«دولة التلاوة» يفتح دفاتر المجد القرآني.. تحية خاصة للشيخ محمد عبدالعزيز حصان بصوت إسعاد يونس
في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتتشابك الأصوات، يبقى القرآن الكريم وحده القادر على أن يعيد ترتيب الروح، وأن يفرض سكونه المهيب وسط الضجيج، ومن هذا المعنى العميق، يواصل برنامج «دولة التلاوة» رحلته في استعادة الجذور الأصيلة لفن التلاوة المصرية، تلك المدرسة التي صنعت وجدان الملايين، وقدّمت للعالم الإسلامي رموزًا خالدة لا تزال أصواتهم حاضرة في الذاكرة والقلوب.
لفتة تحمل تقديرًا إنسانيًا وفنيًا لمسيرة قارئ جمع بين قوة الأداء وصدق الخشوع
وفي إحدى حلقاته اللافتة، توقف البرنامج أمام سيرة فضيلة الشيخ محمد عبدالعزيز حصان، أحد أعلام التلاوة الذين تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ القرآن الكريم، مقدّمًا تقريرًا صوتيًا خاصًا بصوت الفنانة والإعلامية الكبيرة إسعاد يونس، في لفتة تحمل تقديرًا إنسانيًا وفنيًا لمسيرة قارئ جمع بين قوة الأداء وصدق الخشوع.
التقرير لم يكن مجرد سرد لسيرة ذاتية، بل نافذة مفتوحة على عالم من الالتزام والجمال والانضباط الصوتي، حيث استعرض ملامح مدرسة الشيخ حصان التي تميزت بنقاء النغمة، والالتزام الصارم بأحكام التجويد، إلى جانب قدرة فريدة على تطويع المقامات دون افتعال، وهو ما جعله واحدًا من الأسماء الراسخة بين كبار قراء مصر، وركنًا أساسيًا في ذاكرة التلاوة الكلاسيكية.
ربط الأجيال الجديدة بتاريخها الروحي والفني
ويأتي هذا الاحتفاء ضمن رسالة أوسع يتبناها «دولة التلاوة»، تتمثل في إعادة الاعتبار لرموز القراءة القرآنية، وربط الأجيال الجديدة بتاريخها الروحي والفني، في وقت يسعى فيه البرنامج لاكتشاف أصوات شابة قادرة على حمل الراية، دون أن تنفصل عن الجذور أو تفرط في الأصالة.
البرنامج، الذي يُعرض عبر قنوات الحياة وCBC والناس، إضافة إلى منصة «Watch it»، يُعد ثمرة تعاون مشترك بين وزارة الأوقاف المصرية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وقد شهد إقبالًا غير مسبوق، إذ تقدم لاختباراته أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، خضعوا لمراحل تصفية دقيقة انتهت باختيار 32 موهبة فقط للمنافسة في العروض النهائية.
وتتولى تقييم المتسابقين لجنة تحكيم رفيعة المستوى، تضم قامات دينية وعلمية وصوتية بارزة، من بينها الشيخ حسن عبد النبي وكيل لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف، والدكتور طه عبد الوهاب خبير الأصوات والمقامات، إلى جانب الداعية الإسلامي مصطفى حسني، والقارئ الشيخ طه النعماني، فضلًا عن مشاركة ضيوف شرف من كبار العلماء والقراء في مصر والعالم الإسلامي.
ولا تقتصر أهمية «دولة التلاوة» على الجانب المعنوي فحسب، بل تمتد إلى دعم حقيقي للمواهب، حيث تصل القيمة الإجمالية لجوائزه إلى 3.5 مليون جنيه، يحصل الفائزان بالمركز الأول في فرعي الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما، مع فرصة تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما، وبثه عبر قناة «مصر قرآن كريم»، إضافة إلى شرف إمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان المقبل.
بهذا الدور المتكامل، يرسخ «دولة التلاوة» مكانته كمنصة رائدة تحافظ على هوية التلاوة المصرية، وتؤكد أن مصر ستظل، كما كانت دائمًا، منارة للقرآن الكريم وعلمه وفنونه.
تطبيق نبض