منها تحمل المسؤولية.. ننشر أسباب وراء عزوف 13 مليون شاب عن الزواج

العزوف عن الزواج، لاشك أن الخوف من الزواج أوالعزوف عنه لا ينشأ من فراغ، فهو يأتي نتيجة لعواقب وأمور قد تتسبب في الابتعاد عن الزواج بشكل نهائي، وقد تتعلق بأحداث وأمور كعدم الاستقرار أو الحالة الإقتصادية للإشخاص، ووجود مشاكل بين الوالدين في مرحلة الطفولة، أو نتيجة تجربة مؤلمة تتعلق بالتخلي والخيانة، ومن الممكن أن ينشأ رهاب الزواج "الجاموفوبيا" لدى الأشخاص نتيجة الخوف من المسئولية أو تحول شريك الحياة.

تحيا مصر

أسباب العزوف عن الزواج

وتُعاني الكثير من المجتمعات من مشكلة "الجاموفوبيا" ورفض الشباب لفكرة الزواج وتأسيس العائلة وهو ما ينعكس على المجتمع بالعديد من الآثار السلبيّة ويعيق التقدم بشكلٍ عام.  ووصل عدد الشباب والفتيات الذين لم يتزوجوا في مصر إلى 13 مليون شاب بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. 

حيث ارتفاع نسبة العزوف بين الشباب إلى ٥٧٪ عند الذكور و٤٣٪ من الإناث، وهناك ٨ ملايين و٦٠٠ ألف فتاة من سن ١٨ إلى ٣٥ سنة يبحثن عن ابن الحلال وفقًا لآخر إحصائية.

ما هو «الجاموفوبيا»

نسبة العناس فى مصر

ويعتبر"جاموفوبيا" أو رهاب الزواج شعور بالخوف من تحمل مسئولية الزواج وتكوين الأسرة وتفضيل العزوبة على ذلك، بالإضافة إلى كونه خلل نفسي يظهر بحالة خوف شديد خارج عن سيطرة الشخص، ولا يعود إلى أسباب منطقية في شأن الارتباط الرسمي، وخصوصاً الزواج، بالإضافة إلى كونه شائع ومنتشر بين الشبابا، وخاصة الرجال، لأنهم يميلون إلى الخوف من الارتباط والزواج بسبب المخاطر الشخصية والمالية والاجتماعية التي تأتي معه وترتبط به. 

وأكد الدكتور محمود حمودة أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، على أن هناك ثلاث مصطلحات أساسية للهروب من الزواج وهم؛ القلق، والخوف، و الرهاب، ويختلف تشخيصهم حيث أن القلق من المستقبل والتفكير في الزواج يجعل الفرد يشعر بأعراض جسدية مثل الآلام البطن، وسرعة نبضات القلب، والتعرق، والرعشة، أما الخوف يظهر عندما يكون الفرد في الحدث نفسه أو مقبل عليه،  ولكن القلق والخوف أشياء عادية ولا تعتبر مرض، بينما الرهاب الذي يعد بداية "الجاموفوبيا" هو تجنب الزواج أو الرفض التام  له وقد يبدأ في بعض الأحيان  بعدم  الذهاب إلى المناسبات العائلية وافراح الأصدقاء.

ويؤكد أستاذ الطب النفسي، على اختلاف أسباب الجاموفوبيا من خلال تنوع الشخصيات؛ فالشخصية الاعتمادية تخشى تحمل المسؤولية كما أنها تبحث عن الكمال في شريك الحياة، والشخصية النرجسية ترى أنها أفضل من الجميع وبالتالي؛ أفضل من أن ترتبط بشريك حياة أقل منها وفقًا إلى رؤيتها، والشخصية المترددة التي لا تقدم على خطوة بسبب الخوف من الفشل.

