غارة سعودية وإنذار إلى الإمارات وحالة طوارئ في البلاد.. ماذا يحدث في اليمن؟

تشهد اليمن تطورات متسارعة وخطيرة خاصة في محافظتي حضرموت والمهرة، حيث تحول الصراع من محاولات لردع جماعة الحوثيين، إلى تصعيد وتحذيرات داخل معسكر التحالف نفسه بين (المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة)، حيث طالبت الرياض من أبو ظبي وقف الدعم بشكل كامل للقوات الانفصالية داخل اليمن والذي يزيد من تأجيج الصراع.

غارة سعودية على ميناء المكلا ورسالة إنذار إلى الإمارات 

ومؤخراً نفذ تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية ضربة جوية في ميناء المكلا استهدفت شحنة أسلحة وعربات قتالية قادمة من الخارج، قالت السعودية إنها كانت موجهة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي. 

وجاءت "العملية العسكرية" للتحالف في ميناء المكلا باليمن بعد أيام من تحذيره لجماعة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالية من القيام بعمل عسكري في محافظة حضرموت.

وفي بيان شديد اللهجة صادر عن وزارة الخارجية السعودية أعلنت أن أمنها القومي "خط أحمر" ستدافع عنه، وطالبت من دولة الإمارات الاستجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بخروج قواتها من اليمن خلال 24 ساعة. 

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن تصرفات دولة الإمارات العربية المتحدة "الشقيقة" في اليمن "خطيرة للغاية".

أعلن المجلس الرئاسي اليمني المدعوم من السعودية أن الإمارات العربية المتحدة هي الدولة التي قدمت المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي استُهدف في غارة التحالف.

السعودية: خطوات الإمارات في اليمن بالغة الخطورة وأمن المملكة خط أحمر

السعودية: نطالب بوقف دولة الإمارات الشقيقة للدعم العسكري والمالي لأي طرف في اليمن

وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي إن سفينتين دخلتا ميناء المكلا يومي السبت والأحد دون إذن من التحالف، وقامتا بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بهما، وأفرغتا كميات كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية "لدعم" المجلس الانتقالي الجنوبي.

قال رئيس المجلس الرئاسي اليمني المدعوم من السعودية، رشاد العليمي، يوم الثلاثاء بعد الغارة الجوية، إنه يجب على جميع قوات الإمارات مغادرة اليمن في غضون 24 ساعة.

اليمن تعلن إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات 

في خطاب متلفز، وصف العليمي هذه الخطوة بأنها ضرورة سيادية، وجدد إشادته بالسعودية والتحالف على دعمهما. كما ألغى الزعيم اليمني اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، وأعلن حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً لمدة 72 ساعة، وأعلن حالة الطوارئ لمدة 90 يوماً.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أنه "بالنظر إلى الخطر والتصعيد الذي تشكله هذه الأسلحة... نفذت القوات الجوية للتحالف عملية عسكرية محدودة هذا الصباح استهدفت الأسلحة والمركبات القتالية التي تم إنزالها من السفينتين في ميناء المكلا".

أفاد مصدران لوكالة رويترز للأنباء بأن الضربة استهدفت تحديداً الرصيف الذي تم فيه تفريغ الشحنة. وأكد التحالف عدم وقوع إصابات أو أضرار جانبية، مشدداً على أن العملية نُفذت وفقاً للقانون الدولي الإنساني.

وتأتي الضربة وسط تصاعد التوترات في أعقاب هجوم شنه المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت سابق من هذا الشهر ضد القوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف.

من حلفاء إلى خصوم! 

كان المجلس الانتقالي الجنوبي في البداية جزءًا من التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل في اليمن عام 2015 ضد الحوثيين، لكن الجماعة سعت لاحقًا إلى الحكم الذاتي في جنوب اليمن. ومنذ عام 2022، يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سبق أن تلقى مساعدات (خارجية)، على مناطق جنوبية خارج مناطق سيطرة الحوثيين 

وتصاعد التوتر في اليمن بعد أن سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت والمهرة في وقت مبكر من هذا الشهر عقب اشتباكات مع القوات الحكومية.

يزعم المجلس الانتقالي الجنوبي مراراً وتكراراً أن الحكومات المتعاقبة قد همشت المناطق الجنوبية سياسياً واقتصادياً، ويدعو إلى فصلها عن الشمال - وهي مزاعم ترفضها السلطات اليمنية، حيث تصر على الحفاظ على وحدة البلاد الإقليمية
 

ويحظى المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم الإمارات العربية المتحدة، بينما يحظى المجلس الرئاسي اليمني بدعم من المملكة العربية السعودية .