عاجل
الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

لبنان أم إسرائيل.. من المستفيد الأكبر من اتفاق ترسيم الحدود البحرية؟

اتفاق ترسيم الحدود
اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

بعد الانفراجة فى أزمة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و إسرائيل، والترحيب الدولى بوصول كلا الدولتين إلى اتفاق يخدم المصالح الأمنية والاقتصادية لهما، ظهر عدد من التساؤلات ضمنها أهمية هذا الاتفاق فهل لبنان المستفيد الأكبر أم إسرائيل ؟ ولماذا الجيش اللبناني  لم يشارك فى اتفاق ترسيم الحدود البحرية؟

تحيا مصر

اتفاق يأتي تزامناً مع انتخابات تشهدها لبنان و إسرائيل فى ذات الوقت، إذ فشل البرلمان اللبناني للمرة الرابعة فى اختيار رئيس للجمهورية اللبنانية بعد ميشال عون والتى  ستنتهى ولايته فى نهاية الشهر الجاري، وتخوفات من شبح الفراغ السياسي يخيم من جديد على المشهد اللبنانى، وعلى الجانب الإسرائيلى فإنه من المقرر أن تبدأ عملية التصويت فى الانتخابات يوم الثلاثاء المقبل وخاضت إسرائيل  فى خلال 3 سنوات انتخابات للمرة الخامسة، وسط استطلاعات رأي أجرتها عدد من القنوات العبرية بإمكانية فوز زعيم المعارضة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الانتخابات على خصمه رئيس الوزراء الحالى يائير لابيد. 

نتنياهو يهدد بنسف الاتفاق 

وفى حال فوز نتنياهو فى الانتخابات فإن ذلك قد ينعكس على اتفاق ترسيم الحدود مع الجانب اللبناني حيث سبق وأنتقد زعيم المعارضة الإسرائيلى هذا الاتفاق قائلاً بأن يائير لابيد استسلم بشكل مخزي لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران وأكد انه فى حال فوزه فى الانتخابات سينسحب من الاتفاق. 

لابيد يلوح بالتطبيع المصطنع

وبعد أن وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد على الاتفاق الخميس الماضي سارع بقوله :" أن هذا الاتفاق بمثابة اعتراف من قبل لبنان بدولة إسرائيل"، ليرد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فى تصريح نشر على موقع "ميادين" أن هذا لايمثل تطبيع مع الجانب الإسرائيلى ولم يكن هناك تمثيل من الجانب اللبناني حاضر بشكل مباشر مع الجانب الإسرائيلى. 

فى حين وصف الوسيط الأمريكي آموس هوكاشتاين الاتفاق بالتاريخي، بينما أكدت الرئاسة اللبنانية على أن الاتفاق يحفظ حقوق الشعب اللبناني، لكن يبقى السؤال من المستفيد الأكبر من الاتفاق؟ 

من المستفاد من اتفاق ترسيم الحدود البحرية ؟

تعود جذور الأزمة عندما قامت لبنان فى عام 2011 بإرسال للأمم المتحدة إحداثيات حدوده البحرية معتمداً على الخط رقم 23 وهى مساحة بحرية تقدر نحو 860 كلم لكن بعد ذلك عدل من مطالبه  لتشتمل أجزاء من حقل كاريش الذي بات ملك لإسرائيل، لكن بعد رفض إسرائيل المطلب اللبناني عدلت بيروت من مطالبته بالخط  29  الذي يمر عبر حقل كاريش مقابل الحصول على حقل قانا كاملا. 

ووفق الاحصائيات فإن حقل كاريش يحتوي على 1.75 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى ونحو 61 مليون برميل نفط، ومن المتوقع أن يتيح انتاج حقل كاريش لإسرائيل لزيادة صادراتها من الغاز إلى أوروبا، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى يائير لابيد صرح فى وقت سابق بأن بلاده ستصدر الغاز إلى أوروبا بديل عن الغاز الروسي.

فى حين حقل "قانا" الذي حصلت عليه لبنان فإنه سيتم تحديد حجم احتياطات الغاز الطبيعى به وهناك احتمالية لعدم وجود احتياطات فى ذلك الحقل وقد يتطلب سنوات لإستخراج النفط.

وحول سببب عدم مشاركة الجيش اللبناني فى الاتفاق يقول الباحث اللبناني على يحي فى تصريحات خاصة لموقع تحيا مصر  أن:"  بعض الأطراف اللبنانية تهتم بشكليات من أجل إثارة إشكاليات بعيدا عن الاحتفاء بما تحقق والبناء عليه وقد أثير فى هذا السياق منها موضوع غياب ممثل من الجيش اللبناني فى الناقورة، وهو الذي قاد المفاوضات التقنية بطلب من السلطة السياسية، وبما أن المحادثات الناقورة لا تتضمن محادثات تقنية، ولا توقيع اتفاقية بل مجرد نقل الرسالة الموقعة للجانب اللبناني إلى المبعوث الأمريكي والأمم المتحدة لإعتمادها كوثيقة رسمية فلم يكن هناك ممثل من الجيش اللبناني.

تابع موقع تحيا مصر علي