أساليب العلاج 

ورغم انتشار مرض الجاموفوبيا وظهوره حديثًا، غير أن هناك أساليب علاجية ونفسية مختلفة وحلول ونصائح من استشاريين نفسيين وأطباء متخصصين في هذا المرض قد تختلف من شخص إلى آخر.

 ويمكن علاج رهاب الزواج من خلال معرفة الإجابة على تلك الأسئلة؛ أسباب خوفك وما الذي تخشاه بالضبط؟ هل ينتابك الخوف من الطلاق؟ هل أنت خائف من فقدان حريتك؟ ستكون أكثر استعدادًا للتغلب على خوفك إذا كنت تعرف ما تخاف منه ومعرفة فوائد الزواج ومنها السعادة والصحة والتخلص من سلبيات الماضي. 

ويُعالج مرض الرهاب أو الجاموفوبيا أيضًا باستخدام الأدوية والمعالجات النفسية المختلفة، ومن المعالجات النفسية الفعالة في القضاء على الخوف هي " العلاج السلوكي المعرفي" يعتبر أكثر المعالجات فعالية لعلاج رهاب الزواج، إذ يناقش المعالج السلوكي الشخص ويحاول إخراج الأفكار السلبية التي تراوده تجاه الزواج ، ويُجري المعالج السلوكي جلسات حوار ومشاركات مفيدة وصحية، ويرشد المريض لكيفية استبدال الصور السلبية بأخرى إيجابية ، ويوجد "العلاج بالتعرض" وهو أيضًا علاج نفسي فعال يستخدم لعلاج رهاب الزواج، ويجعل فيه الطبيب المعالج المريض يواجه وضعًا مماثلًا للزواج أو يطرح نقاشًا حوله.   كما يوجه المعالج أيضًا المريض إلى الحفاظ على هدوئه والاسترخاء أثناء الجلسة، وسيعتاد المريض على ذلك من خلال التعرض المنتظم وسيكون قادرًا على تطوير قدرته على تحمل خوفه وقلقه ، ويوجد "العلاج العائلي أو الأسري" وهو عنصر مهم جدًا خلال عملية المعالجة، حيث يحاول الطبيب المعالج مع أفراد العائلة ويجعلهم على دراية بالحالة الرهابية. في الحقيقة، تُطور جلسات المشورة والإرشاد المنتظمة مع العائلة دعمًا ودافعًا لدى المريض من مصادر أسرية، ويمكن لهذا الشيء أن يحقق نتائج عظيمة ، واكد الاطباء ان دور الاهل هام جدا في مرحلة العلاج ، ويحب تصرف الاهل بشكل صحيح لان التصرف اصدق من الكلام لترسيخ اسس الزواج الصحيحة لدى اولادهم يجعلهم اشخاص اسوياء.

 ويمكن استخدام الأدوية في الحالات الخطيرة من القلق والعزلة، ويعتبر العلاج الدوائي ذا فاعلية لمرض الجاموفوبيا، والأدوية المستخدمة هي الأدوية المضادة للقلق والأدوية الاكتئاب. 

وأوضح الأطباء أن التعميم خطأ من الأخطاء المعرفيه ، ونصحوا الافراد الذين يعانون من  هذا المرض بأخذ المخاطرة والخطوة في الزواج.

نصائح للمقبلين على الزواج 

وقدم المتخصصون في هذا الشأن للمقبلين على الزواج نصائح عده، كأن يكون هناك دعم من الاسرة ودعم من المجتمع للتوعية وعمل كورسات كافية لكل المقبلين على الزواج لتعليمهم المبادئ ثم الحياة كاملة وكيفية التعامل مع شريك الحياة وأن يكون عندهم وعي مجتمعي واسري وثقافة جنسية كافية واجتماعية وكيفية تحمل المسئولية ومواجة المشكلات التي تواجه حياتنا وكيفية تربية الابناء والتعامل مع الجيران واهل الزوج ، 90 % من الامراض العضوية اسبابها مشاكل نفسية وضغوط عصبية