عاجل
الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الأوقاف تبين فضائل «صلة الرحم» في ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين

ملتقى الفكر الإسلامي
ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين

تواصل وزارة الأوقاف، دورها المتميز في نشر الفكر التنويري والتثقيفي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وذلك من خلال عقد ندوات جديدة من «ملتقى الفكر الإسلامي» بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين - رضي الله عنه -.

تحيا مصر

ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين

ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين

وجاء «ملتقى الفكر الإسلامي» بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين - رضي الله عنه -، تحت عنوان: «صلة الرحم»، وحاضر فيها الدكتور أحمد على سليمان، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أحمد مكي، إمام وخطيب مسجد سيدنا الإمام الحسين - رضي الله عنه -، والقارئ الشيخ أحمد أبو فيوض، قارئًا، والمبتهل الشيخ محمد الحسن الصعيدي، مبتهلًا.

وحضر الملتقي الدكتور سعيد حامد، مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمود خليل، وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ عبد الفتاح عبد القادر جمعة، مدير عام الإدارة العامة للإعلام والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي حسن الشاذلي، المذيع بقناة النيل الثقافية.

ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين

صلة الأرحام قيمة عظيمة حث عليها الإسلام

وأكد الدكتور أحمد على سليمان، أن صلة الأرحام قيمة عظيمة من القيم التي حث عليها الإسلام، ليعيش المجتمع كله في أمن وأمان وسلم وسلام، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)».

مضيفًا، أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل صلة الرحم من علامات الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»،كما أوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل صلة الأرحام من أسباب دخول الجنة، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «أيُّها الناسُ أفشوا السلامَ وأطعِموا الطعامَ وصِلُوا الأرحامَ وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ تدخلوا الجنةَ بسلامٍ».

وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الله سبحانه جعل صلة الأرحام من الوصايا والواجبات العشر في سورة الأنعام حيث يقول سبحانه: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا».

الدكتور أحمد على سليمان - عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

صلة الأرحام لها فوائد عظيمة

وأشار الدكتور أحمد على سليمان، إلى أن لصلة الأرحام فوائد عظيمة، وآثارًا جليلة تجعل المجتمع قويًا، ومتماسكًا، ومترابطًا، ونسيجًا واحدًا، كما أن صلة الأرحام معلم من معالم المسلمين، حيث وصفهم الله تعالى بقوله: «أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ»، محذرًا من أن قطيعة الرحم جريمة كبرى و فساد عظيم قال تعالى: «وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»، وقطيعة الرحم تجعل الإنسان بعيدًا عن رحمة الله حيث يقول نبينا صلى الله علي وسلم: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِم».

الدكتور أحمد مكي - إمام وخطيب مسجد سيدنا الإمام الحسين 

صلة الرحم من أسباب دخول الجنة

ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد مكي، أنه لا يعرف قدر صلة الرحم إلا من سلم الله قلبه وزكى نفسه، مشيرًا أن صلة الرحم من أسباب دخول الجنة، حيث سئل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ»، وفي دعوة صريحة لتفقد الأهل، وتعاهد الأقارب وأولي الأرحام، أمر الله سبحانه بإعطائهم من الحقوق الواجبة لهم على أقاربهم الأغنياء، من بر وصدقة.

قَال اللَّهِ تعالى: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ»، وَقَالَ جل وعلا: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، فَأَوْجَبَ الله تَعَالَى حَقَا لذَوي الْقُرْبَى والأرحام، وَافْتَرَضَ الإِحْسَانَ إليهم، وما أعظم أن يَتفقَّدَ الإنسان المؤمن أهله وأقاربه وبخاصة في العيد.

وأضاف إمام مسجد الإمام الحسين، أنه ينبغي على كل منا أن يبادر اليوم بصلة رحمه، وأن الواصل الحقيقي هو من يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويحسن إلى من أساء إليه، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»، وعَنْ سيدنا أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِني، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَىَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَىَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صلة الأرحام، وبين أنها تطيل العمر، وتوسع الرزق، وتزيد التماسك والترابط المجتمعي، وترسخ قيم المحبة والمودة والعيش المشترك بين البشر جميعًا، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، مبينًا أن صلة الرحم لها أبواب خير كثيرة: فتكون بزيارة الأهل، وبالكلمة الطيبة، والابتسامة مما يزيد في الألفة ويقوي المحبة والتراحم والتكافل بين ذوي الرحم والقرابة، وأنه لا بد من بث روح التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع.

تابع موقع تحيا مصر علي