عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

لماذا تتجه مصر بقوة لتصنيع الزبيب بدلًا من تصديره كعنب خام؟

الزبيب
الزبيب

مع ازدهار إنتاج العنب في مصر وبلوغه نحو 200 ألف طن سنويًا، بدأت الدولة في اتخاذ خطوات فعلية لتعظيم القيمة المضافة من هذا المحصول الاستراتيجي، عبر التوسع في تصنيع الزبيب محليًا، بدلًا من بيعه كمنتج خام أو استيراده بأسعار مرتفعة.

وفي ظل التطورات الصناعية الأخيرة، تشير التوقعات إلى أن صادرات الزبيب المصري قد تصل إلى 50 مليون دولار بنهاية العام الجاري 2025، مدفوعة بخطط حكومية لإنشاء مجمع صناعي متكامل وتحقيق قفزة نوعية في التصنيع الغذائي المحلي.

العنب

يحتل العنب المصري مكانة بارزة في منظومة الصادرات الزراعية، حيث جاء في المرتبة الخامسة خلال العام الجاري بإجمالي صادرات قُدرت بحوالي 200 ألف طن.

ويتمتع العنب المصري بجودة عالية، وتنوع في الأصناف، وقدرة على النمو في مختلف المناطق المناخية، ما يجعله محصولًا استراتيجيًا يمكن تعظيم الاستفادة منه صناعيًا، بدلًا من بيعه كمنتج خام بأسعار محدودة.

الزبيب

تُعد صناعة الزبيب أحد المجالات ذات العائد المرتفع، إذ يمكن من خلالها مضاعفة القيمة السوقية للعنب الطازج، وتحقيق دخل أعلى للمنتجين.
وكانت مصر في السابق تستورد الزبيب بقيمة 36 مليون دولار سنويًا، لكن مع التطور في الإنتاج الزراعي، بدأت في تصدير الزبيب، مع توقعات بوصول إجمالي صادراته إلى 50 مليون دولار بحلول نهاية 2025.

دوافع التوسع في تصنيع الزبيب محليًا

يتجاوز التوسع في تصنيع الزبيب مجرد تحويل منتج زراعي إلى منتج غذائي؛ بل يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو دعم الاقتصاد المحلي، وفيما يلي أبرز أسباب هذا التوسع:

زيادة القيمة المضافة: تحويل العنب إلى زبيب يضاعف قيمته السوقية ويحقق ربحًا أعلى مقارنة ببيعه خامًا.

تقليل الفاقد الزراعي: التجفيف يقلل من خسائر العنب غير المباع، خاصة في ظل ضعف منظومات التبريد والنقل.

فتح أسواق تصديرية جديدة: جودة الزبيب المصري وتكلفته التنافسية تؤهله لدخول أسواق في أوروبا وآسيا وإفريقيا.

خلق فرص عمل: الصناعة تعتمد على الأيدي العاملة في الزراعة والتجفيف والتغليف والنقل، مما يدعم التشغيل في الريف.

تقليل الاستيراد: تقليل الاعتماد على الزبيب المستورد في ظل ارتفاع أسعاره عالميًا.

مجمع صناعي متكامل لتصنيع الزبيب

بناءً على مطالب مزارعي العنب وغرفة الصناعات الغذائية، أعلنت وزارة الصناعة عن مشروع لإنشاء مجمع صناعي متكامل لتصنيع الزبيب، يشمل:

تخصيص الأراضي الصناعية المناسبة

إصدار التراخيص اللازمة للتشغيل

إدخال تقنيات حديثة لرفع جودة المنتج وتقليل الإهدار

ويأتي هذا المشروع استجابة لتحديات تواجه المصانع الحالية، التي توصف بأنها صغيرة الحجم ومحدودة التقنية، ما يؤدي إلى هدر كبير في كميات الإنتاج وضعف جودة الزبيب الناتج.

تحديات النقل والإنتاج من مناطق الزراعة إلى مراكز التصنيع

أحد أبرز العقبات التي تواجه صناعة الزبيب في مصر هي تكاليف النقل المرتفعة، والإهدار الناتج عن نقل العنب من مناطق زراعته (مثل المنيا والنوبارية) إلى مصانع في السنطة بالغربية، مما يؤثر سلبًا على الكفاءة الاقتصادية.

ولهذا، تُخطط الدولة لإنشاء مصانع قريبة من مناطق الإنتاج لتقليل التكلفة وتحسين جودة المنتج النهائي، بالإضافة إلى دعم استقرار سلسلة الإنتاج والتوريد.

الصناعة والزراعة

أوضحت وزارة الصناعة أن دورها يقتصر على تطوير البنية الصناعية وتسهيل الاستثمار في قطاع تصنيع الزبيب، بينما تبقى مسؤولية تحديد المحاصيل ذات الأولوية الزراعية من اختصاص وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.

هذا التعاون بين الوزارات المعنية يمثل نموذجًا لتكامل الأدوار بين الجهات الحكومية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الزراعية وتحويلها إلى مشروعات صناعية مربحة ومستدامة.

آفاق مستقبلية لصناعة الزبيب في مصر

مع دخول المجمع الصناعي حيز التنفيذ، ومع فتح الأسواق العالمية للزبيب المصري، يُتوقع أن تتحول مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع وتصدير الزبيب، خاصة مع:

ارتفاع الطلب العالمي على الزبيب كمنتج صحي وطبيعي

وجود فوائض من العنب يمكن استغلالها اقتصاديًا

توافر بنية لوجستية تساعد على تصدير المنتجات الغذائية بسهولة.

تابع موقع تحيا مصر علي