عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

محمد عمارة يكتب: التسويق السياسي ما بين الرفاهية والوجوبية

د.محمد عمارة عضو
د.محمد عمارة عضو تنسيقية شباب الأحزاب

كثيرا منا يعرف معنى كلمة التسويق ولكن عندما يقترن التسويق بالسياسة نجد علم التسويق السياسي تلك العلم وببساطة هو للمحافظة على استدامة أي منتج سياسي سواء كان هذا المنتج منتج سياسي تام مثل رئيس أو حكومة، عضو برلماني، حزب سياسي، تشريع، برنامج حكومي والسياسات العامة للدولة وعلى الجانب الآخر منتج سياسي غير تام مثل مرشح رئاسي، مرشح برلماني ، مشروع قانون أو قرارات حكومية إستراتيجية وكلمة السر فيه هو تعظيم درجة الإشباع والرضا لدى المستهلك السياسي أو المتلقي بصفة عامة.

علم التسويق السياسي يرتكز على كيفية تأسيس وبناء العلامة السياسية للمنتج السياسي وصورته الذهنية للوصول للمستهدف في السوق السياسي بعد التشريح سواء كان التشريح ديموغرافيا مثل السن ومستوى الدخل أو الجغرافي وسلوكيات الطبائع التي شكلتها الطبيعة الجغرافية تلك المستهدف الذي يتم إدراكه بهذا المنتج بعد دراسة ميدانية لرغباته واحتياجته حتى يتثنى لهذا المنتج ان يقابل إحتياجاته ويشبعها فتأتي مرحلة الولاء لتلك العلامة السياسية وكيفية الحفاظ عليها.

اقرأ ايضاً: أشرف رشاد يكتب: "الانتخابات".. اعقلها وتوكّل

وعبر التاريخ ظهر التسويق السياسي كفن للاقناع مع ظهور فلاسفة اليونان خاصة الفليسوف أرسطو، كما أنه تم تطويره فى عصر النهضة مع ظهور الأفكار الخاصة بالفلسفة السياسية لنيكولا ميكافيلي فى القرن السادس عشر. ويرجع التطور التاريخي لأدوات التسويق فى أوائل القرن العشرين فى بريطانيا. وبالرغم من ذلك إلا أن أول من استخدم وطور أدوات التسويق لاستخدامها فى التسويق السياسي كان في الولايات المتحدة الأمريكية ثم لحقت بها بريطانيا سياسي كوسيلة للاقناع. وفي أوائل عام 1960 كانت الحملات الانتخابية ما هى إلا مجرد ترويج للمرشحين، ولكن تطورت فى الولايات المتحدة مع حملات الرئيس ريجان في عام 1980 والتى أعتمدت على التسويق بمعناه الشامل كما تتبعها الشركات التجارية.

ثم انتقل استخدام التسويق السياسي من الولايات المتحدة إلى بريطانيا بعد استخدام مارجريت تاتشر زعيمة حزب المحافظين للتسويق السياسي لحملتها الانتخابية لعام 1987 والذى ينظر إليه باعتباره تغيير فى طريقة الانتخابات البريطانية. في حين أن المحافظين كانوا يستخدمون سابقاً فى حملاتهم الانتخابية وكالات الأنباء ساتشي ساتشي وفي عام 1980 استخدمت استراتيجيات التسويق لتحديد السياسات غير قابلة للاستمرار. ويرى الباحثون أن عام 1987 كانت البيانات الرسمية والاستراتيجية للانتخابات هى صلب تحليل دراسات التسويق فى بريطانيا". ومن هنا قاد المحافظون استخدام التسويق لعرض أفكارهم عن طريق دراسة "وضع السوق الانتخابي"، وتابع حزب العمال أثناء قيادة نيل كينوك حيث أصبح التسويق السياسي كمصطلح جزء من التفكير التنظيمى لحزب العمال، ويتوازى هذا التوصيف للتسويق كمجموعة من الممارسات التي تستخدمها النخب السياسية بواسطة الدراسات الاكاديمية التى وضعت التأصيل النظري للتسويق السياسي.

علميا يجب أن تختلف منصات التسويق السياسي بإختلاف الشرائح المستهدفة وهذا ما تعاني منه مصر فنجد أن هناك دائمآ توحيد الرسائل وعدم التشريح المجتمعي الأمثل للمستهلك السياسي المستهدف والأهم هو عدم الاستدامة في قياس قوة رد الفعل وتحليل النتائج لذا فوجود كيانا تسويقيا كاملا متكاملا للأبحاث والتطوير والتدريب سيكون له الأثر الإيجابي الكبير على مصر خاصة و الوطن العربي وأفريقيا عامة وهذا ما أطالب به مرارا وتكرارا وءان الأوان لتنفيذه وخصوصا ان مصر أصبحت لاعبا إقليميا أساسيا وعالميا بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

أخيرا وليس بأخر تبرز أهمية علم التسويق السياسي وخصوصا ان هذا العلم في الدول المتقدمة المحرك الأساسي للحياة السياسية وفي مصر كنا نواجه صعوبة في تطبيقة نظرا لعدم دراية الكثيرين به والخلط بين العلاقات العامة والتسويق بل والخلط بين التسويق الانتخابي والتسويق السياسي وأصبح التسويق السياسي بدوره ليس برفاهيه أو تجميل الصورة فقط بل وجوبيا ويجب توسعة دوائره ونطاق تنفيذه لرفع كفاءة الأداء ومكافحة الأدوات التسويقية الاستعدائية الخارجية والمدمرة لعقول أبنائنا ولن نكل أو نَمِل في بذل الجهد والوقت لإعلاء شأن هذا الوطن بأساليب هذا العلم الهام وسنتحدث لاحقا عن أبعاد التسويق السياسي وكيفية صناعة العلامة السياسية ومعنى الاستخبارات التسويقية سواء التجارية او السياسية .
تابع موقع تحيا مصر علي