عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائبة سماء سليمان: مصر استثمرت سياستها الخارجية المتوازنة لتقليل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية

 الدكتورة سماء سليمان
الدكتورة سماء سليمان

أشارت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ وامينة الشؤون السياسية بحزب حماة الوطن، في الورقة البحثية بعنوان السياسة الخارجية المصرية المتوازنة واستثمارها لتقليل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي قدمتها في المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشؤون الخارجية بعنوان تداعيات الحرب في اوكرانيا علي الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط ومصر. 

تحيا مصر

الموقف الذي اتخذته مصر تجاه الحرب الروسية الأوكرانية

وأوضحت الدكتورة سماء سليمان، أن الموقف الذي اتخذته مصر تجاه الحرب الروسية الأوكرانية والذي اتسم بالحياد كان له بالغ الآثر في تقليل تداعيات الحرب على مصر خاصة أن هذه الأزمة التى تسببت فى ارتفاع مستويات التضخم العالمية وحالة من الكساد التجارى وأزمة فى سلاسل الإمداد، وكان من الطبيعي أن تتأثر مصر بكل هذه الارتفاعات وتلك الموجات التضخمية المتلاحقة في العالم، فنحو 35% من التضخم في مصر يرد من الخارج تأثرا بتلك الموجات.

وقد اشارت الدكتورة سماء سليمان الي ان التحركات السياسية المصرية لمواجهة الأزمة من خلال خطوات ثلاث وهي:

أولا: وضع الحلول الاستباقية للأزمة من خلال سيناريوهات متوقعة للأزمة الدولية.

ثانيا: استثمار مصر السياسة الخارجية المتوازنة مع دول العالم للتقليل من تداعيات الأزمة .

ثالثا: البحث عن فرص في العلاقات الثنائية للبحث عن بدائل لحل القضايا الاقتصادية الناجمة عن الأزمة.

وقد نوهت الدكتورة سماء سليمان الي أن موقف مصر تجاه الحرب الروسية اللأوكرانية اتسم بالحياد متذ البداية وقد سعت مصر إلى تحقيق التوازن في علاقتها الدولية في ضوء تحديات وضغوط الحرب، كما رفضت توظيف العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، كما دعت لاجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث الازمة وارسال وفد للوساطة وللجوء للحل السلمي، فضلا عن أنها صوتت بالادانة ضد التدخل الروسي في اوكرانيا.

حضور القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة

واضافت أن مصر سعت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014 في انتهاج نهج متوازن يتسم بالمرونة تجاه القوى الكبرى والاقليمية فضلا عن فتح علاقات مع دول جديدة لم يتم زيارتها من قبل رئيس الدولة في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وأشارت الي ان الرئيس انتهج سياسة خارجية نشطة على مدار ثمان سنوات، احتلت فيها الدائرة العربية مركز الصدارة فى زيارات الرئيس الخارجية خلال الأعوام الثمانية، حيث بلغت أكثر من 43 زيارة، فيما احتلت القارة الأوروبية المركز الثانى بواقع أكثر 40 زيارة بينما احتلت الدائرة الإفريقية المركز الثالث بواقع أكثر من 30 زيارة، بينما بلغت زيارات الرئيس لدول آسيا نحو 19 زيارة، فيما زار الرئيس السيسى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 9 مرات خلال ثمانية أعوام 6 زيارات منها لمدينة نيويورك للمشاركة فى الاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة بها، وثلاث زيارات للعاصمة الأمريكية واشنطن، من بينهم آخر زيارة لحضور القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، هذا بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع قادة ومسئولين دوليين- عربًا وأجانب- داخل جمهورية مصر العربية خلال الفترة (يونيو 2014 - يونيو 2022) بلغ أكثر من (1083) لقاءً منها 253 لقاءً قمة مع الملوك والرؤساء.

وضع الحلول الاستباقية للأزمة من خلال سيناريوهات متوقعة للأزمة الدولية

كما بلغ عدد زيارات الرئيس السيسى وجولاته الخارجية خلال هذا عام 2022 أكثر من (13) زيارة خارجية شملت (10) دول فى قارتين هما (أوروبا - آسيا «المنطقة العربية»)، وهذه الدول حسب الترتيب الزمنى للزيارة هى (العراق - المجر - اليونان - بريطانيا - فرنسا - الإمارات - الصين - بلجيكا - الكويت - السعودية).

وقد اوضحت ان مصر سعت لوضع الحلول الاستباقية للأزمة من خلال سيناريوهات متوقعة للأزمة الدولية، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بإعداد تصورات للسيناريوهات المختلفة للتعامل مع تداعيات هذه الأزمة، واتخاذ إجراءات تستهدف التخفيف من آثارها السلبية على المواطن والإقتصاد المصري.

وبالفعل وضعت الحكومة 3 سيناريوهات لأزمة الحرب الروسية على أوكرانيا فيما يتعلق بالتأثيرات الاقتصادية الناتجة عنها، السيناريو الأول: استمرار الحرب حتى نهاية الصيف، وسيناريو الثاني: استمرار الحرب عام آخر، والسيناريو الثالث وهو المتشائم: استمرار الحرب لأجل غير معلوم. 

ويمكن القول أن الحكومة بدأت العمل منذ عامين مع أزمة جائحة كورونا على زيادة قدرة الاقتصاد المصرى على امتصاص الصدمات وزيادة الوزن النسبى لعدد من القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة والتكنولوجيا، وتحفيز زيادة وزن الاقتصاد الأخضر والحوكمة.

