عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«أصحاب ولا أعز» .. جدل دائر ونقاش محتدم.. معضلة «مصادرة الإبداع أم حماية القيم الأخلاقية»

تحيا مصر

نواب البرلمان والدعاه والكتاب يدخلون على الخط .. وأدوار حتمية لتوسيع دوائر الوعي المجتمعي 

  حالة من الجدل الشديد والحراك والسجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والنوافذ والمواقع الإخبارية أثارها فيلم "أصحاب ولا أعز"، والذي تراوحت الآراء حوله ما بين مؤيد ومعارض، وفي هذا الصدد يرصد "تحيا مصر" حالة النقاش الواسع لكل الآراء والأطياف دون تبني وجهة نظر بعينها.

 

تراوحت شدة الآراء حول الفيلم مابين الدفاع المستميت والرفض القاطع، مابين مدافع عن حرية الفن والإبداع، وبين من يحذر من عادات وتقاليد ورسائل يمررها الفيلم تتنافى مع أبسط ماتقر به القواعد المجتمعية والأعراف المستقرة والتعاليم الدينية، وهو الأمر الذي لايزال حديث الساعة حتى الآن، وفي التقرير التالي سنحاول استعراض مختلف الآراء.

حراك برلماني 

يعد مجلس النواب هو نبض الشارع المصري، وقد تفاعل البرلمان بمختلف مكوناته وتياراته مع المسألة وبدأ الأمر ببيان عاجل من النائب مصطفى بكري الذي هاجم الفيلم بشدة، حيث قال بكري: إن الفيلم يحوي 20 لفظًا إباحيًّا، وتساءل: كيف يتم الدفاع عن المثلية الجنسية؟ ونحن في مجتمع شرقي، والمثلية في ثقافتنا فجور وفسق، متابعا: تمت محاكمة الكثير بسبب المثلية، مضيفا: نفس المنصة دي قبل فترة، أنتجت فيلمًا في الأردن روج للمثلية بين الفتيات، وأثار ضجة كبيرة في الأردن، مضيفا: عاوزين نعرف كيف نحمي أنفسنا وأسرنا بعيدًا عن الحرية الشخصية.

وفي تصريحات خاصة لموقع تحيا مصر، قالت الكاتبة الكبيرة والبرلمانية القديرة فريدة الشوباشي في المقابل:" انا ضد المنع وأول أية في القران الكريم كانت أقرأ وليس أخرس، حيث أن المناقشة تؤدي إلى الاقناع وربنا قال من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، مضيفة:" أنا دائما أقول إقنعني ولا تقمعن، أنا ما شوفتش الفيلم ومنى ذكي فنانة عظيمة وقامت بادوار هامة في مسيرتها، وبالتالي الفن دروه ان يبرز الجانب الايجابي والسلبي  ومن ثم الاتجاه إلى الايجابي والابتعاد عن السلبي.

 

كما أجرت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين حوارا جريئا ونقاشا موضوعيا حول الفيلم، وتناول مخاطر الأجهزة التكنولوجية، وخاصة الموبايل، باعتباره سببا في تشوه العلاقات سواء بين الأصدقاء أو الأزواج، وقدشارك في الندوة الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، ومحمد عمارة عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأميرة صابر عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والناقد الفني خالد محمود وأدار الندوة الإعلامي أحمد عبدالصمد.

وخلال إبداء رأيها، طالبت النائبة أميرة صابر أمين سر لجنة العلاقات الخارجية عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بضرورة توعية المواطنين بالثقافة الفنية المجتمعية لخلق جيل أكثر وعيا، من خلال الاهتمام بميزانيات الإبداع، مما يساهم في تشكيل الذوق العام، مشيدة برد مؤسسة حياة كريمة بشأن الجدل الذى آثاره الفيلم السابق "ريش"، وأكدت أنه لا يمكن أن يسىء فيلم لسمعة مصر، مضيفة: "أذكى رد حصل على فيلم ريش كان رد مبادرة حياة كريمة ".

