عاجل
الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

زوجة الشهيد تروي.. قصة إنقاذ المقدم أحمد أبو الدهب فتاة معهد السينما بعد ذروة أحداث رابعة

الشهيد مقدم مهندس
الشهيد مقدم مهندس أحمد أبو الدهب

كان يوما ثقيلا لا تنساه السيدة منى أمين .. في صيف سبتمبر 2013، يومها صرخَت من الألم الذي انتابها دون توقف بمجرد رؤية زوجها ووالد أبنائها الأربعة محمد ولوچين ومصطفى وبيسان .. مُلقيا جسدا فاقدا للروح. غارقا في دمائه.

في 26 سبتمبر، بدأ الألم والمعاناة يأخذان سبيلا لقلوب عائلة الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب، بعد أن فقدت السند والحماية التي طالما منحها الشهيد لأفراد عائلته، بل أن شهامته آثرت أن يمنحها للغريب أيضا حتى لو كان المقابل فقد حياته ثمن الدفاع عن فتاتين من يدِ البلطجة والإرهاب.

المكان: شارع الهرم
الزمان: السادسة مساء يوم 26 سبتمبر 2013 بعد مرور شهر ونصف تقريبا على أحداث فض رابعة العدوية. 

كانت الفتاتان تسيران في شارع بالغ الهدوء ينزوي قليلا عن شارع الهرم الرئيسي المزدحم.. كل شيء هُنا ساكن! ، أو ربما وَعيد جماعة الإخوان بإرهاب العامة بعد أحداث فض رابعة مباشرةً صنعت حالة من السكون وانطواء الأشخاص بعيدا عن الشوارع. بينما كان لرجال الشرطة دورا وعيونا لا تنام لحفظ الأمن في الشوارع في هذا التوقيت تحديدا.

كان الشهيد مقدم أحمد أبو الدهب لم يتوانى عن أداء واجبه، ورغم انتهاء عمله متخذا طريقه للمنزل حيثُ رؤية زوجته وأبناءه الأربعة، إلا أنه لم يتأخر في المجيء لمكانِ آخر انتظره به القدر. إذ سمع الشهيد صوت الفتاتين وهن يقاومن ثلاثة من البلطجية لسرقتهن.. نظر إلى هناك، إلى البعيد، وركد بسيارته مسرعا لتخليص الفتيات وحمايتهن من الحمقى ساكني السجون. فانهالوا عليه برصاصهم لتخترق رأسه حتى اردوه قتيلا. هكذا روَت «منى أمين جعفر» زوجة الشهيد أبو الدهب.

كان ذلك التوقيت المرعب لا يحتاج أي شخص لشراء سلاح سوى الذهاب بمبلغ زهيد وسيحصل عليه دون سؤال من مروجيه.. 70% من ضحايا الشرطة خاصةً فقدوا نحبهم إثر تلك الأحداث السياسية التي كادت أن تفتك بأمن البلاد إلا أن سيطرة القوى الأمنية كانت نهاية لمشهد فوضوي لن ينساه المصريين.

مضت ساعات على الحادث، وكان الجُناة أمام نيابة الجيزة، لم يكن أمامهم سوى الاعتراف. وهو ما أدلوا به في تحقيقات النيابة.. حتى أسندت الأخيرة لهم تهمة القتل العمد وحيازة سلاح، وتمت إحالتهما إلى محكمة «جنايات» التي قررت وبعد سنوات تحويل أوراقهم إلى فضيلة المفتي. لتُسدل الستار وتقضي محكمة النقض نهائيا في 21 فبراير 2018 بتأييد حكم الإعدام على المتهمين الثلاث.

تقول «منى»: رفعت القضية والحمد لله خدوا إعدام.. مؤكدة أن الفتاتين مازلن يتواصلن معها: من الوقت للتاني بيتصلوا يطمنو عليا وعلى الأولاد، وبيقولوا لي مهما عملنالك مش هنقدر نوفي حق الشهيد اللي فدانا بروحه ودمه.

كانت الفتاتان في مقتبل حياتهن العملية، تدرس الأولى بمعهد السينما وتُدعى نورهان سامي، ورفيقتها تدرس بمعهد الخدمة الإجتماعية، وكانا في طريق عودتهن من المعهد. قبل وقوع الحادث. وبمجرد عقد جلسات محاكمة المتهمين، حرصت كلا منهما على مرافقة منى أمين زوجة شهيد الواجب.

في شهادة أمين شرطة حسن شندي عن المقدم الشهيد أحمد أبو الدهب، قال إن «العمر لحظة» والرجال مواقف:
الشهيد من أنضف ضباط الوزارة كلها، تعاملت معه فترة طويله جدا وكنت أجد فيه الشهامه بتاعت الصعايده ورجولة المواقف إلى جنة الخلد يا شهيد .. أنت فى دار الحق.. ونحن نفقد رجل من أقوى وأشجع الرجال وأطهر الرجال.

هذه الفترة من المعاناة بسبب غياب الأب، تُقيم الآن في ذاكرة «محمد» الفرحة الأولى للسيدة «منى» وأول أبناء الشهيد المقدم أبو الدهب، بينما هي ترقب ميول صغيرها الضابط الصغير.. تتحدث لنا عن حبه للعمل الشرطي، ورغبته في تكملة مسيرة والده بالداخلية. الذي فقده وقت أن كان 7 سنوات: محمد دلوقتي 15 سنة ونفسه يطلع ضابط زي باباه، وله صور والرئيس السيسي بيكرمه.

لمن لا يعرف شهيد الواجب المقدم مهندس أحمد أبو الدهب، عمل منذ تخرجه بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات مفتش بقسم المساعدات الفنيه حتى عام 2010، ثم تدرج حتى أصبح رئيس قسم المساعدات الفنية حتى عام 2012، ثم عمل بإدارة الإتصالات وغرفة العمليات حتى عام 2013، ليتم نقله في نفس عام الحادث لمديرية أمن الجيزة إدارة النجدة.
صور عائلة الشهيد المقدم أحمد أبو الدهب 

تابع موقع تحيا مصر علي