استثمار مصر السياسة الخارجية المتوازنة

وعن كيفية استثمار مصر السياسة الخارجية المتوازنة مع دول العالم للتقليل من تداعيات الأزمة:

اشارت الدكتورة سماء سليمان الي ان مصر واجهت أزمة المصريين العالقين في أوكرانيا من خلال التعامل مع دول الجوار الجغرافي والتي تربطها بمصر بعلاقات جيدة وقد زار معظمها السيد الرئيس مما ساعد علي تنظيم رحلتين لإجلاء المصريين العالقين من رومانيا إلى مصر و 3 رحلات من النمسا و 3 رحلات  من المجر  و 3 رحلات  من بولندا، ورحلة واحدة من سلوفاكيا. 

واشارت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ الي ان مصر في حل أزمة توريد القمح لمصر توجهت مصر للاستيراد عام ٢٠٢١ قبل الازمة من كل من  الصين وكوريا الجنوبية والمالديف وذلك في اطار تعزيز مصر للعلاقات الخارجية مع الدول الآسيوية، وفي نهاية عام ٢٠٢٢ اتجهت القاهر إلى توفير 22 منشأ معتمد لاستيراد القمح، بجانب روسيا وأوكرانيا مثل فرنسا وألمانيا وكازاخستان والولايات المتحدة، وكانت لاتفيا أحدث إضافة في نوفمبر ٢٠٢٢، والهند أخرها، فيما تجرى دراسات منذ عام مضى في دولتي باكستان والمكسيك من أجل اعتمادهما كمناشئ جديدة لاستيراد القمح.

فاعلية نشاط وزارة الخارجية على صعيد العلاقات المصرية الأوروبية

وقد نوهت الدكتورة سماء سليمان الي تراجع ترتيب أوكرانيا الي المرتبة الرابعة للاستيراد وجاءت قبلها بالفعل كل من فرنسا ورومانيا، (التي زارها الرئيس في جولته الآسيوية الأخيرة في شهر فبراير 2023  للهند وأذربيجان ثم رومانيا) وكذلك ألمانيا، وهذا ترجمة للعلاقات القوية التي اتسمت بها العلاقات المصرية - الأوروبية بجانب قوى من التعاون والتفاهمات خاصة فى ذلك الوقت التى تمر به القارة الأوروبية والعالم الغربى بتوترات قوية على آثر الحرب الروسية الأوكرانية.

واشارت الي فاعلية نشاط وزارة الخارجية على صعيد العلاقات المصرية الأوروبية الأمر الذي ساعد في سهولة استيراد القمح من الدول الأوروبية.

واوضحت ان مصر اتجهت للبحث عن فرص في العلاقات الثنائية للبحث عن بدائل لحل القضايا الاقتصادية الناجمة عن الأزمة، ففي مجال السياحة شهدت رواجا وخاصة من قبل السياح من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والذين يمثلون الجزء الأكبر في الوقت الحالي، ويعود ذلك إلى الجهود التي بذلت من الدولة للترويج للسياحة في مصر خاصة مع التغيرات المناخية في الدول الأوروبية فضلا عن رخص تكلفة الرحلات إلى مصر في فصل الشتاء، بالاضافة إلى عدم اعتراض حكومات هذه الدول لمواطنيها للتوجه لمصر لما تتسم به من أمن واستقرار فضلا على قوة العلاقات بين مصر وهذه الدول التي شهدت زيارات متبادلة وظهرت جلية في الحضور في مؤتمر المناخ وكذلك في التنسيق في الحرب الروسية الأوكرانية.

اما في مجال الغاز فقد حققت مصر زيادة في قيمة الصادرات من الغاز الطبيعي والمسال لتصل إلى 8.5 مليارات دولار خلال العام المالي 2021/2022، كما تضاعف إنتاج الغاز ليسجل 69.2 مليار متر مكعب خلال العام المالي الماضي.

وقد وجهت الجزء الأكبر من صادراتها إلى الدول الأوروبية من بينها فرنسا وإيطاليا لتعويض نقص الغاز الروسي.

وتتميز علاقات مصر بفرنسا بأنها علاقات استراتيجية وتوافق في العديد من القضايا الاقليمية والدولية، فضلا عن ما شهدته العلاقات المصرية الايطالية من تطور كبير انعكس في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية منها.

اما في مجال تصدير الاسمدة، اوضحت الدكتورة سماء سليمان ان  مصر  استطاعت ان تحل مكان روسيا كمصدر للأسمدة إلى الأسواق الأوروبية بقيمة صادرات 1.5 مليار يورو، وقد بلغت قيمة الزيادة في صادرات الأسمدة 187.5%، وقد تصدرت فرنسا قائمة كبار المستوردين تلتها إيطاليا ثم اسبانيا ثم اليونان، وهذه الدول لمصر علاقات قوية بها مما اتاح لمصر الفرصة للاستفادة من هذه الأزمة العالمية.

وأكدت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ أن مصر استطاعت أن تستثمر سياستها الخارجية المتوازنة لتقليل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية سواء في حل أزمة المصريين العالقين في أوكرانيا من خلال تعاون دول الجوار مع مصر بسبب العلاقات القوية مع هذه الدول فضلا عن حل أزمة استيراد القمح وتوفير دول بديلة من آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، بالاضافة إلى البحث عن فرص جديدة في مجالي السياحة والغاز والاسمدة اعتمادا على علاقات قوية واستراتيجية مع العديد من دول العالم.

تابع موقع تحيا مصر علي