ألمانيا تعتذر عن تحليل الصندوق الأسود لطائرة الفريق محمد الحداد..وبريطانيا تتولى المهمة

أعلنت وزارة الداخلية الليبية، الجمعة، عن اعتذار ألمانيا عن إجراء تحليل الصندوق الأسود للطائرة التابعة لرئيس الأركان بالمجلس الرئاسي الليبي، الفريق محمد الحداد، وذلك لعدم توفر الإمكانيات الفنية اللازمة. جاء هذا الإعلان بعد اجتماعات مكثفة للجنة الليبية المكلفة بالتحقيق، والتي تعمل بالتنسيق مع مصلحة الطيران المدني، والنائب العام الليبي، والمدعي العام التركي.

وأكدت الوزارة أن جميع الأطراف المعنية اتفقت بالإجماع على اختيار بريطانيا كجهة محايدة لتولي إجراء التحليل الفني للصندوق الأسود للطائرة، لضمان نزاهة التحقيقات ومصداقية النتائج. ويأتي هذا الاختيار بعد أن تبين أن ألمانيا لا تمتلك الإمكانيات الفنية الكافية لإنجاز المهمة بشكل دقيق، ما يعكس حرص السلطات الليبية على استكمال الإجراءات بأعلى درجات الشفافية.

ولفتت وزارة الداخلية إلى أن لجنة التحقيق قامت بزيارة غرفة العمليات المركزية لقوات الجندرمة، للاطلاع على الإجراءات المتخذة منذ اللحظة الأولى للإبلاغ عن الحادث، ومتابعة سير التحقيقات والتأكد من الالتزام بالبروتوكولات القانونية والفنية في التعامل مع الحادثة.

وأضافت الوزارة أن وحدة الطب الشرعي أكملت جميع إجراءات تحليل الحمض النووي (DNA) للتعرف على رفات الفريق محمد الحداد ورفاقه، بعد مطابقة العينات مع ذويهم، ما ساهم في تحديد هوية الضحايا بدقة عالية قبل نقلهم. وأكدت الداخلية الليبية أنه تقرر، بعد التنسيق مع الجانب التركي، نقل جثامين ضحايا الطائرة صباح الغد إلى العاصمة طرابلس لاستكمال الإجراءات القانونية والجنائزية الرسمية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود المبذولة لضمان تحقيق شفاف وموضوعي، يعكس حرص الحكومة الليبية على العدالة ومحاسبة أي مسؤول عن الأخطاء المحتملة، مع الحفاظ على حقوق أسر الضحايا. كما تؤكد اللجنة الليبية أنها ستواصل متابعة جميع الإجراءات الفنية والقانونية لضمان عدم وجود أي قصور في التحقيق، ولتعزيز ثقة الجمهور في نتائج التحقيق النهائي.

اختيار بريطانيا.. أعلى درجات الحيادية

ويعكس اختيار بريطانيا كجهة محايدة لتولي تحليل الصندوق الأسود التزام السلطات الليبية بضمان أعلى درجات الحيادية والمصداقية، وهو ما يعد خطوة مهمة في تحقيق العدالة وضمان متابعة دقيقة لكل التفاصيل الفنية المتعلقة بالحادث، بما يعزز مصداقية التحقيق أمام الرأي العام المحلي والدولي.