عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

خاص| الجابون والنيجر.. هل ينتهي النفوذ الفرنسي في القارة السمراء؟

رئيس الجابون على
رئيس الجابون على بونجو

خلال الآونة الأخيرة شهدت عدد من الدول الإفريقية عدد من التطورات الدراماتيكية أثارت حالة من التخوفات لدى الدول الغربية وإن كانت فرنسا الأكثر المتخوفين من ذلك ، فقبل أن تهدئ أزمة النيجر التى اندلعت فى 26 يوليو الماضي بعد أن قام مجموعة من الحرس الجمهوري بإلإطاحة بالرئيس محمد بازوم  من الحكم وسط إدانات دولية وإفريقية وتهديدات بالتدخل العسكري لإنهاء أزمة النيجر وعودة الاستقرار إلى البلاد، اندلعت أزمة جديدة فى القارة السمراء في سيناريو شبيه بما حدث فى النيجر، إذا قام مجموعة من كبار الضباط فى الجيش الجابوني بالإطاحة بالرئيس على بونجو من الحكم بعد فوزه بولاية ثالثة فى الانتخابات الرئاسية. 

تحيا مصر 

فرنسا أكبر الدول المتضررة من الانقلابات التى تعصف بإفريقيا

وبمتابعة المشهد فى الداخل الجابوني توالت ردود الفعل الدولية تجاه تعاملها مع الإطاحة بالرئيس بونجو فحين كانت النبرة الأميركية والاتحاد الأوروبي كانت بها قدر من الدبلوماسية وليست هجومية أو تحمل في طياتها تهديدات، فكانت فرنسا تغرد خارج السرب وتعاملت بشكل عام ما يحدث فى النيجر والجابون بشكل فيه من  حدة و التهديد والوعيد ليس خوفاً على ديمقراطية الدولتين أو (تدنيسها) بالانقلابات وإنما خوفاً على مصالحها، وتعاملت مع الدولتين على انها جزء لا يتجزأ من فرنسا وتهديد لمصالحها، وكأنهما لايزال مستعمرات فرنسية. ففرنسا أحد أكبر الدول المتضررة من الانقلابات التى تعصف بعدد من الدول الإفريقية.

ففرنسا لديها 3 قواعد عسكرية ويوجد فيها 1500 جندي فى النيجر، كما أنها تعتمد على النيجر في الحصول على 35 % من احتياجاتها من اليورانيوم لعمل محطاتها النووية وتساعدها في توليد 70 من الكهرباء.

وفى الجابون توظف شركة "إيراميت" الفرنسية 8000 شخص في الدولة الغنية بالنفط في وسط أفريقيا ويستخرج فرعها المحلي خام المنغنيز، وهو معدن يستخدم في صناعة الصلب والبطاريات، من مناجم مواندا، أكبر مناجم المنغنيز في العالم.

وتعد الجابون ثاني أكبر منتج للمنجنيز في العالم بعد جنوب أفريقيا، وتستخرج شركة كوميلوغ الفرنسية 90 % المنجنيز الموجود في الجابون

وتوجود شركة الطاقة العملاقة توتال إنيرجي منذ عام 1928 في الجابون، وهي رابع أكبر منتج للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وعضو في منظمة أوبك. وتدير توتال إنيرجي سبعة مواقع لاستخراج النفط في الجابون بالإضافة إلى شبكة من بضع عشرات من محطات الوقود، واستثمرت العام الماضي في قطاع الغابات في الجابون.

الجابون.. الدول الغنية بالموارد الفقيرة بشعبها

فالجابون الدولة التي تقع في وسط أفريقيا، غنية بالموارد الطبيعية، وتعتبر رابع أكبر منتج للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء، وعضواً فاعلاً في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك

فبحسب البيانات المنظمة، فإن الجابون تعتبر منتجاً للنفط ومصدراً صافياً له وأصبحت البلاد عضواً كامل العضوية في "أوبك" عام 1975، لكنها أنهت عضويتها عام 1995. وانضمت مرة أخرى إلى المنظمة في 1 يوليو 2016                                                                                                                     

وتنتج البلاد التي لا يزيد عدد سكانها على 2.14 مليون شخص، نحو 181 ألف برميل من النفط يومياً، ولديها احتياطيات نفطية تقدر بملياري برميل. وبالإضافة إلى النفط، فإن البلاد تمتلك وفرة من المواد الأولية، مثل المغنيسيوم.

وفي عام 2020 شكل قطاع النفط 38.5% من الناتج المحلي الإجمالي، و70.5% من الصادرات، كما أشارت التوقعات إلى أن الجابون كانت بصدد تحقيق نمو بنسبة 3.4% قبل كورونا، ولكن اقتصادها انكمش 1.8% في عام 2020 بفعل الإجراءات التقييدية المعتمدة لمكافحة وباء كورونا ومعالجة انخفاض أسعار النفط عام 2020

رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية: ما يحدث فى إفريقيا جزء من مباراة استراتيجية دولية كبرى بين روسيا والغرب 

وحول تأثير ما يحدث فى الجابون على فرنسا يقول د. سمير غطاس  رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" الدول الأفريقية التى تعرضت للانقلاب تحكم بطريقة تبدد مواردها لمصالح فرنسا التى تحافظ على تواجدها داخل الدول الإفريقية باسم (الديمقراطية)". 

وأضاف رئيس منتدي الشرق الأوسط أن:" هذه الدول تتمتع بموارد طبيعية غنية، رغم أنها تعاني من فقر شديد". 

وأوضح:" أعتقد أن ما يحدث فى المنطقة الإفريقية جزء من مباراة استراتيجية دولية كبرى بين روسيا والدول الغربية وحلف الناتو". 

وحول تأثير ما يحدث فى إفريقيا على النفوذ الفرنسي فى القارة السمراء يقول د. غطاس أن:" ذلك لن يؤثر ينهى النفوذ الفرنسي فى الوقت الحالي.. ففرنسا متغلغة فى القارة الإفريقية سواء فيما يتعلق بالثقافة واللغة أو مصالحها فى هذه الدول، لكن بشكل عام أن هذه الانقلابات التى تشهدها عدد من الدول الإفريقية هي ضربة قوية على المصالح الفرنسية"، مضيفاً:" سيكون هذه التغيرات التى تشهدها عدد من الدول الإفريقية التى  تعتمد فرنسا على مواردها تأثير كبير على الاقتصاد الفرنسي.. وقد نشهد هذه التأثيرات خلال الأيام القادمة".

رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية: أمريكا تحاول أن ترث النفوذ الفرنسي فى إفريقيا

وأشار رئيس منتدي الشرق الأوسط فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" إلى أن أمريكا تحاول أن ترث النفوذ الفرنسي فى إفريقيا"، لافتا إلى أنه خلال أزمة النيجر لم تستخدم (لهجة هجومية) ضد الانقلاب الذي حدث فى النيجر، وإنما العكس ففى ظل احتدام الأزمة أرسلت سفيرة أميركية جديدة إلى النيجر". 

كما أشار د. غطاس إلى أن روسيا تسعى إلى الحفاظ على علاقتها مع إفريقيا والتقارب إليها وكان ذلك واضحاً خلال (القمة الروسية – الإفريقية) التى انعقدت فى سان بطرسبرج، لافتا إلى أن روسيا تسعى ضرب المصالح الغربية فى إفريقيا وبشكل خاص فرنسا وذلك رداً على الدعم الغربي غير منقطع لأوكرانيا. 

تابع موقع تحيا مصر علي