عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

علي جمعة: السنة النبوية وحي من الله.. وهي بيان للقرآن الكريم

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار علماء الأزهر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن السنة النبوية وحي من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم الذي يتبع ما يوحى إليه في جميع أفعاله وأقواله‏،‏ قال الله تبارك وتعالى في أصل رسالة نبيه‏:‏ «إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ» (الأحقاف:9).

السنة النبوية ضرورية للوصول إلى الفهم الصحيح

وأكد مفتي الجمهورية السابق، أن كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من فعل أو قول هو شرح وتوضيح لما أنزله الله عز وجل، وقال الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب): إن الرسول هو المبين لكل ما أنزله الله تعالى على المكلفين.

وقد كان الصحابة إذا أشكل عليهم شيء من كتاب الله عز وجل يرجعون إليه صلى الله عليه وسلم فيبين لهم ما خفي عنهم، ويفصل لهم ما أجمل فيه، لذلك أضحت السنة النبوية ضرورية للوصول إلى الفهم الصحيح والتدبر السليم لآيات القرآن الحكيم.

كل ما حكم به الرسول هو مما فهمه من القرآن

وأشار عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إلى أن هذه الشروح والأحكام التي بينها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما هي من وحي الله عز وجل كما قال تعالى: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» (النحل:44)، ولذلك قال الإمام الشافعي: كل ما حكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن.

وقال الإمام جلال الدين السيوطي، في كتابه (الإتقان في علوم القرآن): من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن، فما أجمل منه في مكان فقد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر منه، ثم قال: فإن أعياه ذلك طلبه من السنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له.

السنة النبوية هي بيان للقرآن الكريم

وتابع رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: ومن هنا أيضا أكد الإمام الشاطبي رحمه الله أن السنة على كثرتها وكثرة مسائلها إنما هي بيان للكتاب، قال في كتاب (الموافقات): لا ينبغي في الاستنباط من القرآن الاقتصار عليه دون النظر في شرحه وبيانه وهو السنة، لأنه إذا كان كليا، وفيه أمور كلية، كما في شأن الصلاة والزكاة والحج والصوم ونحوها فلا محيص من النظر في بيانه.

والتفسير النبوي للقرآن الكريم هو كل ما ذكره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسيرا وافيا لما في القرآن؛ من بيان لمجمل، أو توضيح لمشكل، أو تقييد لمطلق، أو إفهام لمعنى كلمة أو شرح جملة، أو زيادة حكم فهمه من القرآن.

قال الإمام القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): البيان منه صلى الله عليه وآله وسلم على ضربين: بيان لمجمل في الكتاب كبيانه للصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر أحكامها، وكبيانه مقدار الزكاة ووقتها، أما النوع الآخر فهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وتحريم الحمر الأهلية.

ومن الأمثلة الواضحة لبيان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت آية: «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» (البقرة: 187)، عمد عدي بن حاتم رضي الله عنه إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض؛ فجعلهما تحت وسادته، فجعل ينظر في الليل فلا يستبين له، فغدا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر له ذلك؛ فقال: «إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار» (رواه البخاري).

تابع موقع تحيا مصر علي