فيما أثنى الدكتور محمد عمارة عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بالندوة النقاشية، على اهتمام التنسيقية بالموضوعات التي تتطلب إيضاحا ونقاشا موضوعايا قائلا: "التنسيقية منصة حوار تجمع الرأي والرأي الآخر، وحسم حالة جدلية في المجتمع"، متناولا مشكلة فيلم أصحاب و لا أعز من ناحية علم التسويق، مؤكدا أن أي مشروع ناجح يعتمد على فكرة التسويق، وأن الفيلم استهدف السوق العربى والمصرى و أن الدليل على ذلك هو الاستعانة بممثلين مصريين، مشيرا الى أنه ضد انتقاد شخص بعينه وأن الانتقاد يجب أن يكون للعمل الفني . وقد نوه عمارة إلى جزئية محورية وهي، أن منصة نتفلكس منصة دولية غلقها أمر مستحيل، موضحا أنه ليس معارضا للفن لأن له دور كبير في غرس القيم المجتمعية وأنه ضد المنع و لكن يجب مواجهة الفكر بالفكر.

الجانب الآخر

وعلى الجانب الآخر من النقاش المتوازن والمتكافئ، برز على الساحة أصواتا عارضت بشدة الفيلم واعتبرته خطرا داهما، حيث علق أمير منير، الداعية الإسلامي، على فيلم أصحاب ولا أعز، وقال أمير منير خلال مقطع فيديو بثه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أصحاب ولا أعر، هي أصحاب ولا أعر وليس أصحاب ولا أعز، مضيفًا: نتفليكس عادت إلينا بفيلم عربي اسمه أصحاب ولا أعز، هم بيستخدوا سلاح جديد في الاحتلال وهو السينما والإعلام والتلفزيون، فكان بيسرسب أفكار عبادة الحرية عن طريق الأفلام الأجنبي ومسلسلات مشهورة وذلك بسب ومن غير سبب، وفي الأول كان بيقدم الزنا وكنا بنقول يع يع لكن مع الزمن تعودنا عليه بعد كدا يقدم  شوية شذوذ فالناس تاخد عليها وتمشي الدنيا بعد كدا شوية  بيدوفيليا وتبدأ الناس تتعود.

واختتم: الحرام نستغفر الله منه ونقاطعه مش نعيش معاها حتى يتغلغل في نفوسنا ويبقى احنا يا متعاطفين معاه، مع الحرام يا من أهل الحرام، مضيفًا: فالخسف الجديد هيبقى خسف بدين وأخلاق وعادات وتقاليد: فكل الناس هيخسف بيها الأرض إلا اللي بعد عن الحرام ورفضه فبلاش تتعاطف مع الحرام، فمرات سيدنا لوط لم تكن منعهم ولكن في العذاب كانت معاهم لأنها تعاطفت.

قضايا حساسة

تعد مسألة إطلاق الأحكام على الأعمال الفنية مسألة شديدة الحساسية والتعقيد، حيث تندرج بنا مابين تقييد حرية الإبداع ومصادرة الفن من جهة، ومابين التخوف من قبول عادات وتقاليد ورسائل مبطنة تتسرب إلى مجتمعات مغايرة تماما لما يحويه الفيلم من ثقافة، وعند الحديث عن "صحاب ولا أعز" على وجه الخصوص تتبدى لنا إشكالية أن الفيلم الأصلي المقتبس منه النسخة العربي، هو "إيطالي" بالأساس ويليق به مناقشة مسائل كالعلاقات المفتوحة والشذوذ وخلافه.

 

لذا فإن السلاح الفعال في هذه الحالة يكون عبر إعمال أكبر قدر من توسيع دوائر الوعي وتحصين العقول والأخلاق، من خلال الاستفادة من الجدل والدائر والنقاش المحتدم، في أن يكون لدينا أجيالا قادرة على التعاطي مع القضايا الشائكة دون التقليد الأعمى لها، وإنما معرفة مايفيد وما يضر منها، دون تجريح أو مصادرة أو ذعر زائد، ودون تقبل غير مبرر لثقافات وعادات مغايرة ودخيلة.

تابع موقع تحيا مصر علي