيرات، ومدى انعكاسها الإيجابي على النمو، والاستثمار، واستقرار الجنيه المصري على المدى الطويل.

ويمثل قرار البنك المركزي بخفض الفائدة خطوة استراتيجية لتعزيز قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة التحديات المالية والاقتصادية. فالتيسير النقدي يقلل تكلفة خدمة الديون العامة، ما يوفر للحكومة موارد إضافية لإعادة توجيهها نحو مشروعات التنمية والبنية التحتية، ودعم القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم. كما يعزز هذا القرار قدرة الشركات على الاقتراض والتوسع، ما ينعش النشاط الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة، ويزيد من الإيرادات الضريبية على المدى المتوسط.
وعلى مستوى الجنيه المصري، يسهم خفض الفائدة في تحقيق استقرار نسبي للعملة المحلية من خلال دعم النمو الاقتصادي وتقليل الضغوط التضخمية، رغم بعض المخاطر المحتملة على التدفقات النقدية الأجنبية. 

وفي الوقت نفسه، فإن استجابة السوق لهذا التيسير النقدي ستحدد مدى نجاحه في تعزيز الثقة في الاقتصاد، وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية، وضمان استدامة الموازنة العامة. وبذلك، يصبح القرار ليس مجرد إجراء مالي، بل أداة متكاملة لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التوازن بين خفض الديون وتعزيز الاستقرار المالي والنقدي.

تابع موقع تحيا مصر علي