عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

دار الإفتاء توضح حكم الجهر بالذكر بعد الصلاة

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول السائل فيه: ما حكم الجهر بالذكر بعد الصلاة حيث إنَّ هناك من يقول: إنَّ هذا بدعة؟

حكم الجهر بالذكر بعد الصلاة

وقالت دار الإفتاء: إن مسألةُ الجهرِ بختام الصلاة والإسرار به، الأمر فيها واسعٌ، والخلاف فيها قريب، وقد ورد الأمر الربَّانيّ في الذكر عقب الصلاة مطلقًا في قوله تعالى: «فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا ٱللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ» (النساء: 103)، والمُطْلَق يُؤْخَذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يُقَيّده في الشرع.

وأضافت دار الإفتاء، أنه قد ورد في السنة ما يدلّ على الجهر بالذكر عقب الصلاة؛ فروى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف النَّاسُ من المكتوبة كان على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ»، وفي لفظ: «كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بِالتَّكْبِيرِ».

مشروعية الجهر بالذكر بعد الصلاة

وأوضحت دار الإفتاء، أن مَنْ أخذَ من العلماء بظاهر النصوص السابقة قال بمشروعية الجهر بالذكر بعد الصلاة، ومَنْ تأوّله على التعليم رأى أن الإسرار بالذكر أولى، مع اتفاق الجميع على جواز كلَا الأمرين.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أن خيرُ ما يُقَال في هذا المقام ما قاله صاحب (حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح)، في الجمع بين الأحاديث وأقوال العلماء الذين اختلفوا في المفاضلة بين الإسرار بالذكر والدعاء والجهر بهما؛ حيث قال في الصفحة 318: «إنَّ ذلك يختلفُ بحسب الأشخاص والأحوال والأوقات والأغراض، فمتى خافَ الرّياء أو تأذى به أحد كان الإسرار أفضل، ومتى فُقِد ما ذُكِر كان الجهر أفضل».

الصواب ترك الناس على سجاياهم

وشددت دار الإفتاء، على أنه يجبُ على المسلمين أن لا يجعلوا مسألة الجهر بالذكر بعد الصلاة من عدمه مثارَ فرقة وخلاف بينهم، فإنَّه لا إنكار في مسائل الخلاف، والصواب في ذلك أيضًا ترك الناس على سجاياهم؛ فمَنْ شاء جهر ومَنْ شاء أسرّ؛ لأنَّ أمرَ الذكر على السعة، والعبرة فيه حيث يجد المسلم قلبه.

تابع موقع تحيا مصر علي