عاجل
الأربعاء 04 ديسمبر 2024 الموافق 03 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إسرائيل ترد على تهديدات الحوثي بضربات جوية واسعة في اليمن

من الغارات الإسرائيلية
من الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة

قامت إسرائيل بشن هجمات جوية واسعة النطاق على مواقع حيوية في اليمن، من بينها محطة طاقة وميناء الحديدة، ردًا على الصواريخ التي أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل. الهجمات التي وصفتها تل أبيب بأنها "رسالة لإيران" تهدف إلى التأكيد على قدرة إسرائيل على استهداف عمق الأراضي الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة المدعومة من طهران، تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بعد مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله.

الضربات الجوية: إسرائيل تستهدف البنية التحتية الحوثية

شنّ الجيش الإسرائيلي يوم الأحد هجمات جوية واسعة استهدفت مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، باستخدام عشرات الطائرات القتالية وطائرات التزود بالوقود. وفقًا للمتحدث العسكري الإسرائيلي، ديفيد أبراهام، استهدفت الضربات "محطات توليد الطاقة وميناء الحديدة"، وهي منشآت حيوية يستخدمها الحوثيون في نقل الأسلحة الإيرانية إلى اليمن وفي تمويل العمليات العسكرية.

أبراهام أكد أن "الهجمات جاءت ردًا على الصواريخ الحوثية التي استهدفت إسرائيل مؤخرًا"، مضيفًا أن إسرائيل تعتبر هذه الهجمات جزءًا من استراتيجيتها الأوسع لردع إيران وميليشياتها الإقليمية، من لبنان إلى اليمن. القصف أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم عاملون في ميناء الحديدة ومهندسون في محطة الكهرباء، بالإضافة إلى إصابة 33 آخرين، بحسب وسائل إعلام حوثية.

تصعيد إسرائيلي بعد تهديدات الحوثيين

الهجمات الإسرائيلية جاءت بعد تهديدات من زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، بتصعيد العمليات ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية على بيروت. الحوثي قال في خطاب مقتضب إن "دماء نصر الله لن تذهب هدرًا"، مؤكدًا أن جماعته ستواصل دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد إسرائيل.
 

إسرائيل ردت بتحذيرات صارمة، مؤكدة أن أي هجوم من الحوثيين لن يمر دون رد. الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان أن "يوم الحوثيين قادم"، مشيرًا إلى أن الجيش سيواصل التركيز حاليًا على عمليات حزب الله قبل توجيه ضربات مركزة إلى الحوثيين.

البحر الأحمر: ساحة جديدة للصراع

الهجمات الحوثية لم تقتصر على الأراضي الإسرائيلية فقط، بل توسعت إلى البحر الأحمر، حيث استهدف الحوثيون منذ نوفمبر 2023 أكثر من 200 سفينة تجارية دولية بزعم أنها تحمل إمدادات لإسرائيل. هذه الهجمات أدت إلى اضطراب حركة التجارة الدولية وأجبرت شركات الشحن على تحويل مسار سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، مما زاد من تكلفة النقل البحري وأثار قلقًا دوليًا حول تأمين الملاحة البحرية.

الولايات المتحدة وبريطانيا انضمتا إلى إسرائيل في تنفيذ ضربات ضد الحوثيين ردًا على هجماتهم في البحر الأحمر، في محاولة لردعهم عن مواصلة تهديد السفن التجارية. التحالف الدولي بقيادة واشنطن أكد أنه سيستمر في تأمين الملاحة البحرية ومنع الحوثيين من تحقيق أي تقدم استراتيجي في هذه المنطقة الحيوية.

إسرائيل وإيران: تصاعد التوترات الإقليمية

الهجوم الإسرائيلي على اليمن يأتي في سياق أوسع للتوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران وحلفائها. منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر 2023، ازداد الدعم الإيراني للحوثيين، وهو ما دفع إسرائيل إلى التركيز بشكل أكبر على مواجهة التهديدات المتزايدة من اليمن. تل أبيب ترى أن هجمات الحوثيين الصاروخية هي جزء من استراتيجيات إيران لفتح جبهات جديدة في الصراع مع إسرائيل، وهو ما جعل اليمن ساحة صراع جديدة بين الطرفين.

أحد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين صرّح بأن "الهجمات الحوثية لم تعد مجرد عمليات متفرقة بل هي جزء من استراتيجية أوسع تشرف عليها إيران"، مضيفًا أن تل أبيب لن تسمح لطهران بإحكام قبضتها على البحر الأحمر أو أي منطقة استراتيجية أخرى.

الرد الحوثي: مزيد من الصواريخ أم هدنة؟

رغم الضربات الإسرائيلية الموجعة، لم يُعرف بعد كيف سيكون رد الحوثيين. في تصريحات سابقة، توعدت الجماعة بتوسيع هجماتها لتشمل أهدافًا في البحر الأبيض المتوسط، بحجة دعم المقاومة الفلسطينية في غزة. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى قدرة الحوثيين على تنفيذ تهديداتهم في ظل الضغط الدولي المتزايد.

بالتزامن مع هذه التطورات، دوت صفارات الإنذار في إسرائيل إثر إطلاق صاروخ جديد من اليمن. الجيش الإسرائيلي أكد أن دفاعاته الجوية اعترضت الصاروخ، مما يشير إلى استمرار التصعيد بين الطرفين.

تابع موقع تحيا مصر علي