عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل الاغتسال قبل الإحرام بالحج أو العمرة «واجب»؟.. دار الإفتاء توضح

الإحرام بالحج والعمرة
الإحرام بالحج والعمرة

قالت دار الإفتاء المصرية: إن المراد بالإحرام عند جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، هو: نيَّة الدخول في مناسك الحج أو العمرة، ويتحقق عند الحنفيَّة وبعض فقهاء المالكية بأن يقترن الذكرُ أو التلبيةُ بالنية.

حكم الاغتسال قبل الإحرام بالحج أو العمرة

وأكدت دار الإفتاء، في معرض ردها على سؤال، يقول السائل فيه: هل يجب على المسلم أن يغتسل قبل إحرامه بالحج أو العمرة؟ أن من السنن المستحبة قبل الإحرام: الاغتسال؛ لما روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «"تَجَرَّدَ لِإِهْلَالِهِ وَاغْتَسَلَ». أخرجه الدارمي، والترمذي، والدارقطني، والبيهقي في (السنن).

وقد أجمع الفقهاء على أنَّ الغسل للإحرام غير واجب شرعًا، وروي عن الحسن البصري أنه قال: «على المحرم إذا نسي الغسل عند إحرامه أن يغتسل إذا ذكره»؛ قال الإمام ابن المنذر في (الإشراف): «وأجمعوا على أن الاغتسال للإحرام غير واجب، إلا ما روي عن الحسن البصري؛ فإنه قال: إذا نسي الغسل عند إحرامه يغتسل إذا ذكر، وقد اختلف فيه عطاء وقال مرةً: يكفي منه الوضوء، وقال مرةً غير ذلك».

مناقشة رأي الحسن البصري

وأوضحت دار الإفتاء، أن كلام الإمام الحسن البصري، قد يحمل على أن المراد منه استحباب الغسل، وقد يراد به الوجوب؛ فإن حُمِلَ كلامه على الاستحباب وهو الأوجه: فيكون موافقًا للعلماء في عدم الوجوب، وإن أراد به الوجوب: فيكون مخالفًا لهم.

قال العلامة العمراني في (البيان): «وقال الحسن البصري: إذا نسي الغسل عند إحرامه.. اغتسل إذا ذكره. فإن أراد: أن ذلك مستحب.. فهو وفاق، وإن أراد: أنه واجب.. فالدليل عليه: أنه لو كان واجبًا.. لما أمر به من لا يصح منه الغسل، وهو الحائض والنفساء كغسل الجنابة، ولأنه غسل لأمر مستقبل، فلم يكن واجبًا؛ كغسل الجمعة والعيدين». وهو ما نص عليه العلامة الريمي في (المعاني البديعة).

الاغتسال للإحرام ليس بواجب

وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه كما أجمع العلماء على أن الاغتسال للإحرام ليس بواجب؛ فإنهم اتفقوا على استحبابه؛ قال الإمام النووي الشافعي في (المجموع): «اتفق العلماء على أنه يستحب الغسل عند إرادة الإحرام بحج أو عمرة أو بهما؛ سواء كان إحرامه من الميقات الشرعي أو غيره». وهو ما نص عليه شمس الأئمة السرخسي الحنفي في (المبسوط)، والإمام ابن رشد المالكي في (بداية المجتهد)، والإمام ابن قدامة الحنبلي في (المغني).

وبينت دار الإفتاء، أن مقصود الاغتسال عند الإحرام: هو الطهارة والنزاهة والنظافة الحسية، والاعتناء بالبدن ظاهرًا؛ ليتهيأ مريد الحج بالطهارة الحسية إلى الطهارة الباطنية، وبدايتها بالإحرام الذي هو النية للدخول في أعمال الحج والعمرة، ومن ثَمَّ فإذا أحرم الإنسان كانت البداية لتحصيل الطهارة القلبية والمغفرة العامة من رب البرية.

تابع موقع تحيا مصر علي