عاجل
الأربعاء 11 ديسمبر 2024 الموافق 10 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

22 ألف نازح يعبرون الحدود من لبنان إلى سوريا هربًا من التصعيد الإسرائيلي

22 ألف نازح يعبرون
22 ألف نازح يعبرون الحدود من لبنان إلى سوريا

أفادت مصادر أمنية سورية بأن أكثر من 22 ألف شخص، غالبيتهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان إلى سوريا منذ بداية الأسبوع الجاري، هربًا من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة في جنوب لبنان. وتزايدت وتيرة العبور بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، حيث تسببت الغارات الإسرائيلية في نزوح جماعي من المناطق الحدودية.

تزايد أعداد النازحين وتفاصيل حركة العبور

بحسب مصادر أمنية سورية، تم تسجيل عبور ما يزيد عن 6 آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري من معبر "جديدة يابوس" الحدودي في الفترة بين الاثنين وحتى صباح الخميس. هذا إلى جانب نحو ألف لبناني و500 سوري آخرين عبروا من معبر "جوسيه" منذ بدء التصعيد الإسرائيلي. تأتي هذه الموجة من النزوح في أعقاب الهجمات الجوية المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع يستخدمها حزب الله على الحدود اللبنانية السورية.

وصرح أحد المسؤولين الأمنيين أن هذه الأعداد غير مسبوقة منذ سنوات، إذ عادة ما يشهد المعبر حركة يومية اعتيادية للمسافرين، إلا أن هذا التدفق الحالي يشير إلى حالة طوارئ حقيقية، دفعت الأسر اللبنانية والسورية إلى الهروب بحثًا عن الأمان وسط تصاعد العنف.

القصف الإسرائيلي على البنية التحتية لحزب الله

في تصعيد عسكري جديد، أكد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أنه شن غارات جوية على بنى تحتية تستخدمها ميليشيا حزب الله على طول الحدود اللبنانية السورية. وجاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي: "مقاتلاتنا استهدفت بنى تحتية تستخدم لنقل أسلحة من سوريا إلى لبنان، والتي استخدمها حزب الله لشن هجمات على المدنيين الإسرائيليين".
 

وتأتي هذه الغارات ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، في محاولة لوقف تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى لبنان، والذي تقول إسرائيل إنه يهدد أمنها بشكل مباشر.

التحذيرات الدولية والدعوات لوقف التصعيد

على الصعيد الدولي، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك، يوم الخميس، إلى ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لاحتواء التصعيد ومنع توسع النزاع. وأشار البيان إلى أن استمرار القصف وتبادل الهجمات على الحدود منذ السابع من أكتوبر يهدد باندلاع صراع واسع النطاق قد يؤدي إلى كوارث إنسانية.

وأكد البيان أن الجهود الدولية، بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا، تسعى لتأمين وقف فوري لإطلاق النار من أجل السماح بعودة الهدوء واستئناف المفاوضات الدبلوماسية. وقد أيدت هذه الدعوة عدة دول منها أستراليا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان، إلى جانب دول الخليج مثل السعودية والإمارات وقطر.

التداعيات الإنسانية والاقتصادية للنازحين

مع تزايد أعداد النازحين إلى سوريا، تواجه المناطق الحدودية السورية تحديات إنسانية متفاقمة. فتدفق الآلاف يضغط على الموارد المحدودة والبنى التحتية التي أُرهقت بالفعل بسبب سنوات الحرب الأهلية في سوريا. ويحتاج النازحون إلى مساعدات إنسانية عاجلة تشمل المأوى والغذاء والخدمات الطبية.

كما أن المخاوف تزداد من أن يستمر هذا التدفق في ظل عدم وجود مؤشرات واضحة على انتهاء الأزمة العسكرية قريبًا. وفي هذا السياق، تعمل المنظمات الدولية على حشد الموارد لتقديم الدعم اللازم للنازحين، خاصة مع توقعات بزيادة العدد في الأيام المقبلة إذا استمر الوضع الأمني بالتدهور.

التصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي

يشكل استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل خطرًا كبيرًا على الاستقرار الإقليمي، إذ أن اندلاع حرب شاملة سيؤدي إلى تداعيات مدمرة تمتد آثارها لتشمل لبنان وسوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. ولذا تزداد أهمية الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى احتواء الأزمة وإعادة الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات قبل أن تتفاقم الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

تابع موقع تحيا مصر علي