مشروع السكك الحديدية العملاق يفتح الباب لعصر جديد من النقل

في خطوة تعد الأكبر في تاريخ قطاع النقل المصري، أعلنت الحكومة عن بدء تنفيذ مراحل متقدمة من مشروع السكك الحديدية العملاق، الذي يُعد نقلة نوعية تهدف إلى ربط أنحاء الجمهورية بشبكة قطارات كهربائية حديثة، تسهم في تسهيل حركة المواطنين والبضائع، وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى المحافظات.

ويُتوقع أن يفتح هذا المشروع الطموح الباب أمام عصر جديد من وسائل النقل السريعة والآمنة والصديقة للبيئة، مما يعزز من كفاءة البنية التحتية ويضع مصر على خريطة النقل الحديث عالميًا.

تفاصيل المشروع الوطني الأضخم في قطاع النقل

يأتي هذا المشروع في إطار خطة الدولة لإنشاء شبكة قطارات كهربائية عالية السرعة تربط ما بين الوجهين البحري والقبلي، بالإضافة إلى الربط مع الموانئ والمناطق الصناعية والمجتمعات العمرانية الجديدة.

ويشمل المشروع:

إنشاء ما يقرب من 2000 كم من خطوط السكك الحديدية الحديثة.

تشغيل قطارات كهربائية بسرعة تصل إلى 250 كم/ساعة.

ربط العاصمة الإدارية الجديدة بمناطق الدلتا، الصعيد، وساحل البحر الأحمر.

تنفيذ خطوط تربط ميناء الإسكندرية – السخنة – 6 أكتوبر – أسوان ضمن شبكة متكاملة.

أهداف استراتيجية وتوفير فرص عمل

يُعتبر هذا المشروع العملاق جزءًا من "رؤية مصر 2030"، التي تهدف إلى:

توفير وسيلة نقل آمنة وسريعة لأكثر من 30 مليون مواطن سنويًا.

تخفيض انبعاثات الكربون وتكاليف الوقود.

ربط المجتمعات العمرانية والمدن الجديدة ببعضها البعض.

دعم قطاع السياحة من خلال تسهيل التنقل بين المحافظات والمزارات السياحية.

توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في مجالات التنفيذ والتشغيل والصيانة.

تعاون دولي وتقنيات متقدمة

تعمل مصر على تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية في مجالات النقل، وعلى رأسها شركات ألمانية وصينية، لضمان تطبيق أحدث معايير الجودة والتكنولوجيا في نظم الإشارات والتشغيل والتحكم.

كما تسعى الدولة إلى توطين صناعة القطارات وأنظمة النقل، من خلال شراكات مع القطاع الخاص المصري وإقامة مصانع محلية لتجميع وصيانة الوحدات المتحركة.

يفتح مشروع السكك الحديدية العملاق في مصر آفاقًا جديدة للنمو والتكامل بين المحافظات، ويعكس التوجه نحو تحديث شامل للبنية التحتية القومية بما يتماشى مع المعايير العالمية ومع استمرار تنفيذ المشروع على مراحل متسارعة، تُظهر الدولة التزامًا واضحًا برؤية مستقبلية تضع المواطن والبيئة في قلب أولوياتها.