عاجل
الأحد 16 يونيو 2024 الموافق 10 ذو الحجة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

العام الدراسي انتهى والطلاب لم يتسلموا التابلت!

النائب حسانين توفيق يكتب:
 


من أغرب وأعجب الأشياء أن عددًا ليس بالقليل من طلاب الصف الأول الثانوي في جميع محافظات الجمهورية سينتهون خلال أيام من أداء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني والعام، وهم لم يتسلموا التابلت من الأساس، وبالتبعية لم يتسلموا كتبًا دراسية ورقية باعتبار أن الكتب من ضمن محتويات التابلت، والمحصلة في النهاية أن لدينا طلابًا أمضوا عاما دراسيا كاملًا دون مناهج أو مقررات دراسية.

واندهشت للغاية من التصريحات المنشورة على لسان مصدر بوزارة التربية والتعليم، والتي يقر فيها بأن الوزارة لن تسلم التابلت لطلاب المدارس الخاصة، وأنها ستكتفى فقط بتوزيعه على طلاب المدارس الحكومية، وأن أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة هم من سيتولون شراء التابلت لأبنائهم.

هذه التصريحات تنطوي على مخالفة دستورية واضحة وتمييز بين الطلاب في نفس الصف الدراسي وإهدار لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب فلم يحدث من قبل أن طلبت الدولة من أولياء الأمور التكفل بنفقات الكتب المدرسية لمجرد أن أبناءهم يدرسون في مدارس خاصة.

إن عدم تسلم الطلاب للتابلت وتركهم هكذا بلا مناهج، هي مخالفة قانونية تستوجب المسائلة، حتى لو كان المتضرر منها طالب واحد فقط على مستوى الجمهورية، فما بالك بآلاف الطلاب؟

وهذا الوضع الغريب تسبب في ارتفاع أسعار الكتب الخارجية بشكل مبالغ فيه، بسبب أنها تحولت من وسيلة مساعدة للطلاب إلى الوسيلة الأساسية التي سيتم متابعة المنهج الدراسي والدروس من خلالها، وأيضا ثبت هذا الوضع الدروس الخصوصية والملازم والمذكرات الخاصة باعتبارها أمورًا أساسية ولا يمكن التخلي عنها لأى طالب.

وبدون أدنى شك فإن إدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية أمر مطلوب ومرغوب جدًا، ولا يمكن مواكبة المستقبل وتطوراته بدون هذه الأدوات لكن لا يمكن أبدًا القبول بأن تتحول هذه الأدوات من أداة مساعدة للطلاب إلى عبء يحرمهم من متابعة دروسهم ويثقل كاهل أولياء أمورهم بأعباء مادية لم تكن في الحسبان.

الأمر جد خطير وتجاهله وعدم خضوع المسؤول عنه للتحقيق إهمال جسيم غير مقبول ولا معنى له.

تابع موقع تحيا مصر علي