عاجل
الأحد 28 ديسمبر 2025 الموافق 08 رجب 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

محلل سياسي يكشف سبب اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» ومحاولات استغلال الانقسامات الداخلية

تحيا مصر

كشف المحلل السياسي والدبلوماسي السابق نعمان توفيق العابد، من خلال تصريحات خاصة، أن اعتراف دولة الاحتلال بما يسمى «أرض الصومال» يعد  من الناحية القانونية والسياسية اعترافًا بشيء معدوم وغير قائم أصلًا، مؤكدًا أن مثل هذا الاعتراف لا يضيف أي شرعية أو وزن قانوني أو سياسي للكيان الانفصالي 

تحذير من محاولات الاستغلال الإسرائيلي 

وأوضح العابد لتحيا مصر، أن هذه الخطوة تمثل إساءة لشعب أرض الصومال وقياداته المحلية، لأنها تُكَرِّس واقعًا مخالفًا لإرادة الدولة الصومالية ومبادئ القانون الدولي التي تؤكد احترام وحدة الدول وسلامة أراضيها.

وأكد المحلل السياسي  من خلال تصريحاته  الخاصة، أن التحرك الإسرائيلي تجاه ما يسمى “أرض الصومال” يأتي بحسب تقديره نتيجة للمواقف الواضحة لجمهورية الصومال الداعمة للقضايا العربية والإسلامية 

مشيرًا إلى أن الخطوة قد تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية تتقاطع مع مشروعات توسعية ورؤى مرتبطة بملفات إقليمية حساسة.

ولفت  نعمان العابد لتحيا مصر، إلى أن هذا التحرك قد يكون جزءًا من محاولات استغلال الانقسامات الداخلية في الصومال، محذرًا من إمكانية توظيفه في سياقات مرتبطة بخطط إعادة تشكيل موازين النفوذ أو تمرير تصورات مرتبطة بملف تهجير الفلسطينيين، وهو ما يمس الأمن الإقليمي بصورة مباشرة.

دعوة لدعم الصومال ومنع خلق بؤرة توتر جديدة

وشدد العابد من خلال حديثه لتحيا مصر على أن المطلوب في هذه المرحلة هو تحرك فاعل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لدعم الحكومة الصومالية الشرعية وتعزيز مؤسساتها الوطنية، مع التدخل الإيجابي لمعالجة النزاعات والانقسامات الداخلية حتى لا تجد تل أبيب — أو غيرها — أي منفذ يمكن استغلاله سياسيًا أو أمنيًا.

وأكد أن حماية وحدة الأراضي الصومالية تمثل الضمانة الأساسية لمنع نشوء بؤرة توتر جديدة في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وهي منطقة تتقاطع فيها المصالح الدولية والإقليمية بشكل بالغ الحساسية.

موقف مصر.. وإدانة قاطعة للتحرك الإسرائيلي

وفي سياق متصل، جددت مصر اليوم إدانتها بشدة وبشكل قاطع لقرار الاعتراف الإسرائيلي بما يسمى “أرض الصومال”، مؤكدة التزامها الدائم بدعم وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض أي إجراءات أحادية من شأنها تهديد استقرار المنطقة أو خلق مسارات انفصالية. 

ومن جانبها شددت وزارة الخارجية المصرية على أن احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها هو ركن أساسي في النظام الدولي، ولا يجوز المساس به أو تجاوزه تحت أي مبررات سياسية أو جيوسياسية.

الحراك العربي غدًا في الجامعة العربية 

ويأتي هذا الموقف المصري في إطار تحرك عربي أوسع، حيث تعقد جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا غدا  على مستوى المندوبين الدائمين غدًا بالقاهرة؛ لمناقشة تداعيات الاعتراف الإسرائيلي وانعكاساته على أمن القرن الإفريقي واستقرار البحر الأحمر .

ومن المتوقع — وفق تقديرات دبلوماسية — أن يناقش الاجتماع:

إصدار موقف عربي موحّد يدعم وحدة الصومال وسيادته.

التحرك عبر المنظمات الإقليمية والدولية لكبح أي محاولات انفصالية.

تقييم التأثيرات المحتملة على الأمن الإقليمي ومسارات الملاحة الاستراتيجية.

وضع آليات لمنع استخدام التحركات الإسرائيلية كورقة ضغط سياسية أو جيوسياسية .

ويؤكد مراقبون أن هذا الاجتماع يمثل رسالة سياسية واضحة بأن المساس بوحدة الدول لن يُسمح بتكريسه كأمر واقع في المنطقة، وأن الدعم العربي للصومال يتحول من مستوى التضامن السياسي إلى تحرك عملي منسق .

تابع موقع تحيا مصر علي